أدى الرئيس السودانى عمر حسن البشير اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة أمس أمام البرلمان السودانى بالخرطوم لولاية رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات. وشارك فى مراسم تنصيب البشير، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤساء دول زيمبابوى والصومال وجيبوتى وكينيا وتشاد ورئيس الوزراء الإثيوبي، ونواب عدد من الرؤساء الأفارقة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد، ومنظمة الساحل والصحراء، وممثلو وفود عدد من الدول الإفريقية والعربية والصديقة لجمهورية السودان. وأعلن البشير فى خطاب تنصيبه أمام البرلمان إقامة «الهيئة العليا للشفافية ومكافحة الفساد» ، كما أعلن عفوا كاملا عن حملة السلاح الراغبين بصدق فى العودة والمشاركة فى الحوار الوطني. وقال البشير إن هيئة مكافحة الفساد سيكون لها كامل الصلاحيات وستكون تبعيتها مباشرة لرئيس الجمهورية، مؤكدا التزامه خلال «العهد الجديد» بوحدة أراضى السودان و»نبذ النزاعات والجهويات والحروب» وإعمار السودان وحقن الدماء واستكمال السلام والانفتاح على الأشقاء العرب والأفارقة. كما تعهد باستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي، مشيرا إلى أن الانتخابات جرت فى بلاده «فى ظل أجواء ديمقراطية». كما أعلن الرئيس السوداني، عن أن الأيام المقبلة ستشهد تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد، مؤكدا أنها ستمضى فى استكمال مسيرة التنمية والتخطيط، وفقا لما تعهد به فى برنامجه الانتخابي، وصولا لتحقيق التنمية والتطور والعيش الكريم للشعب السوداني. وجدد البشير - بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية - تأكيده أنه سيكون رئيسا للجميع لا فرق بين من صوت له ومن لم يصوت وبين من شارك أو قاطع الانتخابات ، مشيرا إلى أن هذا يعتبر حقا مكفولا للجميع. وأضاف أن الانتخابات جرت فى أجواء ديمقراطية نزيهة شهد لها المراقبون المحليون والدوليون، وتوجه البشير بالشكر لكل من شارك فى إكمال العملية الانتخابية ، مؤكدا حرص الشعب السودانى على التداول السلمى للسلطة عبر صناديقِ الاقتراع. كما عبر البشير عن شكره للجنة القومية الداعمة لترشيحه، وفى مقدمتهم رئيس اللجنة المشير عبدالرحمن سوار الذهب، كما أثنى على جهود المفوضية القومية للانتخابات التى قال «إنها أدارت هذا الاستحقاق الدستورى بحكمة واقتدار». كما توجه البشير بالشكر للقوات المسلحة السودانية والشرطة وجهازِ الأمنِ والمخابرات الوطني، ولكل من ساهم فى تأمين الانتخابات التى مارسها الشعب بأسلوب حضاري. ووجه الرئيس السودانى تحية خاصة وتهنئة للمرأة السودانية وهى تنال الثلث من مقاعد البرلمان، كما حيا الطلاب والشباب. وأعرب الرئيس السوداني، عن تطلع السودان إلى بناء شراكة فاعلة ومنتجة مع الاشقاء والأصدقاء، تأسيسا على نجاحاتِ السودان وانفتاح علاقاته الخارجية. وقال البشير ، إن الفترة الأخيرةَ شهدت تطورات إيجابية فى علاقات السودان العربية، كما ظلت علاقاته الإفريقية والآسيوية نموذجا يحتذى فى التعاون والتواصلِ البناء. وقال البشير. «سنعمل خلال الولاية الجديدة على جذب رءوس الأموالِ العربية للاستثمار فى الأمن الغذائى الذى يمثل المستقبل لبلادنا فى الاستقرار واستقلال القرار، وستكون الزراعة هى قاطرة الاستثمار التى ستقود السودان إلى معالجة الفقر والبطالة وتعويض البلاد». وقد استهلت المراسم بوصول الرئيس البشير إلى قبة البرلمان السوداني، أعقبه تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تحدث رئيس البرلمان السودانى إبراهيم عمر، مرحبا بضيوف السودان من الرؤساء والقادة وممثلى الدول الصديقة والشقيقة للسودان، الذين حرصوا على حضور احتفالية مراسم تنصيب الرئيس البشير، لولاية رئاسية جديدة. وكان البشير قد فاز فى انتخابات الرئاسة التى جرت فى ابريل الماضى بحصوله على 94 بالمائة من الأصوات. وكانت هذه أول انتخابات تجرى فى السودان منذ انفصال الجنوب عنه عام 2011 وسط مقاطعة المعارضة.