لا يجب أن تغلق الدولة صفحة "المستريح" وهو آخر من نصب علي المصريين تحت مظلة توظيف الأموال,بعد إحالته للمحاكمة وكأنها واقعة ومرت لأن الحقيقة هناك الآلاف من عينة "المستريح" بعضهم لا يزال يمارس نشاطه في الظلام والبعض الآخر سبق إلي السجون ومنهم من يترقب لأن المصريين لا يتوبون ويلتزمون بالمقولة المأثورة"النصاب لا يقع فيه إلا طماع". ولا يجب أن نغفل أن مدخرات المواطنين التي تقدر بالمليارات يرغب أصحابها في تحقيق أعلي عائد استثماري لها بأسرع وقت ودون مجهود أو مخاطرة لكن قد تعميهم الوعود بأرباح أكبر عن اكتشاف النصابين الذين يلعبون علي وتر رغبتهم في الحصول علي المال وهم مستريحون ودون مشقة. الدولة مطالبة بإيجاد مشروعات وطنية استثمارية لامتصاص مدخرات المصريين وانتشالها من تحت البلاطة,وانتشال المصريين معها من براثن النصابين الذين رفعوا شعار"يا ريان نام وارتاح,واحنا نكمل الكفاح",مستغلين انعدام ثقة بعض المصريين في البنوك التي تقدم عوائد ضئيلة لمدخراتهم . لماذا لا تكرر الدولة طرح مشروعات عملاقة مثل قناة السويس الجديدة التي جمعت 64 مليار جنيه من أموال المصريين في 8 أيام فقط بدافع وطني وبغرض الاستفادة من العائد المتميز,فيمكن تكرار طرح المشروعات الكبري المضمونة العوائد في صورة شهادات أو صناديق استثمارية,فتخفف الدولة من الأعباء علي الميزانية العامة وترفع دخول المواطنين مما سينعش الأسواق ويبعث الحياة في الاقتصاد وإنهاضه من ركود مزمن . ولن تجد شعبا يستمرئ السقوط في أحضان مدعي توظيف الأموال كما يفعل شعبنا الطيب,لم تكفه كوارث شركات الريان والسعد والهدي مصر وغيرها مرورا بتجار حرق أسعار كروت الشحن والسيارات والعقارات وأخرهم"المستريح والمستريحة",فأمام ارتفاع تكاليف الحياة ومطالب الأبناء تعجز قرون الاستشعار عن اكتشاف الخطر وهي مسئولية لن تتبرأ منها البنوك المطالبة بتوفير عائدات مميزة ومشجعة دون التذرع بالتضخم وآليات السوق وغيرها من المسميات الاقتصادية المتبلدة التي لن تسد رمق أسرة تبحث عن أعلي عائد لمدخراتها المحدودة. لمزيد من مقالات شريف عابدين