كلما قالوا نزار قبانى تحسست خدودى وأثار دبلة الخطوبة الأولى من سنوات تفوقت على الربع قرن! ولأن حياتى عبارة عن مجموعة من المواقف الكوميدية على مزيج من التراجيديا السوداء، لكننى اعتبرنى نجيب الريحانى عصره بخطين متوازيين، لكن على امرأة اللى هوه أنا محسوبتكم.من الطبيعى أن تسير الطبيعة وما أدراك ما الطبيعة عندما تكون مهمتك مقابلة شاعر شعراء رومانسية الحب لتصبح أنت ولا فشر سينما رومانس، وعصافير بتزقزق وكناريا وإشى فراشات وكلمات كلمات ليست ككل الكلمات! إلخ إلخ.هذا من الطبيعى الذى يأتى حتى قدماه وينقلب مسخرة، فلم يجد د. عمرو عبد السميع من تنطبق عليه شروط مقابلة ملك الرومانسية نزار فى زيارته الأولى لمصر بعد جفاء منه ومن مثقفى العرب عقب اتفاقية كامب هباب.. لم يجد من وجهة نظره حتى حملنى زكيبة مملوءة بالأسئلة، بالإضافة إلى زكيبة أخرى اجتهدت فيها لأننى أرفض فكرة الصحفى تحت التمرين والتعامل معه على أنه «عسكرى مراسلة» وأغمضت عيناى وسرت بخفة ودلع تجاه تليفون الجرونال، فى محاولة ناجحة للتحدث إلى نزار مباشرة أو الاتفاق معه على لقاء صحفى!! وقد حدث وحتى الآن لا أدرى كيف حدث بهذه السرعة. بكل ثقة قال: أنا منتظرك فى الهيلتون! الساعة كذا! وطبعا خفت على نفسى من الفتنة! فقلت له سوف أحضر ومعى مجموعة من القسم الأدبى! ورفض لأنها ليست ندوة وكان عنده حق. ولأننى أحسن إخواتها وامتاز بالشفافية والصدق فقد أستأذنت خطيبى ووعدته أن اللقاء سوف يتم فى بهو الفندق، ومن ناحية أخرى أخذت معى مصورا، واعتبرت بعد نجاح انفرادى بهذا اللقاء ومع عملاق الرومانسية، وفى هذا التوقيت أننى لمست السماء الصحفية باكتافى فيما عدا أن اللقاء تم فى جناحه فى الفندق وليس فى البهو «الريسبشن» كما قلت لخطيبى الذى جابنى أرضا من سمائى الصحفية وطاخ طيخ بوم ومن فوقهم دبلة الخطوبة فى وجهى المشلفط ويا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا... وكلنا فداؤك يا صاحبة الجلالة الصحافة وآهى كلها كلمات كلمات كلمات، لكن فى حالتى أنا كنت كالعندليب.. إنى أغرق أغرق أغرق.. والموج الأزرق كتم على أنفاسى.