كتب الأستاذ محمد سعيد عز فى «بريد الأهرام» كلمة بعنوان: «الصرخة المدوية» والتى يشير فيها إلى تدنى مستوى الخدمة الصحية بالمستشفيات المصرية خاصة على مستوى الأطباء الذين لا يراعون الله فى أعمالهم ومنهم من يدعى العلم ويضيع المريض وأمله فى الاستشفاء كحق طبيعى فى الحياة وأود أن أضيف إلى ما ذكره موقفا تعرضت له وكشف لى الكثير مما يحدث بالمستشفيات الخاصة الاستثمارية وليس بالمستشفيات الحكومية وحدها!! فقد ذهبت منذ فترة قصيرة إلى أكثر من مستشفى بالإسكندرية فى يوم واحد لإسعاف أصبعى الذى اصابه قطع حاد مفاجئ وفى المستشفى الأول بحى لوران قابلنى موظف الاستقبال (بتكشيرة) قائلا: «ليس لدينا دكتور بالطوارئ» ابحث عن مستشفى آخر. واندهشت من مقابلة موظف الاستقبال الذى يدرك من خلال وظيفته أهمية لقاء المريض لقاء جيدا مريحا لامتصاص ألمه!! وعلى الفور ذهبت لمستشفى آخر بحى جليم، وهناك وجدت موظف الاستقبال يدخن سيجارة داخل المستشفى بإهمال كبير .. حقيقة اصابتنى صدمة كبرى وتعجبت لصنعه هذا فأبسط شروط الأمان والسلامة والصحة المهنية بالمستشفيات منع التدخين تماما داخل المستشفيات خاصة للموظفين والأطباء!! وقلت إذا كان موظف الاستقبال يهمل فى احترام مثل هذه القوانين والتعاملات المتعارف عليها بالمستشفيات والعيادات الطبية فكيف سيكون حال المستشفى بالداخل؟؟ وانتقلت لمستشفى ثالث بنفس الحى فاندهشت وشعرت اننى فى حى شعبى مزدحم بالسكان فموظفو الاستقبال أمامهم عشرات المرضى يحجزون للعيادات الخارجية فى تزاحم شديد وصممت ان ادخل للقاء الدكتور حتى اسعف اصبعى وخرجت من هذه التجربة بثلاث نتائج هي: أولا: ان معظم العاملين بإدارات خدمة العملاء والاستقبال لا يعرفون شيئا عن أساسيات ومفاهيم التعامل مع المريض وان جميعهم حتى الأطباء فى حاجة عاجلة لدورات تدريبية مكثفة فى مفاهيم ومهارات الاتصال وهو ما يجب ان تتبناه وزارة الصحة فورا وتلزم جميع المستشفيات العامة والخاصة بتنفيذه فى أسرع وقت بالتعاون مع احدى المؤسسات الإدارية والتدريبية الكبري. ثانيا: ضرورة الرقابة القوية على المستشفيات الخاصة والاستثمارية مثل المستشفيات الحكومية من حيث جودة الخدمة والمعاملة الطبية مع المريض، فليس فقط العمليات الجراحية ونشاط العيادات الخارجية هو الذى يحتاج إلى مراجعة وتقويم ولكن أيضا من الضرورى تقييم جودة المعاملة مع البشر والحفاظ على كرامتهم وحسن معاملتهم! ثالثا: لابد من إتخاذ إجراءات عاجلة ومهمة لمحاسبة المستشفيات التى يكتشف فيها سوء المعاملة والخدمة للمريض أو لذويه بفرض غرامات مالية لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه حتى يكون هناك حساب رادع لكل من يعامل المصريين أو الزائرين معاملة سيئة أو غير مرضية.. فإننا بعد ثورتين للحرية والكرامة الاجتماعية لابد أن نضع فى اعتبارنا أن كرامة وآدمية أى مواطن بسيط لا تقل عن آدمية أى مسئول أو أى شخص.. فجميعنا أمام الدستور سواء.. فهل ادركنا الأمر؟ علاء حسب الله