انتابنى الفخر و الاعتزاز كمواطن مصري، عندما بادر سائق التاكسى القبرصى فى العاصمة القبرصيةنيقوسيا - بالحديث عن فرحته بسبب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قبرص، فطالما كانت قبرص تنظر إلى مصر على أنها العمود الفقرى بالنسبة لها، منذ أن جمعت الصداقة الشخصية بين الرئيس جمال عبدالناصر و الرئيس القبرصى مكاريوس. وبالرغم من أن الحديث كان باللغة اليونانية و لم يعرف أننى مصرى إلا فى نهاية الحديث، إلا انه عبر عن ردود الفعل الإيجابية و المرحبة للشعب القبرصى و اليونانى بزيارة الرئيس السيسى إلى نيقوسيا، و أنها أول زيارة لرئيس مصرى إلى جمهورية قبرص منذ الاستقلال عام 1960، مشيرا إلى أنه بالرغم من الصداقة القوية التى كانت تربط عبد الناصر بمكاريوس، إلا أن مكاريوس فقط هو الذى كان يزور مصر، و أن عبدالناصر لم يزور قبرص نهائيا. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى حرصت السلطات القبرصية على فرضها سواء وتسببت ذلك فى إغلاق الشوارع المؤدية من المطار إلى قصر الرئاسة، و ما نتج عن ذلك من معاناة قائدى السيارات، إلا أن الابتسامة كانت تعلو وجوههم معبرين عن رضاهم بهذه الإجراءات، التى وصفها الإعلام القبرصى أنها أكثر إجراءات أمنية فرضتها قبرص منذ قيامها عند زيارة رئيس دولة، و أن الرئيس السيسى يستحق أكثر من ذلك بكثير مرحبين به و بكل مصرى على أرض قبرص الصديقة. من جانبها، أبرزت وسائل الإعلام سواء القبرصية أو اليونانية، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة القبرصيةنيقوسيا، و عقد القمة الثلاثية مع نظيرة القبرصى نيكوس أناستسياديس و رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس، بإعتبار هذه الزيارة و القمة التى شهدتها و إعلان نيقوسيا، حدثا مهما للدول الثلاث، مما يعزز التعاون فيما بينهم فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة و يؤكد على تأسيس هذا التكتل الثلاثى فى المنطقة التى تواجه تحديات كثيرة فى ظل الأحداث التى تعانى منها منطقه الشرق الأوسط. و كانت صور الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيرة القبرصى و رئيس وزراء اليونان قد تصدرت الصفحات الأولى لوسائل الإعلام اليونانية سواء المقروءة أو المرئية، كما هيمنت الزيارة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قبرص على الأخبار المسموعة و الشبكات الدولية للمعلومات، و تم نقل مراسم الزيارة على الهواء مباشرة ، و تم التأكيد مجددا فى الإعلام اليونانى و القبرصى على عزم الدول الثلاث فى استمرار التعاون فيما يخدم شعوب مصر و قبرص و اليونان، و المنطقة كلها باعتبار هذه الدول الثلاث ركيزة الأمن و الاستقرار فى المنطقة. و قد تم إبراز بيان الرئيس السيسى فى اللقاء الثلاثي، و إشادته بالعلاقات التاريخية و الوطيدة مع قبرص و اليونان، و تأكيده على الموقف الثابت لمصر تجاه حل القضية القبرصية و إعادة توحيدها بكل طوائفها، كما ركزت القنوات التلفزيونية القبرصية و اليونانية على اتفاق الزعماء الثلاثة على تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرتى التطرف والإرهاب و أيضا الهجرة غير الشرعية، باعتبارها اكبر التحديات التى تواجه منطقه الشرق الأوسط، و تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة العمل الجماعى لدحر الإرهاب. وقد أبرز الإعلام اليونانى و القبرصى مجددا موقف الدول الثلاث من تحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة فى الشرق الأوسط و الاتفاق على حشد كل الجهود المتاحة لواجهة الهجرة غير الشرعية و منع المزيد من الخسائر فى الأرواح فى البحر. أما موضوع اكتشاف احتياطات هامة من النفط والغاز فى شرق المتوسط، فقد هيمن كثيرا على مناقشات المحللين و وسائل الإعلام و أن هذه الثروة يمكن أن تكون حافزاً للتعاون على المستوى الإقليمي، و ضرورة المضى قدما فى استئناف المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية ، و أيضا تسوية عادلة وشاملة ودائمة للمشكلة القبرصية توحد الجزيرة وفقا للقانون الدولي، بما فى ذلك قرارات مجلس الأمن الدولى