أيام قليلة وتبدأ الدراسة للعام الجديد على مستوى الجمهورية ، وينتظم 19 مليون طالب فى نحو خمسين ألف مدرسة فى مختلف المراحل، نأمل فى القضاء على السلبيات التى حاصرت العملية التعليمية. وعلى رأسها الدروس الخصوصية وتحقيق الجودة المنشودة من خلال منظومة تعليمية متطورة، والحسم فى إدارة المدرسة نحو أداء كل من المدرس والطالب، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى شرح وتلقى المعلومات والتفاعل مع المعلم والمادة الدراسية، وتركيز الاهتمام بالنشاط المدرسى لأهميته لتكوين قدرات الطالب الشخصية والإبداعية، بينما ينادى الخبراء بضرورة تخصيص هامش لأعمال السنة، حرصا على فكرة الثواب والعقاب والحافز للانتظام واحترام النظام. والأهم من كل ذلك إزالة معوقات العملية التعليمية. أميون فى الاعدادى بداية يؤكد محمود الشناوى مدير مدرسة ابتدائية ،أن المرحلة الابتدائية هى أساس مشكلات التعليم فى مصر لأنها بداية تكوين فكرة التلميذ عن العملية التعليمية وحب البحث العلمى، فالمدرس غير المدرب، يكون كارثة على الطفل ومستقبله وأسرته، ومع ذلك فإن الناس لا تعطى المدرس قيمته وتنصرف عنه، مما يصيبه بالإحباط فيتجه لجمع المال، لذلك تجد أن نسبة عالية من التلاميذ ينتقلون للإعدادى وهم أميون فالكثافة فى بعض المناطق تتخطى المائة تلميذ للفصل فى مقابل عجز كامل فى أعداد المدرسين والفصول، لأن المسئولين بالدولة لم يهتموا بالتعليم الابتدائى الالزامى، مما ساعد على التسرب وتفكك الأسر وتخلف المجتمع. وطالب باهتمام الوزارة بتوفير وجبة غذائية جاذبة للفقراء الذين يجب أن تتوافر لهم رعاية خاصة،.وان يكون هناك دور للمدرسة للتفاعل مع المجتمع ، والعمل على توأمة المدارس المتقدمة دراسيا وتعليميا، ولو كانت خاصة مع المدارس الفقيرة والمتدهورة الحكومية لتوفير الحد الأدنى لاحتياجات الطلاب وخفض الكثافات. أصحاب المصالح ويضيف هانى مجدى زكريا موجه لغة عربية، أن أولى مشكلات المدارس الآن أن فيها أصحاب مصالح من المدرسين الذين يسيطرون عليها من 25 عاما ويديرونها لحسابهم فهم يستولون على رسوم اضافية على قبول أوراق الطالب بمبلغ يزيد على50 جنيها بالاحتيال وهذا موجود فى جميع المدارس بلا استثناء فى حين أن الرسوم عن الاستمارة من ورقتين هى 15 جنيها، كما تسيطر هذه الفئة على الدروس الخصوصية ويوهمون الآباء بأن كل شىء فى أيديهم والحقيقة أن هذه الطبقة مسئولة عن تدمير التعليم بالمدارس وترفض الترقية، لذلك يجب على الوزير أن يصدر قرارا بعدم استمرار أى مدرس فى مدرسة واحدة أكثر من 7 سنوات وهو الحل العاجل والمطلوب الآن، للتخلص من طبقة "المماليك" فى التعليم، وذلك بالنقل أوالترقية أوالاستقالة، وهذا سيحل 50٪ على الأقل من مشاكل التعليم وإلزام من تعدوا الخامسة والأربعين من العمر بالترقية أو العمل الإدارى لأن بعضهم أساس الفساد للمدرسة والجيل كله. المدرس ضعيف وأضافت نجوى أبو النصر مديرة عامة بالتعليم: هناك طبقة من المعلمين ضعاف فى المادة العلمية لأنهم لم يدرسوها طوال حياتهم، لذلك اتجهوا للعمل الإدارى بالمدرسة أو الحصول على جداول وهمية، ويسعون لوظيفة «موجه»، لأن الموجه هو الذى يضع خط السير لنفسه بلا رقيب، أما مدرسو الأنشطة الأخرى مثل الألعاب والتربية الفنية والاقتصاد المنزلى والاخصائيين