أصدر مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره السادس عشر بعنوان «حركة شباب المجاهدين الصومالية.. الأسس الفكرية والممارسات العملية .. وسبل المواجهة» ، تناول فيه الأسس الفكرية والأيديولوجية للحركة، وبناءها الفكرى والتنظيمي، وأهدافها المرحلية والنهائية، وأبرز أدوات وأساليب الحركة فى تحقيق تلك الأهداف.وأوضح التقرير أن الحركة تعتبر الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر مرتدة تخالف الإسلام وتعادى الشريعة وتوالى أعداء الدين، وأن العنف هو الوسيلة الوحيدة لإحداث تغييرات جوهرية فى بنية النظم السياسية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن باعتبارها مفاهيم ترسخ القيم والمبادئ الغربية الكفرية، كما أنها لا تعترف بالدساتير والقوانين الوضعية، ولا الحدود بين الدول،وأشار التقرير إلى أن الحركة تعتبر أعداءها هم النظم الحاكمة ومن يواليهم، يلى ذلك الفكر والتيارات الصوفية، لذلك فهى تقوم بالعديد من الهجمات المسلحة على المزارات والأضرحة الصوفية فى الصومال. وأوضح التقرير أن الصومال قد مثلت لتنظيم القاعدة «الملاذ الآمن» للاحتماء من التهديدات، ومسرحًا لعمليات التنظيم العسكرية وتجنيد الأفراد، وأن تنظيم القاعدة وجد بيئة خصبة للانتشار والوجود فى الصومال ؛ نظرا لجغرافية المنطقة وموقعها الاستراتيجى بين دول القرن الإفريقي، وانهيار حكومتها المركزية، مما ساعد عناصر التنظيم على التحرك بسهولة داخل الصومال. وأكد التقرير ان الهيكل التنظيمى للحركة لا يعد كيانًا متجانسًا بل تحالف يضم مجموعة الفصائل المنضمة تحت لوائها، وتعتمد على اللامركزية فى عملها، وبالرغم من ذلك كانت فصائلها تجتمع تحت جدول أعمال مشترك لتوحيد عملها، مثل السعى إلى هزيمة قوات الاتحاد الإفريقى والحكومات الصومالية وتطبيق الشريعة والقوانين الإسلامية فى التعاملات اليومية فى جميع أنحاء الصومال. وأوضح التقرير أن أبرز العمليات التى قامت بها الحركة، وأشدها بشاعة ودموية، الاعتداء على جامعة «غاريسا» بشمال شرق كينيا، وقتل وذبح 147 طالبًا بالإضافة إلى هجوم شنته الحركة منتصف شهر أبريل الحالى على مقر وزارة التعليم العالى فى العاصمة الصومالية مقديشو، وقتل خمسة أشخاص وجندى من القوات الإفريقية وإصابة آخرين بجروح خطيرة، بجانب الهجوم الكبير الذى شنته الحركة عام 2012 على مركز تسوق :«ويست جيت» فى العاصمة الكينية نيروبي، والذى أودى بحياة 67 شخصًا على الأقل وأسفر عن إصابة 120 آخرين. وشدد التقرير على ضرورة تجفيف المنابع الفكرية والمادية، من مصادر تمويلها الأساسية، والتى تعتمد بشكل أساسى على التحويلات الخارجية من الدول الأوربية، وكذلك التجارة، وخاصة تجارة «الفحم»، ومحاصرة الموانئ والمنافذ التى تستخدمها الحركة فى تجارته للقضاء عليها. وشدد التقرير على ضرورة التصدى لمحاولات الحركة الإرهابية اجتثاث الفكر والجماعات الصوفية من الصومال، بتوفير الدعم الفكرى والمادى وتوفير الحماية اللازمة للتيارات الصوفية هناك، والتواصل معهم، ومدهم بجميع أشكال الدعم المادى والمعنوى من كتب ومؤلفات تدعم وتؤصل للفكر الصوفي، والعمل على نشر ثقافة الإنشاد الدينى والمديح بالإضافة إلى أهمية التواصل والتنسيق بين الجماعات والتيارات الصوفية فى دول الجوار الصومالي، والاستفادة من وجود عدد من الجالية الصومالية فى مصر وإعدادهم فكريًّا ليكونوا نواة لمواجهة الفكر المتشدد. كما طالب التقرير باستثمار الأدوات الإعلامية واستغلالها بالشكل الأمثل لمحاصرة الفكر المتطرف، ونشر الأفكار وتصحيح المفاهيم