منذ ان نزع الفتيل الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي في الاسبوع قبل الماضي داخل الحرم الجامعي الهادئ خلال العام الدراسي الحالي أشعل الحرائق بين الطلاب وساعده توصية لجنة التعليم بمجلس الشعب بقراره غير المدروس والمفاجئ لرؤساء الجامعات وإصراره علي إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية في هذا الوقت ومع اقتراب العام الدراسي من الانتهاء والذي جاء صدمة وأحدث انقساما بين الطلاب الذين كانوا قد اتفقوا علي عدم اجراء الانتخابات في ظل اللائحة الطلابية الجامعية الحالية وضرورة الانتهاء من اللائحة الجديدة وإجراء الانتخابات وفقا لها بعد ان تكون قد جاءت ملبية لرؤي الطلاب والقاعدة العريضة منهم ومتسقة مع مطالب ثورة25 يناير. وانقسم الطلاب بالفعل وتجمع عدد من طلاب الجامعات داخل الحرم الجامعي لجامعة القاهرة مطالبين بإيقاف اجراءات الانتخابات التي اعلن عنها رؤساء الجامعات وفقا لقرار وزير التعليم العالي بينما توجه البعض الآخر الي ادارات رعاية الشباب للترشيح في الانتخابات التي تجري اولا علي مستوي الفرق الدراسية ثم الكليات فالجامعات لانتخاب الامين والأمين المساعد حيث اعلن الوزير من خلال بيانه للصحف وتعليماته لرؤساء الجامعات انه سيتم بعد ذلك اجراء الانتخابات لاختيار رئيس الاتحادات الطلابية علي مستوي الجمهورية وذلك ايضا وفقا للائحة الطلابية المرفوضة من الطلاب. وفي النهاية هذا الانقسام الطلابي والقرار المفاجئ للوزير يرجع في المقام الاول والأخير للتيارات والحركات السياسية خارج المجتمع والتي تريد استخدام الطلاب في امور سياسية لها خارج اسوار الجامعة وهي تعلم جيدا ان الطلاب جميعهم لا يريدون انتخابات في ظل اللائحة الحالية بل وصل الامر الي تدخل اعداد من طلاب جامعات اخري رافعين لافتات داخل جامعة القاهرة تطالب بإلغاء الانتخابات. من الخميس الماضي تحولت الشعارات والرفض الي احتكاك من الطلاب بأمن جامعة القاهرة الداخلي وتحرير محاضر في اقسام الشرطة ووقف الطلاب امام خروج المسئولين الذين كانوا يحضرون احتفالية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة في قاعة الاحتفالات الكبري بمقر رئيس الجامعة لحصولها علي شهادة الجودة والاعتماد من الهيئة القومية للجودة المصرية مما اضطر رئيس الجامعة الي ايجاد محاولة اخري لخروجهم من باب القاعة الرئيسية فجري الطلاب لمنعهم ايضا فاضطر رئيس الجامعة الي استخدام ابواب الطوارئ بالقبة وخرج المسئولون. ثم اتجه بعد ذلك الدكتور حسن نافعة الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتور عادل عبد الجواد الاستاذ بكلية الهندسة اللذان كانا موجودين بالاحتفالية ان يلتقيا بالطلاب لإحساسهم بالموقف الحرج بمنع المسئولين من الخروج من الجامعة فطلب الطلاب ان يقوم رئيس الجامعة بإلغاء الانتخابات والاتصال بوزير التعليم العالي لإلغائها حيث يعتبر صديقه وكان نائبا له بالجامعة قبل تعيينه وزيرا فطلب الاستاذان من الطلاب ان يختاروا مجموعة يتحدثوا مع رئيس الجامعة حول اللائحة والانتخابات فرفض الطلاب وطالبوا بضرورة ان ينزل لهم رئيس الجامعة للحديث معه ولكن رفض الاساتذة الموجودون حوار الطلاب وطريقة الحديث وتطاولهم علي الجامعة خاصة بعد ان عرفوا ان معظم هؤلاء الطلاب من جامعات اخري ليست من القاهرة. الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي يري ضرورة اجراء الانتخابات وفقا للائحة الحالية بعد الفشل في انتهاء الطلاب من اللائحة الجديدة وان الانتخابات كان مقررا لها نوفمبر الماضي ولجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب اوصت بضرورة اجرائها وتم ارسال اللائحة الجديدة للجامعات ليبدي الطلاب آراءهم فيها ليتم دراستها واتخاذ الاجراءات القانونية والتطبيق من العام الدراسي المقبل والطلاب اقبلوا علي الانتخابات في جميع الجامعات دون مشاكل ووفقا لطلباتهم إلا مجموعة من الطلاب اجتمعوا داخل جامعة القاهرة. اما الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة فيؤكد انه في حيرة من موقف بعض الطلاب المتظاهرين علي ابواب مقر الجامعة القبة قائلا: ان القرار لم تتخذه الجامعات بل وزير التعليم العالي بصفته رئيسا للمجلس الاعلي للجامعات وإنها تجري في جميع الجامعات وليست جامعة القاهرة فقط ولا يستطيع رئيس جامعة اصدار قرار بالإلغاء لأنه سلطة الوزير فقط كذلك يتساءل لماذا يحتك طلاب الجامعات الاخري المشاركون بالأمن والاعتداء عليهم والتجاوزات التي يقومون بها تجاه الضيوف الذين يحضرون الي الجامعة وكذلك الاعتداء علي الموظفين ولماذا لا يقومون بهذه المظاهرات داخل جامعاتهم. وأضاف ان الغريب ان الجامعة لن تتدخل في هذه الانتخابات التي سيقوم بالإشراف عليها الطلاب انفسهم وتقدم لها بعد غلق باب الترشيح عدد مماثل للمرشحين في العام الماضي حيث تقدم1978 في20 كلية وفاز بالتزكية8 فرق دراسية في8 كليات فقط بالإضافة الي جميع الفرق الدراسية في كليتي الحاسبات والمعلومات والتربية النوعية وستجري الانتخابات في جميع باقي الفرق بالكليات وقررت الجامعة عدم منع اي طالب من الترشيح حتي ان كان ممن لم يسددوا الرسوم الدراسية كشرط اساسي للترشيح. ومازالت المشكلة قائمة داخل جامعة القاهرة والطلاب يتظاهرون ويقيمون الخيام والمبيت داخل الجامعة بالرغم من عدم كبر اعدادهم وعدم وجود لهم داخل باقي الجامعات ويظل السؤال لماذا تأخرت الانتخابات لهذا الوقت والعام الدراسي قارب علي الانتهاء؟!.