الاجتماعيين وهم غير تربويين أصبحوا الآن يتقلدون أعلى المناصب فى التعليم دون سابق تأهيل أو خبرة فى الإدارة أو دخول الفصل ، لذلك تجد قرارات معظمهم جاهلة بالعملية التعليمية، وهناك آخرون اكتفوا ببدل الكادر وتفرغوا للعمل الإدارى، لذلك فإن الوزير مطالب فورا بتصحيح هذه الأوضاع لانجاح العملية التعليمية هذا العام، واسناد دور الموجه لأقدم مدرس بالمدرسة مع وجود متابعة لتقييم دوره . معايير أخلاقية وتربوية وترى فاطمة الزهراء هلال - موجهة لغة فرنسية بالقاهرة الجديدة - ضرورة أن يخضع اختيار المدرس وتعيينه لمعايير أخلاقية وتربوية، لأنه المؤثر الأول فى الأجيال، مع ضرورة منع انتقال المدرسين للمدن الكبرى خاصة القاهرة لأنهم يعتبرونها «اعارة» للعمل بالدروس الخصوصية، ومن الضرورى إلغاء نظام نصف الأجر لأن المدرس يجعله وسيلة لاهمال العمل والتلاعب، مشيرة إلى أن فكرة القوافل التعليمية التى تبنتها الوزارة أخيرا تعتبر ناجحة. أعمال السنة وأشارت موجهة اللغة الفرنسية إلى ضرورة الرجوع لأعمال السنة مع مراقبة أى أخطاء حولها وتوقيع عقوبة رادعة للمخالف ، والتركيز على عوامل جذب الطالب لتكون المدرسة محببة له من خلال أنشطة الرياضة والفنون وجماعات وأسر النشاط التى يشعر فيها التلميذ بذاته، وهى أحد أهداف العملية التعليمية، وفى نفس الوقت يجب الحفاظ على كرامة المدرس ،لأنه – للأسف - يقف كفرد أمن على الباب ،ويعمل فى مقصف المدرسة،أو يكلف بتسجيل حضور التلاميذ فى الفصل ، وهذه أعمال مهينة للمدرس وكرامته وتقلل من احترامه بين الطلاب وتبدد مجهوده الأساسى . الفصول الطائرة وهناك مشكلة كبرى وهى الفصول الطائرة نتيجة تشعيب المواد فلا يمكن للموجه أو حتى المدير تحديد مكان المدرس ومجموعته وتجد المدرسة فى حالة هرج ومرج لهذا السبب ، فالمدرس يبحث عن الطلبة ثم يبحث عن فصل وقد لا يجد. المراكز التعليمية ويرى إبراهيم البديوى مدرس أول لغة عربية بالجيزة أن البعض يعتقد أن الذهاب للمراكز التعليمية الخاصة نوع من الرفاهية للطالب والحقيقة ليست كذلك ،فالطالب الآن أصبح يميز مصلحته فهذه المراكز فيها التزام وضبط وربط برغم الأعداد الكبيرة فى المحاضرة الواحدة، بعكس المدرسة التى اصبحت نموذجا للإهمال وإضاعة الوقت مع تسيب المدرسين والإدارة معا، ولابد من تشكيل لجان من خارج الوزارة لتقييم المدرسة ووضع حلول ملزمة لها ومراقبة التنفيذ، وضرورة فتح موقع بالوزارة لتلقى شكاوى الطلاب والآباء والتحقيق فيها فورا للمصداقية وسمعة العملية التعليمية. استعادة الثقة وتؤكد السيدة صفاء المعداوى وكيلة وزارة التربية والتعليم، أن أهداف الوزارة فى هذه المرحلة تتركز فى استعادة ثقة المجتمع فى مؤسسات التعليم، ورفع قدراتها، وتحقيق الأهداف التربوية، وزيادة التعاون بين المدرسة والمنزل لنجاح العملية التعليمية، ورعاية الموهوبين ،وتفعيل دور التعليم فى خدمة البيئة خاصة أن لدينا 19 مليون تلميذ فى 50 ألف مدرسة، وأنه تم بالفعل إجراء تدريبات واسعة للمعلمين استعدادا للعام الدراسى الجديد بأكاديمية المعلمين المهنية، باعتبار أن المعلم هو الضمانة الحقيقية لنجاح العملية التعليمية، لتدريبه على مهارات تربوية وفنية، وأن هم الوزارة هو خفض الكثافة بالفصول بالتوسع فى الأبنية التعليمية بالتعاون مع الوزارات الأخرى .