على الرغم من مرور عقود على استقلال دول القارة الإفريقية من المحتل الأوروبي فإن شعوب تلك الدول مازالت تعاني من الآثار التي خلفها الاستعمار الأوروبي فى جميع مناحى الحياة، سواء على المستوى الانساني أو السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى. والمرأة الإفريقية لا تعيش بمعزل عن مأساة القارة .. فتاريخ المرأة في إفريقيا طويل مع المعاناة في شتى المجالات ..من تدن فى مجالات التعليم والصحة والإقتصاد .. بالإضافة لتعرضها لأشكال العنف .. وبالرغم من ان المرأة تشكل أكثر من نصف سكان القارة، فإنها أكثر امرأة فى العالم فى تحمل إعباء شظف الحياة القاسية .. خاصة بسبب العنف المسلح المتزايد الذى يؤدى إلى فقدان معيل الأسرة، و يجعلها تتحمل أعباء الأسرة مادياً .. حيث تمثل المرأة الإفريقية حوالى60 % من العمالة الحكومية .. و70% من العاملين بالزراعة .. ومع انها أساس الإنتاج والنمو في دول إفريقيا إلا انها مهمشة فى معظم دول القارة .. كما أنها تمثل أغلبية نسبة اللاجئين والمشردين من الحروب..وهى أعلى نسبة عالمياً . والمرأة هى من تدفع الثمن الباهظ في النزاعات والحروب والمجاعات والأوبئة والنزوح والتشرد..الأمر الذي ينعكس على كتابات وابداعات الأديبات الأفارقة. ولا تتوقف معاناة المرأة الإفريقية عند هذا الحد بل توجد اشكال أخرى من المعاناة مثل الاغتصاب الجنسى، والعنف البدنى، والختان، وإجبار الفتيات الصغيرات على الزواج بكبار السن .. وكل هذه العوامل ولدت انكسارات نفسية وإحساسا مزمنا بالقهر، ونظرة يائسة للحياة بالنسبة لمعظم النسوة في القارة الأفريقية.. وباستعراض نماذج من الأدب النسائي في إفريقيا يلاحظ أن هناك انعكاسا لمعاناة المرأة على إنتاجها من الفنون والآداب التى لا تقتصر على الأشكال المعروفة في الدول المتقدمة، فهناك كثير من الابداعات في إفريقيا التي هي نتاج الفطرة والبيئة، وهي من ابداع المرأة كما الرجل، من قصص التراث والأمثال الشعبية والمراثي والحرف اليدوية التي يشارك فى إبداعها النساء في دول إفريقيا. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى