اتجهت مصر خلال السنوات الأخيرة إلى توطين تكنولوجيا الفضاء بإطلاق أول قمر صناعى مصرى فى 29 مارس 2007م ونجح القمر الصناعى المصرى فى التقاط أول صور فضائية للقاهرة يوم 23 مايو 2007م وتم وضع مخطط لإطلاق القمر الثانى فى 2012م والثالث فى 2017م . ومع انطلاقة الثورة المصرية الثانية فى 30 يونيو 2013م تم إطلاق قمر صناعى ثانى Eg Sat يوم 15 إبريل 2014م لأغراض البحث العلمى والعسكرى مما سيساعد على تهيئة الفرصة لإقامة وكالة قضاء مصرية تضع مصر فى قلب عصر الفضاء والتكنولوجيا فائقة السرعة فى ندوة تكنولوجيا الفضاء والتنمية 17 أكتوبر 2007م القاهرة - الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بالاشتراك مع وكالات الفضاء فى الدول النامية والعربية ومجلس بحوث علوم وتكنولوجيا الفضاء لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا« . وتطلب تحقيق ذلك توفير قاعدة بحث علمى فى مصر من معرفة وعلماء وخبراء متخصصين فى هذا المجال، بالإضافة لنشر الوعى لعلوم الفضاء وثقافتها بالمجتمع . وتأتى أهمية تصميم وتدريس مقررات متقدمة لأبنائنا بالتعليم عن علوم الأرض والفضاء من واقع معاش مؤداه أن الحياة على الأرض هى بمثابة السكن والمأكل والملبس لكل الكائنات الحية صارت مهددة نتيجة تزايد النشاط البشري، والناجم عن الممارسات الخاطئة للبشر على مستوى الأفراد أو الجماعات أو حتى على مستوى الدول. ولهذا فإن شعبة بحوث تطوير المناهج بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية السبق فى معالجة هذه القضية ذات الطابع القومى والمرتبط بأمننا التعليمى وحقنا فى ارتياد الفضاء والاستفادة من التطبيقات التكنولوجية لعلوم الأرض والفضاء بصفة عامة وتكنولوجيا الاستشعار من البعد من خلال تنفيذ دراستين على مدى أربع سنوات حيث كانت الدراسة الأولى لمدة عامين، وتم فيها وضع برنامج للمرحلة الثانوية فى علوم الأرض والفضاء باستخدام مدخل العلوم البينية بالتعاون مع الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء من خلال برتوكول تعاون استمر ثلاثة أعوام وتم تجديده لمدة ثلاثة أعوام أخري، وتم تدريب المعلمين من خلاله على تنفيذ البرنامج التعليمى وتجريب بعض وحداته ميدانياً، وقد كانت الدراسة الثانية لمدة عامين أيضاً حيث تم اقتراح أنشطة تعليمية لتضمين تطبيقات تكنولوجيا الفضاء وعلوم الأرض فى مناهج الحلقة الإعدادية، وقد تم تطبيق بعض هذه الأنشطة على تلاميذ الصف الثانى الإعدادى لمعرفة فاعليتها، وذلك بعد تدريب المعلمين على تنفيذ الأنشطة. وكان للقبول الكبير الذى لاقاه ذلك من كل المعلمين والطلاب والتلاميذ فى المرحلتين الثانوية والإعدادية مثار للدهشة مما يدل على تعطش الميدان التعليمى والتربوى لمزيد من الدراسات فى هذا المجال والذى يسد حاجة أساسية. واستكمالاً للمشروع البحثي، تم فى العام البحثى 2012/2013م إعداد برنامج مقترح لتنمية مفاهيم تكنولوجيا الفضاء وعلوم الأرض فى المرحلة الابتدائية، وفى العام البحثى 2013/2014م تم تطبيق البرنامج المقترح لمعرفة فعاليته على تلاميذ المرحلة الابتدائية وبذلك استغرق البرنامج ست سنوات بواقع سنتين لكل مرحلة تعليمية من مراحل التعليم العام . وامتدادا للمشروع القومى ضمت شعبة بحوث تطوير المناهج بالمركز لهذا العام البحثى 2014/2015م ضمن الخطة البحثية بحثا بعنوان »برنامج مقترح فى تطبيقات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء لتنمية وعى طلاب التعليم ما قبل الجامعى بالقضايا البيئية فى مصر وتفيد الدراسة: فى توجيه متخذى القرار إلى أهمية توظيف تطبيقات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء فى مناهج التعليم العام بمصر. لمزيد من مقالات د.عايدة عباس ابوغريب