عينُ الرضا.. والتفاؤل والحب.. والأهم الثقة فى الله ثم فى القاعدة الدعوية التى تفرزها لنا مؤسسة الأزهر ومن على شاكلته بالدول العربية والإسلامية. . هذا هو ما خرجت به من تلك المناظرة أو المواجهة التى جرت الأسبوع الماضى بين الشيخ أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى من جهة وإسلام البحيرى من جهة أخرى.. تلك المواجهة التى ينظر لها بعين الانتصار لهذا أو ذاك.. والحقيقة أنها كانت بمثابة طوق النجاة لكل مسلم حاول هذا أو ذاك يشككه فى دينه وفى معتقداته.. طوق نجاة يؤكد لنا جميعًا أن الإسلام ذلك الدين القيّم لم يفقد دعاته الذين يحققون قوله تعالى: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إن رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» النحل125 ظهرًا هذا جليًا فى أسلوب ومنهج الثنائى الأزهرى والجفرى فى الرد على خطايا وأخطاء البحيرى.. كم كان رائعًا أن يكون هذا الأسلوب وذلك المنهج هو الوسيلة التى اتبعها عالمان جليلان فى التعامل مع هذا الشخص الذى حاول على مدار برنامجه تشكيك العامة فى الكثير من أمور دينهم.. التعامل بالحُسنى ومنهج الموعظة الحسنة، ومنطق أن الخلاف لا يُفسد للود قضية وأن المسألة الدعوية مسألة فى المقام الأول تأتى حبًا لله وفى الله.. ذلك ما أظهرته لنا تلك المناظرة التى فعلاً كانت بمثابة جواز مرور وعودته لتأكيد على أنه ليس من حق أى إنسان أن يفتى أو يتكلم فى عظائم أمور الدين إلا من هم أصحاب العلم الواسع فى أمور وعلوم الدين الذى يشمل فروعًا عديدة لا يدركها إلا المتخصصون.. أعتقد أن تلك المواجهة بمثابة تأكيد أن القدوة والموعظة الحسنة كانت أهم رسالة أرسلها كل من الأزهرى والجفرى لكل المتابعين والمشاهدين.. وأن الحب واليقين بالله وفى الله وحده هما كلمة السر فى الوصول لكل المشاهدين بكل هذا الحب.. وبكل الحب أقول: شكرًا الأزهرى والجفرى على تقديم نموذج القدوة والموعظة الحسنة لكل المصريين.