على الرغم من الحرب الشرسة التى تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب المنظم، وسقوط يوميا شهداء من ابناء الجيش والشرطة للدفاع عن هذا الوطن، ورئيس الجمهورية الذى يطالب يوميا بالتكاتف بين ابناء الشعب المصرى حتى نمر من هذه الازمة، وعدم اثارة الفتن، إلا اننا نجد ان الدولة فى اتجاه وبعض مثيرى الجدل والفتن فى اتجاه آخر. واقرب مثالين هما شريف الشوباشى الذى يطالب بمليونية لخلع الحجاب والآخر هو اسلام البحيرى الذى يحاول ان يشكك البعض فى صحيح الدين. الحقيقة اننى تخيلت ان دعوة الشوباشى هى مجرد كلام عابر بعد هجومه الشرس على الحجاب عبر صفحته على الفيس بوك مدعيا ان ذلك نوع من انواع التخلف، وانتهاك لحقوق المرأة، ويجب ان يتم خلعه حتى تستنير الامة بكاملها، وكأن الحجاب هو من يقف عائقا امام التقدم، وارتداؤه هو رمز من رموز التخلف، -مع العلم اننى لست مع او ضد الحجاب فتلك حرية شخصية أؤمن بها-، ولكن هذه الدعوة فى هذا الوقت وهذا الجدل المثير على مدى اكثر من شهرين ما هى فائدته فى الوقت الحالي، فهل وصلت مصر الى اعلى معدلاتها الاقتصادية والتعليمية والتثقيفية وتم القضاء على البطالة، والقضاء على الارهاب ولم يتبق سوى الحجاب الذى اصبح المشكلة الحقيقية بالنسبة لمصر. والاستاذ شريف الشوباشى قضى سنوات طويلة فى فرنسا بلد الحرية والديمقراطية لماذا لا يذهب الى هناك ويطالب بمليونية لخلع الحجاب فى فرنسا، ثم ينقل خبراته الى مصر بعد ذلك، أم لان مصر اصبحت مطمعا لاى دعوة كانت من أجل شهرة أو افكار بعيدة كل البعد عن المجتمع المصرى لتنفيذها. والذى يجب ان يعلمه الاستاذ الشوباشى ان الحجاب اصبح زيا شعبيا فى مصر نظرا للظروف المادية الضعيفة التى يعانى منها معظم ابناء الشعب، فبدلا من اتهامهن بالتخلف يجب ان تعلم ظروفهن، أو ان اغلبهن محجبات عن اقتناع. ان الدخول فى تغيير العادات المصرية لا يمكن ان يتم بكل تلك العصبية والتحدى ومهاجمة من ينتقدونك، بل يجب ان يكون هناك حوار راق، وبعد ان يتم حل جميع المشكلات فى مصر اما بالنسبة للبحيرى فيكفيه اسامة الازهرى والحبيب الجفرى لمزيد من مقالات جميل عفيفى