في الوقت الذي دخلت فيه العقوبات الأوروبية علي إيران حيز التنفيذ أمس, أعلنت بريطانيا أن الحزمة الجديدة من العقوبات ليست الأخيرة, وأنها ودول الاتحاد الأوروبي سيواصلون تصعيد الضغط علي طهران حتي تغير مسارها. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج -في بيان رسمي -إنه لا يمكن لطهران أن تتجاهل المجتمع الدولي, مؤكدا أن سياسة تشديد الضغوط سوف تستمر حتي تسلك إيران نهجا مختلفا عن نهجها الحالي. ووصف البيان عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة بأنها غير مسبوقة, وتشمل هذه العقوبات حظرا علي البترول وتجميد أصول البنك المركزي الإيراني في دول الاتحاد الأوروبي. وعبر هيج عن أمله في أن تظهر إيران أنها غيرت موقفها عندما تستأنف المباحثات مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين وروسيا الشهر المقبل, وانتقد الوزير البريطاني بشدة سجل طهران في حقوق الإنسان, واصفا إياه بأنه مروع. في الوقت ذاته, كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية شالن برج تفاصيل بشأن العقوبات الأوروبية الجديدة علي إيران, مشيرا إلي أنها تضمنت إدراج أسماء18 مسئولا إيرانيا في القائمة السوداء التي كانت تشمل حتي الآن61 شخصا, بالإضافة إلي تجميد أي أصول لهم في البنوك الأوروبية, موضحا أن وزراء الخارجية اعتمدوا فرض حظر علي توريد الأجهزة والبرامج المخصصة للتنصت علي الاتصالات الهاتفية والرقابة علي شبكة الإنترنت والاتصالات الإلكترونية. من جانبها, صرحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية لدي الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عقب اجتماع بروكسل أن الاتحاد لا يزال يشعر بقلق شديد تجاه تدهور حالة حقوق الانسان في إيران, وأشارت إلي أن الاتحاد الأوروبي يشعر بالأسف لاستمرار الزيادة في إعدام وقمع المواطنين الإيرانيين علي نطاق واسع, بما في ذلك المدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون وأعضاء المعارضة. وفي ظل تواتر السيناريوهات الإسرائيلية والأمريكية حول الحرب ضد إيران, سعي الائتلاف الحاكم في ألمانيا لتهدئة المخاوف في الأوساط السياسية الألمانية من تورط برلين في مواجهة عسكرية مع إيران إذا أقدمت إسرائيل علي توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد مسئولون بارزون في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل أن ألمانيا تمارس كل ما في وسعها من أجل إقناع إسرائيل بخطورة العمل العسكري وضرورة إتاحة الفرصة للعقوبات المفروضة علي إيران لكي تؤتي تأثيرها الكامل. وكشفت مصادر في الحزب المسيحي الديمقراطي أنه في حالة قيام حرب بين إسرائيل وإيران فإن الدعم الألماني لتل أبيب سيكون دفاعيا فقط للحفاظ علي بقاء إسرائيل, كما تعهدت المستشارة الألمانية أمام الكنيست عام.2008 وأوضحت المصادر أنه لم يتم تقديم تعهدات بإجراءات محددة ستتخذها المانيا لدعم إسرائيل في حالة اندلاع حرب مع إيران. ومن جانبه, حذر جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني من أن يؤثر الجدل الدائر حول احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية علي فاعلية سياسة العقوبات الدولية المفروضة علي النظام الإيراني.