تحت شعار «غذاء الكوكب..الطاقة من أجل الحياة» تلتقى أكثر من 140 دولة حول العالم من بينها مصر، في معرض «اكسبو ميلانو 2015»، الذى يعد أكبر المعارض العالمية الأول من مايو المقبل. وفى تصريحات خاصة ل «الأهرام»، أكد فيليبو شانتياه مدير العلاقات الدولة باكسبو ميلانو2015 أن هذا الشعار يمثل الفكرة الأساسية للمعرض، وسيكون على الدول المشاركة إظهار ثقافتها وعاداتها ومدارس الطهو لديها، فضلا عن المساهمة فى تطوير فكرة الاكسبو. وأوضح أن الجناح zero الذى يمثل مدخل المعرض سيستعرض فكرة الاكسبو من خلال تاريخ الزراعة والبشرية. وفى نهاية الجناح عرض لقصص مصورة لأفضل 18 ممارسة انسانية تظهر ما هو صحيح وممكن من أجل الزراعة المستدامة والمستقبل. وأكد شانتياه أنه من أبرز ابتكارات اكسبو 2015 الذى تستضيفه مدينة ميلانو الايطالية، هو نموذج «المجموعات العنقودية». وأوضح أن الدول التى لم تتمكن من اقامة جناح كامل لها، تم تنظيمها كمجموعات، ولكل مجموعة عنقودية فكرة لصيقة بشعار الاكسبو. وأشار إلى أن هناك 6مناطق عنقودية تتصل بسلسلة الغذاء، و3 أخرى مخصصة لأفكار أخري. وتضم المجموعات العنقودية 85 دولة. وأضاف شانتياه أن مما يميز اكسبو ميلانو أيضا فكرة التعاون بين الدول المشاركة حول مهام مشتركة. وأعلن أنه فى ختام المعرض الذى يستمر حتى 31 أكتوبر المقبل سيتم طرح وثيقة تحمل اسم «ميثاق ميلانو» على المشاركين تمثل التزاما شخصيا من المشاركين وتحوى المبادئ التى كرسها اكسبو ميلانو. واعتبر مدير العلاقات الدولية بالاكسبو أن المعرض بإمكانه أن يمثل نموذجا للتعاون السلمي. وأشار فى هذا الصدد إلى أن تصميم المجموعات تم تطويره من خلال ورشة عمل دولية للفن المعمارى عام 2012، وشارك فيها 18 جامعة من حول العالم من بينها: جامعة بيرزيت الفلسطينية، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومعهد موسكو للفن المعماري، ومدرسة بارسونز للتصميم بنيويورك، وأكاديمية بيزاليل للفنون والتصميم باسرائيل. وأكد شانتياه أن جمال المجموعات العنقودية بالاكسبو يأتى نتاجا لهذا العمل المشترك، مما يمثل نموذجا جديدا للتعاون. وأوضح شانتياه أن 90% من شعوب العالم ستكون ممثلة فى الاكسبو، مشيرا إلى أن الدول التى غابت عن المشاركة قد اضطرت لذلك بسبب ظروف مالية. وأكد مدير العلاقات الدولية بالاكسبو أن مصر سيكون لها اسهام كبير من خلال مشاركتها فى مجموعة ال»بيو ميديترانين» العنقودية. وهي تضم مجموعة من دول جنوب وشمال البحر المتوسط. وقال إن مصر بلد عظيم، وأحد أقدم الحضارات، وجزء من الهلال الخصيب حيث كان ميلاد الزراعة وتربية الماشية. وأوضح أن فكرة المعرض المصرى تقوم على مفهوم «Genes& Memes». الأولى تعنى الخصائص الأصيلة للغذاء المصري، والثانية هى المكونات التى دخلت على الثقافة المصرية واختلطت بها. وأضاف شانتياه أن الجناح المصرى يأخذ زائره فى رحلة عبر الحضارة والتاريخ لإظهار الاسهام الذى قدمته وتقدمه وستقدمه الحضارة المصرية العظيمة للعالم، حسب تعبيره. وتبلغ مساحة الجناح المصرى 375 مترا، وتمثل شخصية ايزيس رمز الخصب عند الفراعنة، شعارا رئيسيا يروى رحلة الانسان المصرى وصلته بالأرض. وقال شانتياه إن تنظيم هذا المعرض استغرق عملا متواصلا منذ عام 2008، وذلك من أجل ال184 يوما القادمة، فى إشارة لفترة معرض. ويذكر أن الحكومة الايطالية قد وضعت ميزانية بنحو 1،2 مليار يورو لتنفيذ المعرض. ويتوقع المسئولون الايطاليون أن يجذب المعرض نحو 20 مليون زائر على مدى 6 أشهر، فيما تم بيع 8 ملايين تذكرة حتى الآن قبل افتتاح الإكسبو. وقد شيدت ايطاليا رمزا ضخما للمعرض يتمثل فى شجرة عملاقة فوق بحيرة من الماء ومحاطة بتصميم فني، لتحمل اسم شجرة الحياة. كما برع الفنانون الايطاليون فى تصميم مدخل الاكسبو ليحمل احد جدرانه بيوتا شعرية من مختلف ثقافات العالم، ومن بينها العربية لامرئ القيس، وبينما لايزال العمل على قدم وساق فى غالبية أجنحة المعرض، يبدو الجناح الصينى حتى الآن متصدرا المشهد على مساحة تزيد على 4 آلاف متر. ووسط آمال بأن يكون للاكسبو دور فى نشر ثقافة السلام، سيكون من بين الدول المشاركة سوريا، وإيران وأفغانستان وليبيا وإسرائيل وفلسطين. ومن ضمن فعاليات المعرض، أطلقت منظمة «سلو فود» الايطالية غير الربحية مشروعا لإقامة ألف حديقة فى قارة أفريقيا، سيكون لمصر نصيب منها. ويذكر أن معرض اكسبو له تاريخ عريق يرجع لعام 1851، عندما عقد أول معرض عالمى فى الهايد بارك بلندن. والآن يتم عقد الاكسبو مرة كل خمس سنوات، ومن المقرر أن تستضيف مدينة دبى الإماراتية اكسبو 2020.