تجددت أمس أزمة المهاجرين غير الشرعيين فى جنوب شرق آسيا باستقبال تايلاند 600 مهاجر جديد، فى الوقت الذى اختتمت فيه بالعاصمة بانكوك أمس أعمال القمة الطارئة، التى دعت إليها تايلاند من أجل مناقشة سبل وضع حد لأزمة المهاجرين وسط تبادل الاتهامات وإلقاء المسئولية عن الأزمة ما بين أطرافها على بعضهم البعض. وشاركت فى القمة 17 دولة من رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» ومن خارجها، إلى جانب الولاياتالمتحدة وسويسرا ومنظمات دولية من بينها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية. وفى افتتاح القمة، أعلن فولكر تورك مساعد المفوض الأعلى لشئون اللاجئين أن حل أسباب أزمة اللاجئين «يتطلب جهدا دوليا وأن يضطلع الجميع من حكومات الدول المعنية ومنظمات إقليمية بمسئوليته تجاه الأزمة». ووجه تورك أصابع الاتهام إلى حكومة ميانمار فى اندلاع الأزمة أخيرا، وقال «على المسئولين فى ميانمار تحمل المسئولية الكاملة عن مهاجرى تدفق طائفة الروهينجيا خارج البلاد». وأشار إلى أنه يتعين على حكومة ميانمار منح وثائق هوية لأبناء الروهينجيا من أجل «إضفاء الاستقرار والشكل الطبيعى على حياتهم»، موضحا أن «حصول الروهينجيا على الجنسية يجب أن يكون هو الهدف النهائى». ومن جانبه، قال ويليام لاسى سوينج المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية إن شبكات تهريب البشر فى جنوب شرق آسيا تلقت ضربة كبيرة بفضل الخطوات التى اتخذتها بعض الدول أخيرا فى مواجهتها. وأضاف أنه «على الرغم من أن الحملات التى شنتها الحكومات الإقليمية ضد مهربى البشر استهدفت فقط اللاعبين الصغار فى هذه الشبكات، إلا أنها أحرزت تقدما كبيرا، حيث تم القبض على الكثير من الأشخاص المهمين فى هذه التجارة غير القانونية». وأوضح سوينج أن: «نحو 3600مهاجر، العديد منهم من أفراد الروهينجا أو من بنجلاديش، وصلوا إلى إندونيسيا وماليزيا، فى حين مازال هناك «عدد كبير» فى البحر. وأكد:»الأولوية القصوى لهذه الدول هى إنقاذ الأرواح، عندما تنقذ أرواحا، يكون لديك خيارات». وفى السياق نفسه، قال الجنرال تاناساك باتيمابراجورن وزير الخارجية التايلاندى»نحن بحاجة أكثر من أى وقت مضى إلى جهود مكثفة من جانب كل الدول المعنية. هناك حاجة لتعاون بين تايلاند والمجتمع الدولى لحل المشكلة بشكل شامل». وأضاف أن»تدفق المهاجرين بلغ مستويات مثيرة للقلق»، موضحا أن تايلاند استقبلت 600 مهاجر جديد ممن يعرفون باسم «مهاجرى القوارب» أودعتهم مناطق إيواء مؤقتة. وأعلن تاناساك - على هامش أعمال القمة - موافقة بلاده على طلب للولايات المتحدة بتسيير رحلات لطائرات استطلاع تنطلق من بانكوك لتحديد مواقع قوارب المهاجرين التى تتقطع بها السبل فى بحار جنوب شرق شرق آسيا، والبحث عن المهاجرين العالقين فى مياه البحر. وفى غضون ذلك، هاجمت ميانمار منتقديها خلال القمة، وقال هتين لين رئيس الوفد فى القمة إن «توجيه الاتهامات لن يخدم أى غرض ولم يصل بنا إلى أى مكان». كما أعربت بنجلاديش، وهى دولة أخرى يتدفق منها المهاجرون، عن استعدادها لتحمل «المسئولية الكاملة» عن استرجاع مواطنيها.