أوقفت وكالة الأمن القومى الأمريكى أمس برنامج التجسس على المكالمات الهاتفية لملايين الأمريكيين، بعد فشل مجلس الشيوخ فى تمديد العمل بقانون "باتريوت أكت" (مكافحة الإرهاب) خلال جلسة نادرة، وبعد أن تمكن السيناتور الجمهورى راند بول المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة بمفرده من عرقلة دراسة النص مستفيدا من الإجراءات التشريعية المعقدة. وبدأت وكالة الأمن القومى عملية إغلاق برنامجها المتعلق بجمع بيانات المكالمات الهاتفية والمعمول به بمقتضى قانون باتريوت، وتوقفت مراقبة المكالمات رسميا، وذلك فى انتصار رمزى لإدوارد سنودن المتعاقد السابق بالوكالة، الذى كشف عن أكبر عملية تجسس فى التاريخ على ملايين المكالمات الهاتفية. من جانبه، قال السيناتور ريتشارد بور، رئيس لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ، إنه "لن يعود بإمكان العاملين فى وكالة الأمن القومى الذين يدققون فى قاعدة البيانات أن يفعلوا ذلك". وأضاف بور غاضبا أن "الفضل فى ذلك كله يعود إلى السيناتور راند بول" الذى عرقل تمديد العمل بالبرنامج الذى يطول توقيت المكالمات ومدتها والأرقام الهاتفية التى تتم بينها، ولكن ليس محتوى هذه المكالمات. فى الوقت نفسه، أعر ب بول عن ارتياحه لأن قانون "باتريوت أكت انتهى". ومع انتهاء صلاحية أحكام مكافحة الإرهاب، صب نواب آخرون غضبهم على راند بول. وقالت السيناتورة الديمقراطية كلير مكاسكيل غاضبة إن "السبب الوحيد لتعثرنا هو راند بول"، بعد اعتراضه على إقرار القانون الاصلاحى أو التمديد لفترة قصيرة لقانون "باتريوت اكت". وألمح الكثيرون من منتقدى بول إلى أنه يناور لأغراض سياسية ولتحريك حملته الانتخابية على حساب الأمن القومى. وحذرت السيناتورة الديمقراطية ديان فاينشتين من إنه "تصرف غير مسئول، أن يمنع سيناتور واحد العمل لتمديد واصلاح ثلاث أدوات لمكافحة الارهاب لمكاسب سياسية خاصة به". وأضافت أن "رهن برامج حيوية للأمن القومى لجمع التمويل السياسى أمر فظيع، لكن هذه هى حالنا اليوم". من جهته، تطرق السيناتور جون ماكين، والمرشح الرئاسى الجمهورى السابق، إلى طموحات بول السياسية. وصرح ماكين، الذى يرأس لجنة القوات المسلحة فى المجلس، بأنه "من الواضح أنه يعطى أولوية لجمع الأموال وطموحاته السياسية أكثر من أمن الامة". وفى هذه الأثناء، شجب البيت الأبيض التصرف "غير المسئول" لمجلس الشيوخ الذى فشل فى تمديد العمل بقانون الحريات، مطالبا البرلمانيين بالتعالى على حساباتهم الحزبية والعمل سريعا على تدارك هذا الخطأ. وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، فى بيان : «ندعو مجلس الشيوخ إلى ضمان أن هذا الفشل غير المسئول فى إقرار تمديد العمل ببرنامج جمع بيانات الاتصالات الهاتفية سيدوم أقل وقت ممكن». وأضاف أنه "فى مسألة على هذا القدر من الأهمية تتعلق بأمننا القومى يجب على أعضاء مجلس الشيوخ أن يضعوا جانبا اعتباراتهم الفئوية وأن يتصرفوا بسرعة". من جهته، صرح جون برينان، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى إيه"، بأن من وصفهم بالإرهابيين ممن يريدون شن هجمات على الأراضى الأمريكية يراقبون عن كثب المشادات والمعارك التى تحدث فى الكونجرس حول قانون "باتريوت أكت" على أمل إيجاد سبل وثغرات لشن الهجمات . وأعرب برينان عن اعتقاده أن العناصر الإرهابية تشاهد بعناية فائقة ما حدث هنا فى الولاياتالمتحدة، وأضاف أنه "سواء أكان ما يحدث إفصاحا عن معلومات سرية أم لا، وسواء أكان هناك تغيرات فى القانون والسياسات أم لا، فهم يبحثون عن ثغرات للعمل من خلالها". وتابع أن "هذا شىء لا يمكننا التعامل معه فى الوقت الراهن، لأنه بالنظر إلى الهجمات الإرهابية المروعة والعنف الذى ترتكبه الجماعات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم، فنحن بحاجة للحفاظ على سلامة وطننا".