ذاكرتى أصبحت فى خبر كان..لا أذكر المواعيد المهمة..أنسى شراء بعض الضروريات اللازمة لبيتى.. بل تطور الأمر الى أننى أصبحت أنسى ما كنت أنوى قوله أوفعله.. أبنائى يستغربون لحالى وكثيراً ما يرددون لى عبارة «انت نسيتى يا ماما»، أما زوجى فقد يأس من حالى.. ولا يعتمد على فى أى أمر مهم خشية النسيان.. فماذا أفعل؟ يؤكد العلماء أن الذاكرة تعنى احتفاظ المخ بحالات أوأفكار أو أحاسيس أو مدارك، على أن نستعيدها صور وأصوات وحركات فى اللحظة التى نريدها ..وهناك أنواع من الذاكرة، فهناك الذاكرة الفورية التى تحتفظ بالذكريات لعدة دقائق، والذاكرة الحديثة التى تحتفظ بها لعدة أيام، والذاكرة المحددة التى تحتفظ بها مدى الحياة، كما أن هناك الذاكرة العاطفية وهى فى رأى المتخصصين تحتفظ بأكثر الذكريات وهى التى يهتم بها المخ لأنها تمس القلب ويتأثر بها مثل ذكريات الزواج والأمومة والنجاح. مش.. عايزة افتكر»» فالذاكرة ماهى الا مكتبة كبيرة للاحتفاظ بالمعلومات وعلى قدر النظام المتبع فى تخزين المعلومات فيها –كالكتب- على قدر سهولة تناولها عند الحاجة، كذلك هناك عوامل تتدخل فى عملية التخزين منها: أهمية الموضوع بالنسبة للمرأة فإذا كان يشكل أهمية قصوى فى حياتها الحالية أو المستقبلية فان ذلك يجعلها تنشغل به -لفترة ما طالت أو قصرت- فلا تنساها وهذا يعود للصورة الذهنية التى انطبعت فى ذاكرتها من تكرار تذكرها له، لكن نستثنى من ذلك الذكريات المؤلمة أو الحزينة فعلى الرغم من تذكرها لها الا أنها رافضة لأحداثها وهو ماقد تعبر عنه كثيرا بقولها:»مش عايزه افتكر» فتحدث عملية حجب مستمرة لها من الذاكرة. «المرأة الريفية».. أكثر قدرة على التذكر كما أن البيئة ومدى تأثرها على ذاكرة الانسان يمكن أن تساعد فى قدرة المرأة على التذكر، حيث إن المرأة فى الريف تختلف ذاكرتها تماماً عن المرأة فى المدينة، فالأولى بطبعها أكثر قدرة على التذكر لأنها تعيش فى مناخ يساعد على صفاء الذهن، بعيدا عن التلوث والضوضاء والقلق والتوترالذى تتسم به المدن والذى ينعكس بدوره على المرأة فى المدينة المطحونة داخلياً وخارجياً، ولانستطيع تجاهل عامل السن..فكلما كبر الأنسان فى العمر كلما قلت ذاكرته وأصابه النسيان، بمعنى أن الانسان يكون أقوى ذاكرة فى فترة الثلاثينات، ثم تبدأ ذاكرته فى الانخفاض التدريجى بنسبة محدودة من الاربعينات وتزداد كلما تقدم فى العمر، ولكن على العطس كلما كبرت المرأة فى العمر كلما تذكرت احداثاً قديمة وعجزت عن تذكر أحداث قريبة. والمرأة.. أكثر دقة من الرجل ويؤكد العلماء ان اختلاف طبيعة الموضوعات بين الرجل والمرأة فالمرأة اكثر دقة على تذكرها للأشياء، وتشغل رأسها دائما بكل صغير ودقيق وهذا بالطبع يرهق ذهنها وذاكرتها، ومن عوامل اضعافها، وهى فى ذلك عكس الرجل الذى يهتم بالقضايا العامة ولا يتذكر التفاصيل ولايهتم بثنايا الموضوعات. وهناك تحذير من النسيان العدوانى المتعمد لبعض النساء.. بمعنى أن تقوم المرأة لا شعورياً بالنسيان -كنوع من الردع والعدوان تجاه زوجها أو اسرتها- كأن تنسى الطعام على النار والمكواة موصلة بالكهرباء، أو أن تترك صنبور المياه مفتوحا. وعن الطرق المثلى لتجنب النسيان وكسب ذاكرة قوية يقول د.يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى: يجب أن نكون مستعدين لتقوية تنمية العوامل التى تساعد على إنماء صفات التذكر وهى: وإعمال قوة الملاحظة، بمعنى تعلم مهارات الانتباه والتحدث مع اشخاص يقدمون لنا خبرات جديدة، وممارسة الأنشطة المختلفة التى تزيد من امكانات الانسان، وعدم التشاؤم ومحاولة الشعور الدائم بالتفاؤل الذى يفتح الذهن ويجعله صافياً، وتغيير المناخ حيث أن السفروالقيام برحلات من وقت لأخر يجدد النشاط ويضخ دماء جديدة للحياة التى نحياها، كما أن القراءة من وقت لأخر هو أفضل وسيلة لتنمية الذاكرة على المدى الطويل، كما أن الهدوء والتحكم فى ردود يساعدنا على التذكر وعلى النقيض فان العصبية كثيراً ما تؤدى الى فقدان الذاكرة الوقتى. عقلك.. فى طعامك وفيتامينك د.مجدى بدران إستشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يقول: : فى البداية يجب على المرأة قبل أن تردد جملة أين عقلى.. اننى كثيرا ما أنسى، بل لابد أن تنمى من جهتها باتباع التغذية السليمة، «فالعقل السليم في الجسم السليم» .. ويؤكد العلماء أن هناك 300 موصل عصبى يخلصك من النسيان، وهى مجموعة من المواد كيميائية التى تقوم بنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية وتقوم بعمل التوازن بين قدرات الذكاء والتفكير والإبداع والقدرة على الإستيعاب والإحتفاظ بالمعلومات، و بين نقصها أو عدم توازنها الذى يؤدى إلى ضعف الذاكرة و بالتالى يؤدى النسيان.. ولإنتاج الوصلات العصبية يحتاج المخ إلى التغذية الجيدة التي توفر له الأحماض الأمينية و الفيتامينات و المعادن و الأحماض الدهنية غير المشبعة بالسكر بمستوى معتدل الدسم، ومن قائمة هذه الفيتامينات والمعادن التى تمنع و تقضى على النسيان، المعادن ومنها اليود: حيث أن قلته فى الجسم يسبب إنخفاضا فى القدرات الذهنية، وتوازنه يزيد القدرة على التذكر ويتمثل مصادره في المأكولات البحرية (الأسماك) فهى مصدر ممتاز من مصادر البروتين الطرى السهل الهضم و من أفضل مصادر الأوميجا 3 المهمة للذاكرة كما أنها غنية بمعدن الفوسفور الذى ينشط الذاكرة ويقوى الجسد، أيضا السكريات بطيئة الهضم لرفع مستوى السكر في الدم بالتدريج مثل عسل النحل والفاكهة .. والذى يحتاجه المخ لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه، فالفرد العادى يحتاج من السكريات إلى 30% من السعرات الحرارية عكس الأفراد الذين يستغرقون فى التفكير كالصحفيين والعلماء فهم يحتاجون نحو 90 سعر حراريا فى الساعة و يحتاج المخ إلى 120-150 جرام من الجلوكوز يوميا، والزنك يأتى فى قائمة المعادن التى تمنع النسيان و يعتبر هام فى اكتساب الذكاء والذاكرة و المناعة، ويتمثل مصادره فى الطيور والبقوليات كالفاصوليا و الفول والعدس والبسلة، ومعدن «السيلنيوم».. ونقصه يتسبب فى ضعف الذاكرة ومعدلة المضبوط يقويها ومصادره الحبوب و المكسرات والأسماك، والكالسيوم .. مهما لكفاءة الأعصاب فهو موجود فى العسل الأسود ومنتجات الألبان، ويأتى الفوسفور .. الذى يعد بمثابة منشط للقوى الفكرية والجسمية و مصادره البيض و الكبدة و السمك. ويؤكد د. مجدى بدران أن الفيتامينات ..تساعد على القضاء على النسيان ومن أهمها فيتامين ب 1 أو يسمى فيتامين الأعصاب و يدخل فى الخلايا العصبية للمخ و هو هام للذكاء و يوجد فى البليلة والخميرة، فيتامين ب 2 ويحمى من النسيان و يوجد فى الخميرة والأسماك والخضراوات الخضراء، وفيتامين «ه» المضاد للأكسدة والذى يحمى المخ من التلف، و يوجد في الكبدة والمكسرات والبيض، فيتامين «س» يحتاجه المخ أيضا كمضاد للاكسدة ويتوفر في الجوافة و الليمون والبرتقال.