يتخذ البعض الاضراب عن الطعام والدواء وسيلة من وسائل الضغط للحصول علي حقوقهم المسلوبة دون الرجوع إلي الطرق الشرعية ظنا منهم أن هذه الوسيلة لها الاثر السريع في الحصول علي الحقوق. دون العلم بأن هذا العمل قد يؤدي إلي اصابتهم بأضرار خطيرة علي النفس التي امر الله تعالي بحفظها. ويوضح الدكتور احمد كرة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن الله عزوجل امر بحفظ النفس البشرية حيث قال تعالي ولاتقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما( النساء29) وقال عزوجل ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من الانتحار, كما بين ان جزاء المنتحر ان يعذب يوم القيامة بمثل ما قتل به نفسه, وعلي هذا كان الاضراب عن الطعام والشراب والدواء وكل ما فيه حفظ للنفس البشرية يعد قتلا للنفس فاعله منتحر, والاضراب عن الدواء والطعام وسيلة من وسائل اتلاف النفس البشرية سواء كان الاتلاف جزئيا أو كليا وتعذيب النفس البشرية محرم شرعا حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم ان لبدنك عليك حقا والانسان الذي يريد ان يصل إلي حق له يجب عليه ان يسلك السبل الشرعية عبر القنوات الشرعية سواء قضائيا أو غيرها من السبل, اما اللجوء للاضراب عن الطعام أو الدواء تهديدا او اجبارا للغير أو ابتزازا فكله محرم شرعا وذلك لما فيه من تعد علي النفس البشرية التي امرنا الله بحفظها حيث انها من أعلي الأمانات التي امرنا بها الله تعالي فقال تعالي ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا( الاسراء36). وأشار د. أحمد كرة إلي أن المجتمع المسلم له صبغة إسلامية وايمانية فيجب ألا نقلد غيرنا لان لنا الهوية والصبغة التي توجب المحافظة علي النفس التي تعد من أعلي المصالح الضرورية فقد قال الامام أبوحامد الغزالي ان مقصود الشرع من الخلق خمسة وهو ان يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم. اما إذا سلك المظلوم جميع السبل الشرعية للحصول علي الحق ولم يحصل علي حقوقه, فما عليه إلا ان يصبر ويعد ذلك من البلاء, ويقول الله عزوجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا إليه راجعون.