لا أدرى من هو العبقرى الفذ الذى إختار إسم هيئة النظافة وتجميل القاهرة إسم ليس فى محله على الإطلاق فأين النظافة و أين التجميل و أين وأين ... حتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين كنا نجد بعد منتصف الليل وحتى تباشير الصباح عمال النظافة يعملون بجد وإجتهاد لتنظيف الشوارع والميادين ثم يتبعها سيارة لغسلها كنا نطلق عليها سيارة الرش وكان بعض الأطفال والصبية يجرون أمامها وخلفها حتى يصيبهم رذاذ المياه ويبللون ملابسهم , أما الآن فقد إختفى الجمال وتم إغتياله حتى القبح لم يسلم من أيديهم وتم تشويه القبح عمدا متعمدا فماذا ننتظر .
فى منطقة شمال القاهرة التابعة لحى الساحل يوجد كورنيش النيل وما يتبعه من مراكب نيلية وكازينوهات وحدائق وفى الجهة المقابلة يوجد قصر محمد على وعند حفر قناة السويس تم إنشاء ترعة الإسماعيلية نسبة إلى الخديوى إسماعيل وهذه الترعة تأخذ مياهها العذبة من النيل عند منطقة شبرا المظلات وفى شارع ترعة الإسماعيلية كان يوجد جراج المظلات التابع لهيئة النقل العام وفى الماضى كان يوجد بجواره جراج للترام وبعد إنتهاء عصر الترام ودخولنا عصر مترو الأنفاق وحصول يوسف بطرس غالى على عضوية مجلس الشعب عن دائرة الساحل والمعهد الفنى تم نقل جراج الترعة من منطقة الترعة البولاقية إلى جراج الترام بجوار جراج المظلات كما تم نقل موقف أحمد حلمى إلى موقف عبود باشا ومصنع السماد أمام ترعة الإسماعيلية مباشرة وأصبحت هذه المنطقة الهادئة تماما إلا من أوتوبيسات النقل العام مليئة بميكروباصات الوجه البحرى وإنتشرت المقاهى والضجيج والإزعاج وبعد ثورة يناير تم إدماج جراج الترعة مع جراج المظلات وتم أخذ أرض جراج الترعة الترام سابقا وجعلها مقلب زبالة تابع لحى الساحل نعم فى هذه المنطقة الحيوية المأهولة بالسكان و أمام ترعة الإسماعيلية بدلا من إستغلالها لتكون حديقة أو مركز شباب أو منطقة مدارس أو مستشفى تحولت إلى منطقة تجميع الزبالة والنفايات . من هو العبقرى الذى سمح بذلك أكيد ودون أدنى شك هو محافظ القاهرة لأن حى الساحل يتبعه كما أن هيئة النقل العام بالقاهرة بجراجاتها تتبعه أيضا وكما يقول المثل الشعبى" زيتهم فى دقيقهم " المفروض أن مناطق تجميع القمامة والنفايات تكون فى مناطق نائية غير مأهولة بالسكان ومزدحمة وأصبح هذا الشارع الهادئ سابقا مرتعا لسيارات ولوادر و أوناش القمامة التى سرقت الشارع تماما وأصبح القادم من منطقة الكورنيش والمظلات إلى منطقة موقف عبود عليه بالسير عكس الإتجاه تفاديا للتصادم مع اللودر أو الونش وليس مهما أن يتصادم مع ميكروباص أو أتوبيس نقل عام أوسياحة مادامت هذه رغبة المحافظ ورئيس الحى علما بأن هذا الشارع غير مضاء ليلا ونحن فى إنتظار كوارث حتى نفيق ثم نعود بعد أن تهدأ الأمور لغيبوبتنا لك الله يا شعب مصر .