اليوم .. كان من المفترض ان نتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد ، لكن النفوس الشيطانية المريضة التي لوثت مناخ المحبة وعملت علي بث الكراهية والباطل ، خيب الله مسعاها الشرير ومخططها الاجرامي الآثم ، لم تكن تتوقع ان دماء شهداء كنيسة القديسين سوف توحد المصريين وتصهرهم في بوتقة التضامن والتكاتف والتوحد ، وتجعلهم علي قلب رجل واحد في وجه الحقد الاسود والارهاب الاعمي . نعم .. الحزن يعتصر القلوب ، والغضب يعتمل في الصدور ، لكن يجب ان يكون كل شيء بحساب ، يجب ألا ننجرف لكي لا نحقق للعدو الذي استهدف فرحتنا ما كان يأمله ويتمناه ، يجب ان ندرك ان قوي الشر تجد لنفسها مكانا في المظاهرات ، ومن الممكن ان تستغل الظرف القاسي لتخرب النفوس وتصب الشرار علي البنزين لكي لا تهدأ النفوس او تطفأ النار . سوف تجتاز مصر المحنة مثلما اجتازت المحن الارهابية التي تعرضت لها في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ، سيصل الامن بإذن الله للجناة ومن حرضهم وخطط لهم ومولهم وسهل لهم ارتكاب الجرم البشع ، ساعتها ستسقط الاقنعة عن الوجوه الغادرة ، وسيتكشف للجميع من الذي يحب مصر من القلب ومن الذي يبيعها بالخسة والدناءة لتحقيق اجندات خارجية لا تريد للوطن ان يقف علي قدميه او يكشف عن طاقاته الخلاقة . من الآن فصاعدا لابد لنقابة الصحفيين والمجلس الاعلي للصحافة ان يتحملا المسئولية للجم وردع كتاب التهييج والشحن والتحريض ، وصحف الاثارة الطائفية التي يدير تحريرها اغبياء ! اليس من يعلن علي الناس اخبارا كاذبة ومضللة لا اساس لها من الصحة بهدف زعزعة السلم والامن الاجتماعي ، يجب محاسبته ومعاقبته بالقانون ؟ لابد ان نعترف ان عدم المحاسبة ، هو ما وصل بنا لتلك الفوضي التي اتاحت للإرهاب اختراقنا مستغلا مناخ الاحتقان والتوتر ، بالتالي فالمسئولية تشملنا جميعا ، واحساسنا بذلك هو ما دفعنا لأن نقف علي قلب رجل واحد دفاعا عن مصر الام والوطن الذي يحتوي الجميع . من الآن فصاعدا .. لا تقل "عنصري الامة" لأن الامة واحدة ، من الآن فصاعدا لا نريد ان نسمع او نقرأ كلمة " مسلم وقبطي " لأننا بذلك نعمق الفرز الطائفي ، ليتنا نستبدل شعار الهلال والصليب لأنهما يشيرا لرمز طائفية دينية ونستبدلهما بعلم مصر، لأننا لا نريدها دينية انما نريدها دولة مدنية عصرية . سلام لروح شهداء مصر الابرار ، وتعزية لنا جميعا من السماء .