تمنح كارنيهات مساعد طبيب ومهندس مزيفة

معاهد وهمية تهدد مستقبل أبناء الصعيد

آلاف الجنيهات دفعت من جيوب الفقراء بعدما باعوا الغالى والنفيس من اجل ان يكمل ابناؤهم تعليمهم املا فى ان يلحقوا بركب الوظيفة الميرى , فلم يبالوا بما فاتهم من مراحل التنسيق واتجهوا للتعليم الخاص والمعاهد التى اصبحت تتسابق فى وضع لافتات بأسماء الجامعات الدولية تارة والمحلية تارة اخرى لكن المحصلة لا شيء
مثلما يحدث الان مع 900 طالب وطالبة فى محافظتى قنا والأقصر تكبد اهلهم قبلهم العناء من اجل ان يوفروا لهم الأموال اللازمة للدراسة حتى يتكئوا عليهم او يوفروا لهم فرصة عمل تساعد فى وضعهم على الطريق الصحيح لكن كل هذه الاحلام تبددت بعد عامين قضاهما طلاب "المعهد الفنى التعليمى " بفرعيه قنا والاقصر ليفاجأ الطلاب بان مستقبلهم انتهى عند هذا الحد وان الشهادة التى يسعون اليها ما هى الا وهم وانهم سقطوا فى شباك عملية "نصب" كبرى لتفتح ‫"‬الاهرام‫"‬ ملف المعاهد الخاصة وسبوبة الملايين
البداية جاءت على لسان هدير فريد السمان طالبة بالمعهد الفنى التعليمى التى قالت ‫:‬ انا حاصلة على دبلوم تجارة ولانى احلم بوظيفة سمعت وشاهدت اعلانات عن هذا المعهد وما شجعنى له قول البعض انه معتمد من جامعة اسيوط ويؤهلنى بعد سنتين لدخول معهد فنى صحى حكومى وتكليفه بعد التخرج مباشرة او ان اصبح معيدة فيه لكن فوجئت ان الكلام تغير ومصاريفه بلغت 5000 جنيه فى العامين. وتبين ان المعهد غير معتمد من جامعة اسيوط وانه ليس معهدا بل ان مايربطة بجامعة اسيوط هو بروتوكول انتهى لكورس تدريب ليس إلا ‫،‬ وطبعا نحن التحقنا بإعتبار ان المعهد معتمد لكن ما حدث دون ذلك والامر تغير فبعد ان حصلنا على كارنيهات وسددنا مصاريف المعهد الفنى التعليمى فوجئنا ان الاسم الجديد هو مركز تعليمى وليس معهدا وشهادته غير معتد بها رغم ان الامتحانات من المفترض ان تكون قد بدأت ليتحول حلمنا الى كابوس وهناك من استلف مصروفات المعهد ليكمل تعليمه املا فى ان يحصل على مكان ووظيفة لكن كل ذلك ذهب سدى.
وتلتقط طرف الحديث رضوى محمد حسين لتقول انا خريجة ثانوية ازهرية بمجموع 90 ٪ كنت ملتحقة بكلية هندسة وعندما وجدت اعلانات معهد فنى تحاليل معتمد وانه سيختار 10 من الاوائل معيدين ووجدنا به طلبة كثيرين، تقدمنا للمعهد مثل زملائنا لكن بعد عام كامل سمعنا انه غير معتمد من جامعة اسيوط وعندما ذهبنا الى الجامعة رفضوا ادخالنا من البوابة وقالوا ان المعهد المذكور لا تربطنا به اى علاقة باستثناء ان هناك دورة تدريبية نقدمها لهم، وانتهت فترة البرنامج التدريبى لكن المعهد لايتبع الجامعة ،وقالت اننا عندما عدنا الى مسئولى المعهد قالوا اننا غير مسئولين عنكم رغم اننا سددنا كل المصروفات بناء على الاعلانات الوهمية واللافتات التى كانت تقول إنه معهد معتمد ومعادل من قبل المجلس الاعلى للجامعات وان شهادات المعهد موثقة من قبل الخارجية المصرية بل ويقوم بتأجيل التجنيد للشبان لحين انتهاء الدراسة به.
محمد عكاشة أحد ضحايا المعهد قال انه خريج ثانوية عامة منذ عامين والتحق بالمعهد بعد الثانوية وسدد المصروفات فى العام الأول واضاف ‫:‬ اخرجوا لنا كارنيهات مساعد طبيب ومساعد مهندس والكارنيهات موجودة باسم المعهد الفني وخلفية الكارنية المعهد الفنى بالتعاون مع جامعة اسيوط وعندما تشككنا بعد تزايد الشائعات قمنا بالذهاب الى جامعة اسيوط حيث فوجئنا ان الجامعة غير مرتبطة بالمعهد او اقسامه التى اعلن عنها ‫"‬مساحة وتحاليل وبترول "، و ذهبنا لمحافظ الأقصر الذى قال انتم ‫"‬اتنصب عليكم‫"‬ المعهد غير معتمد.
أما حسن زغلول حقوقي فتدخل معنا فى الحديث ليقول ‫:‬ تواصلنا وبحثنا فى أوراق المعهد وقمنا بفحص المستندات وتابعنا الأمر مع وكيل وزارة الصحة بالاقصر وقنا بعد تزايد شكوى الطلاب وطلبهم مساعدتنا لكى نجد حلا من اجل مستقبل الطلاب، كما تواصلنا مع وزير التعليم العالى لإعادة التنسيق مرة اخرى للطلاب فجاء الرد ان الامر لن يتم لانهم من سنوات سابقة ولا يمكن اعادتهم للتنسيق وقال اننا وثقنا الواقعة وتبين لنا ان "المعهد المزعوم" ليس الا مجرد مركز تعليمى للدورات التدريبة والكورسات التعليمية لكنه استخدم لافتات فى 4 محافظات منتحلا اسم جامعة اسيوط واعلن عن كونه معهدا واستخرج للطلاب كارنيهات مساعد طبيب ومساعد مهندس بترول.
الاهرام‫"‬ رصدت مجموعة من اعلانات المعهد المزعوم‫"‬ والتى كان ابرز ما فيها عن مميزات المعهد وجود امر تكليف بالتعيين مباشرة بعد الانتهاء من الدراسة بالمعهد الفنى بإحدى الجهات الحكومية والحصول على كارنيه مزاولة المهنة من نقابة التمريض وتعيين الأوائل معيدين بالمعهد الفنى او بكلية التمريض بعد انهاء الدراسات العليا.
تركنا الطلاب وهم يبحثون عن مغيث ‫..‬ونترك المستندات امام الجهات المختصة لعلها تحرك ساكنا لانقاذ 900 طالب وآلاف الطلاب الآخرين الذين يتعرضون للوقوع فريسة تحت ايدي عشرات من معاهد الوهم التى انتشرت بأرجاء الصعيد دون رقيب او حسيب.