لأول مرة تعترف وزارة التربية والتعليم بأنه لا يوجد تعليم فى مصر ،عندما أعلن الوزير أخيرا ، أن نتيجة اختبار ( القرائية) أثبتت أن 33٪ من تلاميذ الصفين الثالث والرابع الابتدائى حصلوا على صفر على مستوى الجمهورية فإذا أضفنا من حصلوا على 50٪ فأقل فنحن أما حقيقة أن 70 ٪ على الأقل من تلاميذ المرحلة الابتدائية وهى أساس التعليم والتعلم ، فهم لا يعرفون القراءة والكتابة ومبادئ الحساب ، ومن هذه النتيجة نستطيع أن نكتشف أن هذا هو مستوى العلم والتعليم فى مصر، وهو مؤشر حقيقى لأداء هذه الوزارة التى تعبنا القول عنها بأنها فاشلة بكل المقاييس، وتعتمد على أشياء أخرى لتحسين صورتها بالصحف والإعلام، والمعنى مفهوم ! ولمن لايعرف فإن هذه الوزارة تستهلك من الميزانية 72 مليار جنيه، أى أكثر من ضعف دخل القناة التى نتشدق بدخلها سنويا، ولأن الحكومة لدينا لا تعرف شيئا عن التعليم سوى أنه مشكلة مالية ، ويكشف ذلك مضاعفة الانتكاسة باعتماد 114 مليار جنيه للتعليم فى الميزانية الجديدة، ولا يعرفون ولا يقرأون التقارير الرقابية والقضايا، والتى أكدت أن هذه الوزارة هى رأس الفساد اليومى فى مصر، والحقيقة أن الاعتمادات الضخمة لا تصل للعملية التعليمية بل توجه لمدرسين لا يعملون بالمدرسة بل بمراكز الدروس الخصوصية، وأن البعض منهم يسئ للتربية والأخلاق، وهم نموذج للضلال والتضليل وتبديد موارد الدولة، فأغلبهم يحمل جداول وهمية، ليجنى هذا الشعب الغلبان حصاد هذه الجريمة المزدوجة ، ولأننا نعانى عدم التوفيق فى اختيار شخص الوزير دائما، ونكون نموذجا للتخبط الذى ينعكس على المدرسة والمدرس، ولا أدرى هل نحن معاقون إلى هذا الحد ؟! فالوزارة العاجزة تعتمد على خطط وهمية ليست من الواقع، ولذلك فإن بمقدورى صراحة أن أطالب بإغلاق المدارس لأنها نكبة ونكسة على الميزانية، وتدمر أبناءنا وأخلاقهم، وأن نتحول للتعليم الخاص، فلا تضيع مواردنا بمعطلين للتنمية بل المدمرين لأخلاق الأجيال القادمة، فاللعب فى التعليم هو هدم صريح لمستقبل البلد. وبعد أن ثبت أنه ليس فى مصر إدارة ناجحة مناسبة للإصلاح سوى القوات المسلحة التى أدارت مجالات كثيرة بنجاح، لذلك وأمام هذا التدمير لمستقبل مصر، فإن إدارة الوزارة يجب أن تكون عسكرية ولو مؤقتا .
ويكفى أن نكشف حقيقة الإدارة التعليمية فى ليعرف الناس أبعاد الكارثة، فالمدرسون خاصة الرجال يرفضون الترقية تفرغا للدروس الخصوصية ، وسط عجز كامل من الدولة، لذلك فلا تتعجب أن قيادات التعليم جميعا غير تربويين ولم يدخلوا فصولا ولم يمارسوا مهنة التدريس طوال حياتهم ، ولم يتدربوا على إدارة مدرسة فما بالك من المناصب التى يقفزون عليها، فالإدارة وبنسبة لا تقل عن 90٪ إما لمدرس أومدرسة تربية رياضية أو تربية موسيقية أومجالات وأنشطة، أو تدبير منزلى أو اخصائى اجتماعى وكذلك مديرو الإدارات بكل المستويات، ومع احترامى للجميع فإن الواقع يقول: إنها وزارة غير تربوية من القاع إلى القمة، لذلك فإن أول الحلول هو المبادرة بفصل أى مدرس يرفض الترقية وتعيين مئات الشباب المتخصصين بدلا منه، لأنه يخرب التعليم بإتاحة الفرصة لغير المؤهلين للقفز على الإدارة بداية من منصب مدير المدرسة مما ساهم فى هبوط الأداء ...ياسادة نحن فى أزمة أمن قومى ..أهيب بكل صاحب ضمير ..استيقظوا ارجوكم ..مصر فى محنة اسمها التعليم المدمر .. لمزيد من مقالات وجيه الصقار