غدا تحل الذكرى 48 لهزيمة 5 يونيو 1967 التى أصابت مصر والأمة العربية بصدمة سياسية ونفسية عميقة الأثر. وعلى عكس ما اعتقده الإسرائيليون وغيرهم فإن ما جرى بعد ذلك أكد أن هزيمة يونيو 1967 كانت بمثابة بعث جديد لروح المسئولية العربية تحت وطأة سياط جلد النفس والذات بينما تضخمت لدى إسرائيل أحاسيس الغرور المفرط!. إن النصر السهل الذى حققته إسرائيل فى 5 يونيو وفر لها إحساسا خادعا بأنها باتت فى مأمن حيث امتدت حدودها إلى مسافات بعيدة من مرتفعات الجولان شمالا حتى ضفاف قناة السويس جنوبا فضلا عن السيطرة الكاملة على كل ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية على امتداد الضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة. وفى ضوء هذه المعطيات الجديدة اعتقد الإسرائيليون أن سلسلة النظم الدفاعية المعقدة التى شيدوها على امتداد مرتفعات الجولان والمجهزة بشبكات الإنذار المبكر وكذلك تحصينات خط بارليف على طول الضفة الشرقية لقناة السويس أنهم يستطيعون الاسترخاء لمدة 50 عاما على الأقل قبل أن تنتابهم أية مشاعر بالخوف أو القلق. لم يدر بخلد الإسرائيليين للحظة أن مصر قررت أن تستثمر هذا الغرور الإسرائيلى وتوظيفه لكى يكون بداية مسلسل السقوط لأكذوبة القوة الإسرائيلية التى لا تقهر بالتوازى مع النظر إلى هزيمة يونيو باعتبارها نقطة تحول فاصلة لبعث إرادة التحدى الكامنة فى جوف الإنسان المصري. وكان ما كان من معارك البطولة والصمود على الجبهة المصرية فى ذات العام المشئوم خصوصا معركة رأس العش وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ومعارك الدفاع النشط عام 1968 ثم بدء حرب الاستنزاف عام 1969 التى لم تقتصر على الجبهة فقط وإنما امتدت إلى عمق إسرائيل بضرب ميناء إيلات مرتين بواسطة الضفادع البشرية وتدمير حفار البترول الإسرائيلى عند شواطيء ساحل العاج وهو فى طريقه إلى إسرائيل وكان مسك الختام عام 1970 فى تحطيم أسطورة الطائرات الفانتوم فى 30 يونيو 1970 واستكمال حائط الصواريخ المضادة للطائرات وتحريكه إلى حافة القناة قبل ساعات من بدء وقف إطلاق النار ليلة 8 أغسطس عام 1970.. ثم كان الزلزال الكبير فى العبور المجيد يوم 6 أكتوبر 1973. وهكذا لم يعد 5 يونيو عندنا يوم مندبة للشامتين وإنما بات يوم درس وعبرة بعد أن أخذناه مفتاحا لإعادة البناء بينما شكل لإسرائيل بداية السقوط والعجز عن قراءة الواقع! خير الكلام: قل للشامتين بنا أفيقوا..غدا سليقى الشامتون كما لقينا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله