يصل الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء اليوم - الثلاثاء - إلى العاصمة الألمانية برلين فى زيارة عمل لألمانيا تلبية لدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وينتظر الرئيس فى برلين برنامج حافل يستهل شقه السياسى صباح غد الأربعاء بجلسة مباحثات متصلة تشمل الرئيس الألمانى يواخيم جاوك ثم المستشارة ميركل وتنتهى بلقاء وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير. ويتوجه الرئيس للقاء الرئيس يواخيم جاوك فى الحادية عشرة صباحا، حيث تجرى مراسم الاستقبال الرسمية فى قصر بيلفو الرئاسي، ويستعرض حرس الشرف، ثم يسجل اسمه فى سجل القصر، قبل أن يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الالمانى يتناولان فيها أزمات المنطقة والوضع الداخلى فى مصر. ويتوجه الرئيس السيسى بعد ذلك مباشرة إلى مقر المستشارية للقاء المستشارة أنجيلا ميركل، حيث يجريان مباحثات ثنائية على غداء عمل يتناولان فيه أيضا العلاقات الثنائية بين البلدين والتحديات فى المنطقة ومحاربة الإرهاب والتطورات الداخلية فى مصر، وفقا لما صرح به المتحدث باسم الحكومة الألمانية. وفى ختام المباحثات يعقد الرئيس السيسى والمستشارة ميركل مؤتمرا صحفيا الساعة الواحدة والربع ظهرا، ينتظر أن يشهد حضورا مكثفا من وسائل الإعلام الألمانية والمصرية والدولية. ويختتم الرئيس السيسى الشق السياسى من اليوم الأول بلقاء فى مقر اقامته ، مع وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير . ومن المنتظر أن تركز المباحثات على الملف الفلسطينى وكيفية إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث عاد شتاينماير لتوه من زيارة لإسرائيل، طرح خلالها مبادرة المانية جديدة لكسر الجمود فى مفاوضات السلام. وصرح السفير المصرى فى ألمانيا الدكتور محمد حجازى ل«الأهرام» بأن الرئيس سيستهل بعد ذلك الشق الاقتصادى فى زيارته، حيث يتوجه لمقر انعقاد الملتقى الاقتصادى المصرى الألمانى فى وزارة الاقتصاد، ويلقى نحو الساعة الثالثة بعد الظهر الكلمة الختامية فى المؤتمر يدعو خلالها المستثمرين ورجال الأعمال والبنوك والشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية الألمانية للانضمام إلى قطاع الاستثمار فى مصر والمشاركة الفعالة فى المشروعات الكبرى التى سيتم عرضها خلال الملتقي، وذلك فى حضور نخبة من رجال الأعمال المصريين والألمان والوزراء المصريين والفريق مميش. ويحمل العرض المصرى شعار «استثمر فى مصر .. استثمر فى المستقبل». ومن المقرر أن يشهد الرئيس خلال مشاركته فى الجلسة الختامية توقيع عقود استثمارية ألمانية فى مصر على رأسها عقد شركة سيمنز، بالإضافة إلى عقد اختيار مصر كشريك لألمانيا فى عام 2016 فى معرض فروت لوجيستيكا فى برلين، وهو أحد أهم معارض الحاصلات الزراعية فى العالم. وقد تم اختيار مصر - كما يقول السفير محمد حجازى - نظرا لمكانتها التاريخية كدولة زراعية ولما حققته من تقدم فى المجال الزراعي. كما سيحضر الرئيس توقيع محاضر أعمال اللجنة الاقتصادية المصرية- الألمانية المشتركة التى تعقد أعمالها أيضا صباح اليوم الأول للزيارة، بحضور الوزراء والمسئولين منير فحرى عبد النور ونجلاء الأهوانى وأشرف سالمان ومحمد شاكر والفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة وهانى سرى الدين وعدد من رجال الأعمال والاقتصاد. وصرح السفير حجازى ، بأن وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى زيجمار جابريل، وهو فى الوقت نفسه نائب المستشارة ورئيس الحزب الاشتراكى الديمقراطي، سيقيم مساء الاربعاء حفل عشاء رسمى باسم الحكومة الألمانية ترحيبا بالرئيس والوفد المرافق له. وينطلق اليوم الثانى بلقاء للرئيس برؤساء شركات ومؤسسات المانية اقتصادية عملاقة ابرزها شركة تيسن كروب التى تقوم إحدى الشركات التابعة لها أيضا بتصنيع الغواصات لمصر وشركات سيمنز ودايملر وإيرباص. وصرح السفير حجازي، بأن الرئيس سيبحث مع هذه الشركات التعاون معها ومشاركتها فى مشروعات مصر التنموية ويدعوها للقدوم إلى مصر بأفكارها وإمكانياتها للمشاركة فى مشروعات كبري، مع التزام الحكومة المصرية بضمان هذه الاستثمارات. ثم يلتقى الرئيس بفولكر كاودر زعيم الأغلبية فى البرلمان الألمانى عن الاتحاد المسيحي، الذى يعد من الشخصيات المهمة التى تربطها علاقة خاصة بمصر حيث زارها خمس مرات خلال الاعوام الخمسة الاخيرة، وتعهد خلال لقائه فى القاهرة مع الرئيس السيسى بدعم مصر أمنيا واقتصاديا. وسيلتقى الرئيس فى اليوم نفسه بالنخب السياسية ومراكز الأبحاث الألمانية فى إطار شرح دور مصر الفعال للتصدى للإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة ومواجهة التنظيمات التى تهدد الشرق الأوسط وأوروبا أيضا. ويستعرض الرئيس أيضا مع هذه النخبة الألمانية، آفاق التعاون الاقتصادى فى ضوء التقييمات الأخيرة لوكالات التصنيف الإئتمانى مثل موديز التى رفعت تصنيف الاقتصاد المصرى إلى «بى بلاس»، بما يعنى أن مصر أصبحت مقصدا جذابا للاستثمارات الخارجية. وأكد السفير المصرى فى برلين، أن هذه الزيارة تعد واحدة من أهم الزيارات التى قام بها الرئيس خارجيا مهما كان من عقبات أمامها فقد تم تذليلها، وقال: «إننا قادرون على أن نصل للنجاحات المأمولة خاصة اقتصاديا»، موضحا أيضا أن الهدف الرئيسى لكل أنشطة الرئيس الخارجية هو الدفع بالمزيد من الاستثمارات لمصر. وأوضح أن العاصمة برلين تتأهب لهذه الزيارة وسط اهتمام كبير فى الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية والبرلمانية، وتأتى فى توقيت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطورات هامة فى المنطقة وصراعات تتطلب التشاور بين أهم دولتين كل فى محيطهما الإقليمي. وقال إن برلين باتت تقدر بشكل واضح الدور الرئيسى الذى تلعبه مصر فى المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار الذى لا يخدم مصر فقط إنما أيضا أوروبا بحكم الجوار المتوسطى وإشراف مصر على ممرات التجارة الدولية وصلتها العضوية بدول الخليج، فمصر، وهذه قناعة ألمانيا الآن، هى حائط الصد الأول أمام الإرهاب وضد الهجرة غير الشرعية، وبالتالى فإن أمن مصر واستقرارها فى المنطقة عامل استقرار محورى وهام فى الإستراتيجية الألمانية والأوروبية، كما ترى ألمانيا أن مصر دولة بها الكثير من فرص الاستثمار الواعدة وسوق بها 90 مليون نسمة، وقد برزت إمكانيات مصر بشكل واضح فى شرم الشيخ، والمشاركة الألمانية رفيعة المستوى عبرت عن هذا التقدير.