بعد جولة ناجحة لوزير الخارجية سامح شكرى فى شرق أوروبا، أعلنت كل من المجر والتشيك وبولندا أنهم سيصوتون لصالح مصر لنيل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولى لعامى 2016 - 2017. وأكد سفير المجر لدى القاهرة بيتر كيفيك - فى تصريحات ل «لأهرام» - أن بلاده تدعم بشكل كامل حصول مصر على مقعد بمجلس الأمن الدولي، وكشف عن أن القاهرة قد وعدت بودابست فى المقابل، بدعم ترشحها لعضوية مجلس حقوق الانسان بجنيف لعامى 2016 - 2017. وأعلنت سفيرة التشيك فى القاهرة فيرونيكا سميجولوفا دعم بلادها لترشح مصر لمجلس الأمن، مشيرة إلى موافقة مصر على التصويت لصالح التشيك لنيل عضوية المجلس الاقتصادى والاجتماعى بالأمم المتحدة. كما أكد بافل بودزينسكى المسئول الاعلامى بسفارة بولندا بالقاهرة أن بلاده ستصوت لصالح حصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، وفى المقابل ستؤيد مصر ترشح بولندا لعضوية المجلس فى الفترة التالية لعامى 2018-2019. وأوضح أن بلاده تثمن الخطوات التى اتخذتها القيادة المصرية لمكافحة التفسيرات المتطرفة للإسلام، بينما ترفض المساواة الخاطئة بين الإسلام والراديكالية. سفيرة التشيك كشفت - فى تصريحات ل «الأهرام» - عن زيارة مرتقبة لوزير الصناعة والتجارة التشيكى إلى القاهرة لبحث سبل دعم التعاون الاقتصادي، بينما ستكون هناك زيارة مماثلة سيقوم بها وزير الصناعة والتجارة المصرى إلى براج خلال الأشهر القليلة المقبلة. وفى مجال التعاون العسكري، أعلنت سميجولوفا أنه قد تمت صياغة مذكرة تفاهم جديدة بين وزارتى الدفاع المصرية والتشيكية.. وأوضحت أن المذكرة فى مراحلها الأخيرة، وأن الجانبين يبحثان إمكانية توقيع وزيرى دفاع البلدين عليها فى المستقبل القريب. وأضافت أن هناك مناقشات بين القاهرة وبراج حول قيام التشيك ببناء أو إعادة بناء بعض المصانع العسكرية المصرية. لكنها ألمحت إلى أن الأمر لايزال قيد المزيد من المناقشات. وألمحت إلى إمكانية إجراء تدريبات مشتركة متطورة، تتيح للجنود المصريين التعرف على استخدام الأسلحة التشيكية، بينما يخوض الجنود التشيكيون تجربة التدريب فى الأجواء الصحراوية. على صعيد التعاون الثقاقي، أعلنت السفيرة أن مصر ستكون ضيف شرف معرض براج للكتاب لهذا العام، والمقرر عقده شهر مايو الحالي. وأوضحت أن الفترة المقبلة ستشهد أيضا إقامة معرض فى التشيك للمكتشفات الأثرية، والاحتفال بعلماء المصريات التشيكيين. وأشارت إلى أن سامح شكرى قد وافق على السعى فى استصدار التراخيص اللازمة من أجل نقل بعض الأيقونات المصرية إلى براج للمشاركة فى المعرض. كما صرحت السفيرة بأنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد زيارة الرئيس السيسى إلى بلادها، حيث إن براج قد وجهت له الدعوة بعد انتخابه مباشرة. وأوضحت أن شكرى أكد لحكومة براج اهتمام الرئيس السيسى بهذه الزيارة. وحول القضايا الاقليمية، أوضحت السفيرة أن وزير الخارجية التشيكى لوبومير زاوراليك أكد الدور المهم الذى تلعبه مصر كمنارة للاستقرار فى المنطقة. وقالت إنه بخلاف مصر، فالمنطقة تعانى من الفوضى، والوضع بالمنطقة لايبدو أنه يتحسن. وأكدت أن الإرهاب لايزعزع فقط استقرار الشرق الأوسط ولكنه أيضا يمثل تهديدا محتملا لأوروبا. وأوضحت أن شكرى و زاوراليك اتفقا على أن هناك عدوا مشتركا يتمثل فى تنظيم داعش من ناحية والمتطرفين فى كل الدول العربية من ناحية أخرى. واعترفت بأنه لابد من بذل المزيد من الجهود من الجانب الأوروبى لمكافحة هذا النوع من الإرهاب وعبرت السفيرة عن رؤية بلادها بضرورة مكافحة الإرهاب فى كل مكان، وإن اختلفت الوسائل وقالت إن هناك طرقا كثيرة لتنفيذ ذلك، قد يكون من خلال الضربات الجوية أو الجيوش النظامية وفى بعض الحالات المفاوضات. واعتبرت السفيرة أن الاتفاق النووى مع إيران سيمثل دفعة كبيرة للمحادثات حول شرق أوسط خالى من السلاح النووي. من جانبه، أكد سفير المجر بيتر كيفيك أن زيارة شكرى لبلاده حظيت بنجاح كامل. وأوضح أن البلدين وقعا اتفاقيتين، الأولى تتضمن برنامج عمل للتعليم والثقافة والعلوم على مدى السنوات الثلاث المقبلة وبموجبها تستقبل المجر 100 طالب مصرى فى منح دراسية كاملة تتحملها حكومة بودابست. وأوضح أن هناك تنسيقا مع وزارة التعليم العالى المصرية لبدء استقبال الطلاب مع حلول العام الدراسى الجديد فى سبتمبر المقبل. أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بالتعاون السياحى وأوضح أن الاتفاقية من شأنها تشجيع السياح المجريين على التدفق إلى مصر ليس فقط نحو الغردقة وشرم الشيخ ولكن أيضا الأقصر وأسوان والساحل الشمالى والواحات المختلفة فى الصحراء الغربية. وأعرب عن أمله فى رؤية المزيد من السياح المصريين يتدفقون على المجر لزيارة منتجعات الاستجمام والرعاية الصحية. وكشف سفير المجر عن انعقاد اللجنة الاقتصادية المصرية المجرية المشتركة فى بودابست خلال شهر. وسيكون التمثيل فيها على المستوى الوزاري، حيث يترأس الجانب المصرى فى اللجنة وزيرة التعاون الدولى نجلاء الأهوانى. وأشار إلى أن القاهرة وبودابست لايزالان يعكفان على مناقشة المبادرة المجرية الخاصة بمنح بنك الصادرات المجرى ضمانات بنحو 20 مليون دولار لمساعدة الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة. وأشار إلى أن جامعة بازمانى بيتر الكاثوليكية أحد أهم الجامعات ببودابست ستستضيف زاهى حواس للإلقاء محاضرة حول أحدث المكتشفات الأثرية المصرية، فى 18 مايو الحالي.