خلال أقل من 24 ساعة توالت علينا أخبار الحوادث التى يجمع بينها رابط مشترك هو الاهمال... ذلك الداء العضال الذى لا نعرف بعد طريقا لعلاجه والقضاء عليه. ففى القاهرة توقفت حركة القطارات بالخط الثالث لمترو الأنفاق لأكثر من ساعة بعد قيام سائق القطار المتجة من العباسية الى العتبة بالاصطدام بالحائط، مما أدى الى تهشم العربة الأولى وتحطم القضبان نتيجة عدم قيام عامل التحويلة بتغيير خط السير لتغيير اتجاه المترو وهو ما أدى الى هذا الحادث الذى وبفضل لطف الله اقتصرت خسائره على النواحى المادية حيث لم يكن هناك ركاب بالمترو ساعة وقوعه. وفى المنصورة أصيب مواطنون وتحطمت عدة سيارات فى انهيار لكوبرى بطريق المنصورة جمصة بينما أنقذت العناية الإلهية اتوبيس إحدى الجامعات الخاصة الذى تصادف مروره على الكوبرى قبل ثوان من الانهيار لتأمر النيابة بضبط واحضار المقاول منفذ الكوبرى وتشكيل لجنة لمعرفة سبب الانهيار، وقبل أيام استشهد طالبان بالكلية الحربية فى أثناء توقفهما مع زملائهما فى نقطة تجمع الطلبة على بوابة استاد كفر الشيخ فى تفجير «ارهابي» وكان من الممكن معرفة من زرع العبوة الناسفة لو أن المسئول عن البوابات قام بتشغيل كاميرات المراقبة حيث أفاد امام النيابة أنه «نسي» تشغيلها صبيحة هذا اليوم. وما أخبار حوادث الحرائق التى تطال المصانع والشركات والأبراج «محمول كهرباء» إلا دليل آخر على هذا الداء المتفشى فى العديد من المؤسسات بصورة باتت تتطلب بالفعل وقفة حاسمة لمراجعة هذا الأمر ومحاسبة المتسببين بإهمالهم فى هذه الحوادث كل حسب موقعه ومسئوليته. لمزيد من مقالات رأى الاهرام