قبل عقود اربعة تقريبا كان التعارف الأول مع صلاح عيسى من خلال مقدمته الأثيرة لكتاب ريتشار ميشتل «الاخوان المسلمين « وازعم أنها كانت افضل من الاطروحة ذاتها لرصانتها واحاطتها بالتحليل لجماعة الوثن المقدس ثم جاء عملى تحت اشرافه فى الاهالى بإصدارها الثانى برئاسة الاستاذ حسين عبد الرازق ورغم قصر الفترة إلا أن إستفادتى كانت عظيمة. أما جلال عارف فهو الصحفى الكبير والنقابى البارز ، ولن انسى دعمه لشباب المهنة فى مستهل عملهم بصاحبة الجلالة وأتذكره بالفضل وهو يستغل علاقاته ونفوذه لتوفير تذاكر مخفضة لأعضاء النقابة لحضور حفالات اوركسترا القاهرة السيمفونى بمسرح الجمهورية فى ثمانينيات القرن المنصرم. وتمر السنوات ويتولى الأسمان رئاسة وامانة المجلس الأعلى للصحافة ، ورغم ضبابية آليات تشكيله إلا أننى نسيت المنطق ، وسعدت بما ايهما سعادة والماضى بداخلى يعطينى تفاؤلا فى قيادة رشيدة تنسينا مجلس الشورى بوجهيه الوطنى والأخواني. ولكن سرعان ما خبت الفرحة فالكيان الوليد سرعان ما بدا بطيئا يعانى الحصرم وطبيعى أن ينعكس على قراراته وفى تلكؤ مريب عطلت مجالس الادارات والجمعيات العمومية المنتخبة ثلاثة اشهر كاملة ومع التهديد باللجوء للقضاء خرجوا بأسماء المعينين المعدة سلفا ومر الأمر دون حساب أو على الأقل بإصدار بيان يوضح لماذا كان التأخير؟ ثم جاءت التشريعات الصحفية والتى حوت مواد لا يمكن ان تنتجها سوى الانظمة الفاشية ، إضافة إلى صيغة اتسمت بسادية مفرطة ألا وهى المد سنة بسنة وفى حالة الضرورة القصوى على ألا يتولى منصبا قياديا ، فلماذا إذن النص اللهم إذا كان الهدف هو الإحسان والشفقة أو أن الزميل ستكون مهمته حمل حقيبة رئيس مجلس الإدارة. ولعلى أزعم أن معدى المشروع تعمدوا الزج بتلك النصوص المعيبة ، وهم على ثقة بأنها سترفض وبالتالى تعاد اليهم من جديد ليفتح حولها نقاش موسع يلتهم الشهور السبعة المتبقية على نهاية العام ، وهذا هو المبتغى فهل سينالون مرادهم ؟؟ لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد