إلي متي سنظل نتقبل حياة الغش والكذب مثل التي كنا نعيشها عندما كانت مزارع الأسماك التي يزورها الرئيس السابق ليطمئن الشعب علي مشروعاته, تصلها ليلة الزيارة شحنات الأسماك التي تم جمعها وانتقاؤها من مختلف البحيرات لتلقي في مياه المزرعة السمكية المعجزة التي ستسجلها كاميرات التليفزيون عندما يمر عليها الرئيس! وكيف كانوا يأتون بالكومبارس الغلابة ليؤدوا أدوار الفلاحين المبتهجين الذين يفتحون بيوتهم لاستقبال الرئيس ودعوته لتناول الشاي معهم وتدور كاميرات التصوير لتسجيل الديمقراطية التي يعامل بها رئيس الدولة مواطنيه البسطاء من الفلاحين.. وكيف في بعض زيارات السيدة الأولي السابقة لبعض المدارس كانوا يجمعون لها أحسن الطالبات المنتشرات في عديد المدارس ليعرضوهن أمامها باعتبارهن جميعا زميلات فصل واحد في مدرسة واحدة.. وغيره كثير, وقد منينا النفس بأننا سنتحرر من ذلك كله بعد الثورة, ولكن يبدو أن الأمل مازال بعيدا. ففي صحيفة الفجر عدد الخميس 22 مارس وفي تحقيق بالصفحة الخامسة كشفت منال لاشين نائبة رئيس التحرير, أن صفة فلاح بالذات استخدمت كغطاء لوصول الكثيرين بغير حق إلي البرلمان والحصانة ومن مين؟ من الذين دخلوا المجلس في جلابيب الإيمان وزبيبة التقوي!! يقول التحقيق إن الفلاحين والعمال الحقيقيين الذين ينتمون فعلا للصفتين لا يمثلون أكثر من 2.5 في المئة من أعضاء المجلس الحالي والباقي فلاحون وعمال مضروبون, فمن بين الفلاحين مثلا 40 نائبا حاصلون علي شهادات جامعية ليس بينهم خريج زراعة وإنما 18 تجارة و8 حقوق وخمسة هندسة وستة آداب, ومن بين الفلاحين النواب أيضا رئيس محكمة سابق وصحفي وخبير تنمية بشرية وسبعة ضباط سابقين. والذي سجلته محررة التحقيق عن النواب المحترمين لم تحصل عليه بالغش وإنما كتبوه هم بأيديهم في أوراق المجلس علي أساس أنها بيانات خاصة لا علاقة لها بالصفة النيابية التي دخلوا بها المجلس, وتجدهم في ذلك تقدموا علي مرشحين حصلوا علي أصوات أكثر منهم ولكنهم تخطوهم بصفة الفلاح الكاذبة الي ادعوها, سيادة رئيس المجلس: الأمر أسوأ من السكوت عليه وأظنه أسوأ كثيرا من نائب المناخير المشهور. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر