أعادت إسعاد يونس جلسات الأسرة حول شاشة التلفزيون والابتسامات على الوجوه، بدلا من التكشيرة والخناقات وحرق الدم والجلوس على طرف الكنبة والتشاجر مع عفاريت الدنيا. لعنة وصابت إعلاميينا منذ أن ساروا على طريقة الجزيرة بالتحريض والتحفيز والتحريش بين الضيوف وكأنهم في مناقرة ديوك بالسباب والضراب والانسحاب والنتيجة هوس ملأ الشارع المصري بعراك مع دبان الوش بلا أي منطق سوى أننا لا نري معنى لحرية الرأي سوى في هذا الجنون المباشر.يا خويا قطيعة تقطع الحرية على الرأي في بعض!.وفي وسط صدور أفعمها الغل مع رواج تجاري لأجهزة ضغط الدم وقياس نسبة السكر، جاء برنامج "صاحبة السعادة" بالضحكة الصافية والتلقائية التى نسيناها منذ عهد "القناتين" منذ برامج ليلى رستم وأماني ناشد وهند أبو السعود وطارق حبيب وسمير صبري ونجوى إبراهيم وسناء منصور وفريدة الزمر بأجمل ابتسامات تلتصق بالشاشة حتى موعد قطع الإرسال الساعة 12!. وحتى لو كان فيها دمعة مع الست فايزة واصف زمان، فالدمعة لا تربك مشاعرك ولا تلبس عليك الحق والمستحق والكدب والمستكدب. ولو فيها جدية، فمحترمة وهادئة، بلا تحريض من المذيع على قلة الأدب والتطاول لاجل ما يولعوا الحلقة.. وربنا يرحم زمن مناقشات سهير الأتربي وملك إسماعيل ومدى مسئولية المذيع الذي يسعى للحلول وليس للوقيعة بين الضيوف والتحريض الجنوني ضد كل شيء. كان البرنامج يبدأ وينتهي والضحك والابتسام على كل الوجوه، فهناك فيروسات إليكترونية تنشأ مع فوتوناات الشاشة، تنقل انفعالات المذيعين إلى المشاهدين رأسا. فما رأيك لو قلت لك إنى مع العهد التوكشوهي، ساعات أشعر بأن الإعلامي أو الإعلامية، قاصدنى أنا شخصيا، فهل تصدقنى لو قلت لك إني مرة كنت أشاهد برنامجا لإعلامية "الحمد لله اختفت حاليا" وكانت ذات تكشيرة تقطع الخميرة من البيت ودايما مبقوقة ويدها اليمنى في وضع استعداد للهبش بالأظافر، فتركت ضيوفها وموضوعها لما لمحت أنى سأغير القناة، فإذا بها تزغر لي زغرة أسقطت الريموت من يدي.. "ربنا يجعل كلامي خفيف عليها أحسن تيجي على السيرة". فشكرا يا إسعاد لأنك أعدت توازن تفاعل مكونات خلايا دم المشاهد، فهدأ نفسه واتبل ريقه، بعناصر أورجانيك أصلي "بدون مكسبات طعم ورائحة غير مصرح بها صحيا". فإسعاد أثبتت إن قصة اكتساب شعبية لبرنامج، لا تحتاج إلى طاقم عفاريت تتنطط في الأستديو، يعنى ثبت لنا إن القصة في جذب الجماهير، يمكن أن تتم بمنتهى البساطة بلا تحريض ولا عفاريت ولا حرق دم، يعنى بعملية صغيرة في معمل برنامج "صاحبة السعادة" اكتشفنا إن القصة في منتهى البساطة يعنى الموضوع أساسا "مش كيميا"!.