الآن فقط ، وبعد مرور عشر سنوات على صفر المونديال الشهير الذى كان مصير الطلب المصرى لاستضافة نهائيات كأس العالم 2010، ذلك الفشل الذى اتخذناه مبرراً للسخرية وسبباً لجلد الذات بكل قسوة، الآن فقط وبعد أن سقطت الأقنعة وتبين حجم الفساد الرهيب داخل الفيفا خاصة فيما يتعلق بمنح شرف استضافة المونديال، الذى علقت على بوابته لافتة (للبيع ) نستطيع أن نقول أنه كان محتماً أن نفشل لأننا لم ندفع الثمن المطلوب (الرشوة) التى رفضها الدكتور على الدين هلال وزير الشباب آنذاك وكذلك فعل كل من الدهشورى وعصام عبدالمنعم، اللذين تعاقبا على رئاسة الاتحاد فى فترة التقديم والترويج للملف المصرى . الآن فقط وبعد أن كشف الستار عن قيام جنوب إفريقيا بتحويل مبلغ عشرة ملايين دولار لمجموعة الفاسدين فى اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبى (الكونكاكاف) أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، ذلك المبلغ الذى أثبتت الوثيقة التى تم تسريبها ونشرتها (ديلى ميل) أنه تم غسيله عبر الفيفا قبل تسليمه للمرتشين تحت مسمى وهمى براق وهو : دعم الشتات الإفريقى فى دول الكاريبى !! لأنه لم يكن ممكناً تحويله مباشرة من جنوب إفريقيا إلى الكونكاكاف. ولأن الكونكاكاف مقره فى ميامى بولاية فلوريداالامريكية، فإن وزارة العدل هناك يحق لها توجيه الاتهام وإقامة الدعوى ضد أعضائه المرتشين خاصة أن الأموال القذرة مرت عبر النظام المصرفى الأمريكى.. أما لماذا قررت أمريكا الآن وبعد مرور كل هذه السنوات فتح ملف القضية والقبض على المرتشين فى زيوريخ، بأسلوب زوار الفجر، فإن الإجابة تدخل بالطبع فى إطار العدالة الانتقائية على الطريقة الأمريكية ! والسؤال الأول المطروح الآن هو: هل يتم أيضاً فتح ملف استضافة روسيا لمونديال 2018 وكذا ملف استضافة قطر لمونديال 2022 اللذان شارك فى التصويت لهما نفس المجموعة من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا؟! أما السؤال الثانى فيقول: لماذا لم يتم تسريب هذه الوثيقة القديمة وفتح ملف القضية قبل الانتخابات الأخيرة التى فاز بها بلاتر، وهو أمر لوكان حدث لانسحب الرجل قطعاً ولفاز منافسه الأمير على بالتزكية؟! لكن يبدو أن هذه النتيجة ليست مايبحث عنه الأمريكان .. على أية حال دعونا ننتظر و وسنرى! لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم