تتجه الأنظار غدا لمتابعة واحدة من أهم جلسات الأحكام فى القضايا الكبرى، التى شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير حيث تصدر محكمة جنايات القاهرة حكمها فى قضيتى التخابر واقتحام السجون والتى يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى و164 من عناصر وقيادات تنظيم الإخوان الإرهابى وحماس وتنظيم حزب الله اللبناني، فى لحظة القصاص العادل لدماء الشهداء من المصريين الذين وهبوا أرواحهم فداء لهذا الوطن وحماية أراضيه. تعقد الجلسة بمقر أكاديمية الشرطة وسط إجراءات أمنية مشددة برئاسة المستشار شعبان الشامى وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوى وناصر صادق، ومن المعروف أن هذه الدائرة القضائية نظرت القضيتين على مدار 16 شهرا متواصلا . قضية التخابر يحاكم فيها المتهم محمد مرسى و35 آخرين بتهمة التخابر مع دول و منظمات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكرى لتحقيق أغراض التنظيم الدولى للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها ومن بين المتهمين فيها محمد بديع و خيرت الشاطر ونجله و سعد الكتاتنى و عصام العريان و محمود عزت ومحمد البلتاجى و سعد الحسينى وعصام الحداد ونجله وصفوت حجازى و أحمد عبد العاطى ومحمد رفاعة الطهطاوى وأسعد الشيخة .
وقد بدأت المحكمة نظر هذه القضية فى يناير 2014 واستمرت لنحو عام و3 أشهر باشرت فيها تحقيقا كاملا قامت خلاله بفض الإحراز والتى تضمنت التسجيلات الخاصة بالمتهمين والدالة على تخابرهم و سماع شهادة الشهود فى جلسات سرية محظور نشرها حرصا على الأمن القومى فضلا عن سماع مرافعتى النيابة والدفاع
أهم المحطات
خلال محاكمة المتهمين لوحظ أنهم كانوا يحاولون دوما احداث حالة من البلبلة و الفوضى حتى لا يتم كشف ما فى هذه القضية من وقائع خطيرة وهو ما تصدت له المحكمة بالتعامل بالحزم والقانون.
وخلال تداول الجلسات أصر دفاع المتهمين على استدعاء اللواء المسئول عن تأمين الشهيد الراحل المقدم محمد مبروك وبالفعل حضر اللواء عادل عزب، وأدلى بشهادة مهمة نسرد بعض ما جاء فيها حيث قال ان تنظيم الإخوان الإرهابى كان ينفذ المخطط الأمريكى الصهيونى من بداية حسن البنا، مؤكدا أن الإخوان منذ سنوات طويلة يتعاونون مع الأمريكان .
وكشف الشاهد مضمون التسجيلات التى دارت بين المتهم احمد عبد العاطي ومرسى والتى تناول فيها مقابلته مع أحد أعضاء الاستخبارات الأمريكية فى تركيا للترتيب للاحداث،
وتحدث عن المتهم خيرت الشاطر قائلا انه عثر بحوزته على وثائق و برامج تتمثل فى تنظيم فرق للمهام الخاصة بالإعداد البدنى والنفسى وتدريب العناصر الإخوانية والمقاتلين على احدث الأسلحة وكان من بين من تدربوا محمد عادل فهمى عضو حركة 6 أبريل .
مرافعة النيابة
وفى شهر اكتوبر، ترافعت النيابة العامة مرافعة تاريخية أظهرت فيها ماارتكبه المتهمون من جرائم الخيانة مستعرضة التحريات المهمة التى اجراها الشهيد محمد مبروك، والتى تمنت أن يكون موجوداً فى ساحة المحكمة لينطق لسانه بشهادة حق ليسمع جموع المصريين شهادته، وكشف المستشار الدكتور تامر الفرجانى المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا، أن ما قام به المتهم أحمد عبد العاطى من دور الوساطة فى اتفاق آثم، مع التنظيم الدولى للإخوان مع بداية تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس» التى قالت إن وصول التيارات الإسلامية للسلطة لا يجب أن يكون معوقا لنشر الديمقراطية حيث تولى المتهم تنفيذ بنود الخطة الإعلامية، وكان تواجده بتركيا للقاء عناصر التنظيم الدولى فى يناير 2011 لترتيب إجراءات تنفيذ المخطط الإرهابى لإسقاط مؤسسات الدولة بالقوة والعنف، وانتظار اللحظة التى تنقض فيها الجماعة على السلطة فى مصر .
وأشارت النيابة إلى أن الحوارات الهاتفية المأذون بتسجيلها، فضحت عمالة المتهمين لعناصر استخبارات أجنبية غربية وعربية، خاصة في قطروتركيا.. موضحة أن الاتصالات المسجلة كشفت عن أن المتهم محمد مرسى كان أسيرا لتكليفات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، حتى أن تلك التكليفات طالت المظاهر الشخصية له وظهوره الإعلامى ، وأكدت النيابة أن خيرت الشاطر كلف المتهمة سندس شلبى بالاتصال بأحد المراكز الغربية ذات العلاقات الوطيدة بأجهزة مخابرات دول غربية، فى إطار مخطط التواصل والاتفاق مع الغرب للاستيلاء على مقاليد الحكم.
وتابعت النيابة أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التقى خيرت الشاطر بخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس فى شهر يونيو 2012 ، وأحاطه بخطة الجماعة للاستيلاء على السلطة، واعلمه بنقاشاته مع القائمين على إدارة شئون البلاد وتهديداته لهم.
وذكرت النيابة على لسان المستشار محمد وجيه رئيس نيابة امن الدولة أن وقائع الخيانة بلغت ذروتها بتسريب تقارير لهيئة الأمن القومى تتعلق بعناصر ذات ارتباط بالحرس الثورى الإيراني، إلى إيران عبر البريد الالكترونى الخاص برئيس الجمهورية ومدير مكتبه، وقت أن كان المعزول رئيسا والمتهم أحمد عبد العاطى يعمل مديرا لمكتبه .
وكشفت النيابة العامة النقاب عن فترة مهمة فى تاريخ مصر لحفنة قامت بخيانة الوطن، وقال المستشار خالد ضياء المحامى العام بنيابة أمن الدولة ان المخابرات العامة قد تمكنت من الحصول على معلومات تفيد بان القياديين الحمساويين رائد العطار ، وأحمد الجعبرى بكتائب القسام - كانا قد أصدرا تعليمات لتدعيم العناصر الإرهابية والجهادية بجبل الحلال بسيناء والبدو المتحالفين مع حماس، بالسلاح والذخيرة والقذائف الصاروخية، وتدريبهم عليها بمعرفة عناصر أجنبية، فى إطار مخطط استهداف الأجهزة الأمنية وضرب القوات المنتشرة فى سيناء مما أدى إلى تزايد أعداد القتلى بين صفوف الشرطة .
و ان الإخوان ليسوا إخواننا فى هذا البلد وليس من بينهم مسلم حق، فهم الكاذبون فى كل موضوع، المخلفون لوعودهم، الخائنون لأمانة الحكم التى أولاها الله إياهم، وأنهم دفعوا بأعضاء للجماعة، للسفر خلسة إلى غزة عبر الأنفاق، لتلقى تدريبات، وتشكيلهم للجنة باسم (المهمة لمدينتى رفح والعريش) ، وتوفير الدعم المادى لحركة حماس، عبر إجراء مؤتمرات لجمع التبرعات تحت ستار دعم الشعب الفلسطيني، تستخدم حصيلتها لتمويل تلك الأنشطة العسكرية .
كما تم الاتفاق على القيام بعمليات إرهابية متعددة، وإعلان "إمارة شمال سيناء الإسلامية المستقلة حال إعلان شفيق فائزا بمنصب رئيس الجمهورية " .
وتطرقت النيابة لدور المتهم خيرت الشاطر، والذى كان يقوم بالإشراف على المؤسسات الاقتصادية التابعة للتنظيم الدولى بالبلاد واستخدامها فى تمويل الجماعة كاشفة عن رصد - خلال شهر يونيو 2013 - تحويل مبالغ مالية تقدر بنحو ستة مليارات دولار للبنك الوطنى بقطاع غزة التابع لحركة حماس، فى إطار المخطط التدريب للقيام بعمليات عدائية متعددة.
اقتحام السجون
مع بداية عام 2014 حوكم المعزول محمد مرسى و130 متهما آخرون فى قضية تضم وقائع إجرامية عدة وهى قضية اقتحام السجون المصرية ونهب محتوياتها من أسلحة وذخائر إبان 25 يناير 2011 ، وقتل الضباط والجنود واختطاف 3 ضباط وأمين شرطة .
مرت تلك المحاكمة بمحطات فارقة لعل أبرزها سماع المحكمة لشهود كثيرين من الضباط والجنود وبعض المواطنين الذين عاصروا الأحداث واجتمعت شهادتهم على اقتحام الإخوان بمساعدة حماس وبعض عناصر البدو السجون وطلب دفاع المتهمين سماع شهادة اللواء حسن عبد الرحمن واللواء حمدى بدين وغيرهم .
وفى جلسة مهمة أدلى اللواء حسن عبد الرحمن فى شهادته بتفاصيل مهمة، منها إن جهاز مباحث أمن الدولة كان خلال شهر يناير 2011 فى طور الإعداد لقضية ضد عدد من قيادات جماعة الإخوان لاتهامهم بالتخابر مع دول وعناصر أجنبية واستعرض ما وقع فى البلاد من أحداث منها يوم 29 يناير قائلا ان بعض العناصر الفلسطينية و تنظيم حزب الله اللبناني، تسللت عبر الحدود الشرقية للبلاد، بالتعاون مع بدو سيناء وقامت بالهجوم بشراسة على المبانى والمراكز الشرطية فى شمال سيناء ومقار جهاز مباحث أمن الدولة ومعسكرات الأمن المركزي، واحتلوا الشريط الحدودى لمدينة رفح، المجاور لقطاع غزة بطول 60 كيلو مترا.
وأكد عبد الرحمن أن تلك العناصر المسلحة بالتنسيق مع الإخوان قاموا باقتحام سجن وادى النطرون والمرج وأبو زعبل وتهريب من بداخلها ومن بينهم المحكوم عليهم فى قضية خلية حزب الله اللبنانى وعلى رأسهم القيادى بالحزب سامى شهاب وبعض المعتقلين من حركة حماس ومنهم أيمن نوفل.
وكشف ان تلك المجموعات توجهت إلى القاهرة، و شاركت فى مظاهرات ميدان التحرير مستخدمة ما بحوزتهم من أسلحة وأن الاقتحام تم بناء على اتفاق تم فى لقاء جرى بين خالد مشعل والحرس الثورى الإيرانى و قام خالد مشعل خلال هذا الاجتماع بتسليم 11 جواز سفر مصرى مزورا لاستخدامها من قبل العناصر التى سيتم دفعها للبلاد، وأنه تم تداول هذا الأمر من خلال مكتب الإرشاد .