يعتبر العام الحالى 2015 هو العام السادس والسبعين فى عمر العلاقات المصرية الإسبانية التي تم الاحتفال بيوبيلها الماسى العام الماضي، حيث اعترفت مصر بحكومة الجنرال فرانكو عام 1939 بعد رفع توصية الأممالمتحدة بسحب السفراء من مدريد وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1950 واتخذت العلاقات شكلا مختلفا بعد تأسيس النظام الملكى الإسبانى عام 1975. وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين حالة من النشاط والزخم خلال السنوات الماضية ما بين مشاركات رسمية مصرية فى فعاليات بإسبانيا والعكس فى مصر. وتوجد حالة من التوافق والتفاهم والتشاور بين البلدين حول القضايا الدولية والإقليمية. وخلال العام الماضي قام خوسيه مانويل جارسيا وزير الخارجية والتعاون الإسبانى بزيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تم تأكيد أن مصر تعد نقطة التوازن فى المنطقة، ومن ثم فإن تحقيق أمنها واستقرارها سينعكس إيجابيا على كافة دول المنطقة. كما شارك وزير الخارجية سامح شكرى فى أعمال المؤتمر الوزارى حول الاستقرار والتنمية فى ليبيا الذى استضافته اسبانيا، واستقبله رئيس الوزراء ماريانو راخوي. وتوضح كثافة المشاورات واللقاءات مدى التقارب بين البلدين وإمكانية تطوير أسس العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا لتحقق قفزة جديدة حيث تم على مدار تاريخ العلاقات توقيع نحو 34 مذكرة تفاهم واتفاق تعاون بين البلدين. العلاقات مع الاتحاد الأوروبى يقول السفير الدكتور السيد أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإسبانيا يجب النظر اليها ضمن إطار أشمل هو العلاقات المصرية الأوروبية بحيث تعتبر خطوة جديدة فى سبيل إعادة تطوير لهذه العلاقات. وفى هذا الإطار فقد زار الرئيس السيسى دولتين أوروبيتين رئيسيتين من قبل هما فرنسا وإيطاليا. ويعرب عن أمله فى أن يتم استثمار الزيارة فى تعميق التعاون الثقافى والحضارى بين البلدين وفى إطلاق ما يسمى بتحالف الثقافات أو تحالف الحضارات. ومصر وإسبانيا من أكثر الدول المؤهلة لتشكيل وقيادة هذا التحالف. اللعب على الأطراف السفير جمال بيومى الأمين العام للمشاركة المصرية الأوروبية بوزارة التعاون الدولى يقول انه يفضل دائما العودة خطوة للوراء لاستيضاح الصورة بشكل عام، فاسبانيا والبرتغال واليونان من أكثر الدول الأوروبية التى ساندت قضايا الشرق الأوسط. وهناك ما لا يعرفه الجيل الحالى وهو أن الدول الثلاث لم تكن قد اعترفت بإسرائيل أو أقامت علاقة دبلوماسية معها حتى انضمام هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي. ويعرب السفير بيومى عن سعادته بهذه الزيارة، والتحرك المصرى الحالي، مشيرا إلى أن الزيارات الرئاسية المصرية كان لها محطات محددة فى أوروبا، فكان لابد من زيارة فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا، ونادرا ما تتم زيارة رئاسية لدول أخرى مثل السويد أو الدنمارك أو فنلندا أو مالطا، علما بان ما يربطنا بأوروبا وهو إعلان برشلونة عقد فى اسبانيا فمن هنا يمكن استخدام تعبير الكرة «اللعب على الأطراف» بحيث تغطى علاقاتك بالأطراف الأخري. وبالتوازى مع اسبانيا هناك دول شرق أوروبا التى انضمت للاتحاد الأوروبى وهى عشر دول كانت فى وقت من الأوقات أسواقنا الرئيسية قبل أن ننتهج سياسة الانفتاح، ومن السهل أن نتوسع فيها ونعطيها أهمية.