على عكس توقعات استطلاعات الرأى المختلفة قبل بدء عملية التصويت، حقق رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون انتصارا كبيرا فى الانتخابات البرلمانية بما يضمن له ولاية ثانية كرئيس للحكومة، وتنظيم استفتاء حول عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي، فيما حاز القوميون على الأغلبية فى اسكتلندا. وأظهرت النتائج الأخيرة المعلنة من جانب هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" فوز المحافظين ب 325مقعدا من أصل 650 فى مجلس العموم، أى بزيادة ثلاثة مقاعد على الأكثرية المطلقة، فى مقابل 228للعمال، فيما لا تزال هناك 30 دائرة تقريبا من المنتظر فرز أصواتها. وفى اسكتلندا، أكدت النتائج النهائية فوز الحزب القومى الاسكتلندى برئاسة الوزيرة الأولى نيكولا ستورجيون ب56 مقعدا من أصل 59، ليصبح رسميا ثالث أكبر حزب فى مجلس العموم. ومع توالى ظهور النتائج، صرح كاميرون بأنه يأمل فى أن يشكل حكومة فى الأيام القليلة المقبلة بعد أن استمتع حزبه بماوصفه بليلة قوية وصعبة للغاية، دون أن يعلن الفوز بشكل رسمي. وقال كاميرون بعد احتفاظه بمقعده فى أوكسفوردشير "هذه ليلة قوية للغاية وحافلة جدا لحزب المحافظين.. يظل هدفى ببساطة أن أحكم من أجل الجميع"، وأضاف"لقد حصلنا على استجابة إيجابية لحملة إيجابية". وأكد أنه يتعين على بريطانيا "التمسك" بإجراء استفتاء بشأن عضويتها فى الاتحاد الأوروبى ،وأن تسمح بإحالة مزيد من السلطات إلى اسكتلندا وويلز "بأسرع ما يمكننا". من جانبه، صرح جورج أوزبورن وزير الخزانة البريطانى والقيادى بحزب المحافظين بأن الانتخابات البرلمانية أعطت حزب المحافظين "تفويضا واضحا" للبقاء خمس سنوات أخرى فى السلطة، مشيرا إلى أن الحكومة القادمة بات أمامها مهمة أساسية هى توحيد البلاد. وقال أوزبورن - فى خطاب النصر بعد إعادة انتخابه فى البرلمان وفوزه بمقعد فى تاتون فى شمال غرب أنجلترا- إن "جمع شمل المملكة المتحدة .. من المهام الكبرى التى نواجهها الآن". وفى غضون هذا، أعلن إد ميليباند استقالته من رئاسة حزب العمال البريطانى بعدما أقر بالهزيمة فيما وصفه ب"ليلة محبطة وصعبة للغاية لحزب العمال". وصرح فى كلمة ألقاها أمام أنصاره - بعد أن احتفظ بمقعده البرلمانى فى دونكاستر شمال إنجلترا- بأنه"ليس هذا الخطاب الذى أردت إلقاءه"، مقرا "بالمسئولية الكاملة عن الهزيمة"، وأضاف "حان الوقت كى يتولى شخص آخر الدفع بمصالح الحزب.. بريطانيا بحاجة الى حزب عمال قوى قادر على إعادة البناء بعد هذه الهزيمة". وأضاف أنه يشعر "بأسف عميق" لما حدث فى أماكن أخرى فى بريطانيا، خاصة فى أسكتلندا التى كانت يوما معقلا لحزب العمال. ومن جهته، قدم أيضا نيك كليج زعيم حزب الليبراليون الديمقراطيون - شركاء المحافظين فى الحكومة المنتهية ولايتها- استقالته من زعامة الحزب، رغم احتفاظه بمقعده فى شيفيلد، بعد ما وصفه ب"ليلة قاسية وعقابية"، بعد الخسائر "المدمرة" التى تكبدها الحزب فى الانتخابات، حيث تشير النتائج المعلنة حتى الآن إلى خسارة الحزب 46 من مقاعده ال57 الفائز بها فى انتخابات 2010. كما أعلن نيك فاراج زعيم حزب "يوكيب" المناهض لأوروبا أنه "سيستقيل" حال أكدت النتائج النهائية احتفاظ الحزب بمقعديه فى المجلس كما هما. وهنأ فاراج رئيس الوزراء على فوزه بالانتخابات العامة واقتراب حزبه من تحقيق الأغلبية. وفى السياق نفسه، خسر "ساوث ثانيت" زعيم حزب الاستقلال البريطانى الانتخابات فى دائرته لصالح مرشح حزب المحافظين كريج ماكينلاي، ليفشل فى دخول مجلس العموم كنائب عن دائرته. وحصل ماكينلاى على 18838 صوتا، مقابل 10626 صوتا لزعيم حزب الاستقلال، الذى من المنتظر أن يعلن عن استقالته من زعامة الحزب. كما احتفظ حزب الخضر بمقعده الوحيد فى البرلمان البريطانى بعد احتفاظ النائبة كارولين لوكاس بمقعدها عن دائرة برايتون بافيليون الانتخابية بأغلبية أكبر. اسكتلندا تنتخب أصغر عضوة لندن- أ. ف. ب: يستعد البرلمان البريطانى لضم أصغر عضوة فيه منذ نحو 350 عاما وذلك بعد فوز ميرى بلاك مرشحة الحزب القومى الاسكتلندى فى اسكتلندا.وأطاحت بلاك - 20 عاما- بدوجلاس ألكسندر العضو البارز فى حزب العمال فى دائرة بيزلى ورينفروشاير. وستكون بلاك أصغر عضوة فى البرلمان منذ عام 1667، بحسب ما ذكرته صحيفة "إيفينينج ستاندارد". الاسترلينى ينتعش لندن- رويترز: سجل الجنيه الاسترلينى أكبر المكاسب بين العملات الرئيسية ليصل إلى أعلى مستوياته فى أكثر من شهرين أمام الدولار بدعم من اتجاه حزب المحافظين لفوز مفاجئ بأغلبية صريحة فى الانتخابات العامة البريطانية.وصعد الاسترلينى 1،5٪ أمام الدولار مسجلا أعلى مستوياته منذ 26 فبراير الماضى، ومبتعدا عن أدنى سعر له فى خمس سنوات سجله فى منتصف أبريل من العام الجارى، كما سجل الاسترلينى أيضا أكبر تحركاته اليومية أمام اليورو منذ أوائل 2013. جاء هذا فى الوقت الذى قادت فيه الأسهم البريطانية مؤشرات الأسهم الأوروبية صعودا فى بداية التعاملات أمس بعدما أظهرت نتائج الانتخابات فى بريطانيا فوز حزب المحافظين الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بفترة ولاية جديدة مدتها خمس سنوات. ووجدت المعنويات فى السوق دعما أيضا فى عودة الاستقرار للسندات الحكومية الأمريكية والأوروبية بعد موجة هبوط شهدتها فى الآونة الأخيرة. عودة عمدة لندن لندن- د. ب. أ: فاز عمدة لندن بوريس جونسون المنتمى لحزب المحافظين بمقعد فى دائرة أوكسبريدج أند ساوث ريوسليب، ليعود بذلك إلى البرلمان بعد غياب دام 7 أعوام. وكان جونسون قبل انتخابه قد أعلن أنه يخطط للجمع بين واجباته كعمدة وعضو للبرلمان حتى العام المقبل. وكان جونسون عضوا فى البرلمان سابق من عام 2001 حتى 2008، فيما توقع البعض أن يكون زعيما مقبلا لحزب المحافظين.