نعم الله علي الأنسان كثيرة لا تعد ولا تحصي أفضاله علي العباد لا ينكرها إلا جاحد أو أعمي البصر والبصيرة وكل نعم الله ضرورية لكل الخلق ولا تتميز واحدة منها علي أخري الا بقدر الحاجة الشديدة اليها بالنسبة للمخلوق.. ولكن هناك من النعم ما يكون أكثر فائدة وأكثر ضرورة من غيرها بالنسبة للتجمعات البشرية التي يضمها وطن واحد ويطلق عليها شعب هذا الوطن وسكانه وأهله. ونحن المصريين يجمعنا وطن واحد كان عبر التاريخ ومازال هو ضاربا بجذوره في زمن يستغرق آلاف السنين وهو عمر حضارتها التي أعطت العالم وأخذت منه وتضمنت سبع رقائق من الحضارات التي تركت علامة في تاريخ الأنسان.. وكانت مصر في تاريخها القديم والحديث ومازالت شعبا واحدا في نسيج واحد صهرته الأيام والأحداث والمحن والأمال.. صمد لهذه الأحداث وقاوم وانكسر وانتصر ولكنه ظل حتي في أشد المحن شعبا واحدا واقفا كالجبل الأشم لا تهزه ريح ولا تعصف به العواصف.. عواصف الطبيعة وعواصف الأعداء المتربصين بمصيره وموقعه الفريد ووحدته التي تضرب بها الامثال ونيله الذي مازال منبت الخيرات والثمرات للشعب والوطن. مثل هذا الوطن وهذا الشعب الصامد يحتاج من نعم الله الكثيرة ما هو أكثر ضرورة وأعم فائدة.. وإذا ضربنا مثلا واحدا فإنه يبرز أمامنا ممثلا في نعمة الأمن وهي نعمة نحتاج اليها الآن وبعد الآن وفي المستقبل القريب والبعيد.. ونعمة الأمن تستتبع وراءها نعما كثيرة أخري.. ففي ظل الأمن يسود الأستقرار ويستقر النظام ويتفرغ الشعب للعمل والبقاء وتزدهر السياحة وتبلغ الحرية والديمقراطية ورؤيتها في نظام سياسي يرتضيه الشعب وتنزوي ضوضاء الأعمال الغوغائية التي تستهدف النيل من الوطن وتستعجل ركوعه لعدو لا يقيم وزنا الا لمصالحه الخاصة وزيادة ثرواته علي حساب الشعوب بالهيمنة والسيطرة علي مقدراتها ليقي الوطن وخيراته مزرعة لغيرنا ولتبقي رقابنا جميعا في متناول هذا العدو القبيح. والقرآن الكريم يقص علينا سورة قريش وقد امتن الله عليهم ببيت الله الحرام الذي دفع عنه أعداءه وأسكنهم بجواره فنالوا بذلك الشرف والأمن معا وفي ظل هذا الأمن رزقهم رحلة في الشتاء الي اليمن وأخري في الصيف الي الشام في سياحة للتجارة لا يتعرض لهم أحد في ظل الأمن والزمان الذي يعيشون بينما ينخطف الناس من حولهم ويذكرهم القرآن بأن تلك النعم أنما هي ثمرة من ثمرات عبادة الله الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ورزقهم من الثمرات وهم في واد غير ذي زرع. نعمة واحدة هي الأمن تحقق هذا الهدف الكبير هي نعمة جديرة بالأحترام والتقدير والتمسك بها في أيام الأستقرار وأيام الفوضي حتي نبني وطننا ونحقق آمالنا في أن نبقي علي مصر عظيمة ورائدة وعلي شعبها أن يتفرغ للعمل ويعلي من قدرة ومقاومة كل المؤامرات التي تحيط به ونحقق ما يؤدي إلي ذلك كله وأكثر بعبادة الله ورضاه حتي يرزقنا ثمرات الدنيا ونعيم الأخرة فنحصل علي الأمن والأمان في الدارين. ولتتذكر دائما قول الله عز وجل: وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها صدق الله العظيم.