لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى أسباب الإصابة بالتوحد، ولكن رجح الباحثون أن الطفل قد يصاب بسبب عوامل بيئية أثناء حمل الأم أو نقص الأكسجين عند الولادة أو من خلال بعض الفيروسات المعدية، ولم يتوصل الطب الحديث إلى علاج للتوحد، ولكن التشخيص المبكر والاهتمام يساعد على الخروج من العزلة. من هذا المنطلق نستكمل اليوم احتفال الصفحة بشهر التوعية بالتوحد من خلال عرض تجارب حية لاستخدام الفن التشكيلى فى تحسين حالة المصاب. لقد حددت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسسين 18سمة من سمات التوحد يجب أن تنطبق 8 منها على الأقل حتى يشك بوجود إصابة بالتوحد لدى الطفل وهذه السمات: عدم المناغاة فالطفل لايصدر أصوات مناغاة مثل غيره من الأطفال, يتفادى التواصل البصرى مع الآخرين ,لا يحب أن يحتضنه أو يحمله أحد, يصر على تكرار نفس السلوك ويرفض التغيير, لا يهتم بمن حوله, يصدر حركات نمطية متكررة مثل هز الرأس, يتعلق بشكل غير طبيعى بالأشياء, لا يشعر بالخطر, تنتابه نوبات غضب شديد, لا يستجيب لأحد ويتصرف وكأنه لا يسمع, يكرر كل ما يسمعه بشكل تسجيلى, تخلو طريقة لعبه من الخيال والإبداع, يصعب عليه فهم انفعالات الآخرين, يصعب عليه التعبير عن احتياجات ويفضل الإشارة عن الكلام, يفضل البقاء وحيدا عن اللعب مع الآخرين, يعانى من فرط حركة ونشاط زائد أو خمول ملحوظ. ينقسم العلاج إلى نوعين، الأول علاج دوائى من خلال تناول الطفل لفيتامينات ومكملات غذائية حيث لوحظ أن أغلب أطفال التوحد يعانون من نقص فيتامين (ب) الذى يساعد فى تكوين الأنزيمات التى يحتاجها الدماغ وتساعد على تحسين الانتباه والتركيز . والثانى: العلاج النفسى، فمن أحدث الوسائل التى تستخدم مع الأطفال المصابين بالتوحد تعليمهم بعض الأنشطة الفنية لتعديل سلوكهم هكذا توضح أميرة ماهر أخصائية التربية الفنية بجمعية كيان لذوى الإعاقة وتقول: يتم عمل برامج فردية وجماعية للأطفال وورش فنية للأطفال التوحديين بهدف تقليل بعض سلوكهم المضطرب وذلك من خلال تعليمهم أنشطة الفن التشكيلى بأنواعه المختلفة مثل التشكيل بالصلصال والعجائن والطين الأسوانى وأعمال الخزف المختلفة والموازييك, بالإضافة إلى مهارات الرسم والتلوين والقص واللصق وعمل مجسمات من الفوم والتشكيل بالورق المجسم ونصف المجسم, وتعتبر كل هذه الوسائل هى أحدث الطرق للتعامل مع مرض التوحد ومن شأنها تساعد فى تنمية المهارات الحركية والحسية والإدراكية كما تسهم الأنشطة الجماعية وورش العمل فى تنمية وتحسين مهارات التفاعل الاجتماعى لديهم ومن بعض نماذج الأطفال الذين تحسن حالتهم وتتطور مهاراتهم بعد خضوعهم لهذه الورش منهم، شهد فوزى12سنة، بعد مشاركتها فى الورش الفنية المختلفة تطورت قدراتها وظهرت موهبتها فى الرسم والأعمال الفنية لذا أصبحت تشارك باستمرار فى المعارض الفنية المختلفة بالعديد من الأعمال المختلفة وحصلت على العديد من المراكز المتقدمة, أيضا ظهرت قدرتها على ممارسة الرياضة وأصبحت من أهم المشاركات فى سباقات الجرى حيث حصلت فى بعض البطولات على المركز الأول، أما سيف محمد 6 سنوات، فكان نتيجة تلقيه ومشاركته فى الورش الفنية هو تحسن مهاراته الحسية واللغوية مما أدى زيادة تفاعله الاجتماعى كما تتطورت مهاراته الحركية ويتضح ذلك من خلال تعلمه السباحة وتحسنه الملحوظ خلال التمرينات بالإضافة إلى مشاركته فى العديد من المعارض الفنية بأعمال مختلفة، وأيضا عادل أشرف 8 سنوات، ظهرت قدراته الحركية وأصبح يمارس الرياضة بانتظام وأشترك فى السباحة أيضا فقل خوفه من التعامل مع الأخرين وأصبح يتواصل بشكل أفضل من السابق كما زادت مهاراته الحسية، أما فتحى أحمد 5 سنوات، فتحسنت لديه المهارات اللغوية بشكل ملحوظ كما تطورت المهارات الحركية والإدراكية وجذبه عالم الرسم والألوان والأعمال الفنية، ومشاركت مروان محمود 8 سنوات، فى الورش الفنية أدت إلى تنمية تفاعله الاجتماعى وزيادة مهارات التواصل مع من حوله والإدراك.