باكستان تعلن ارتفاع حصيلة قتلاها جراء الضربات الهندية إلى 31    اقتصادي: 2.3 تريليون جنيه فوائد الدين العام الجديد    انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4810 جنيهاً    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 8 مايو 2025    الأخضر بكام.. تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    استعدادا لعيد الأضحى.. سلسلة ندوات بسيناء حول مبادرة «صحتك تهمنا»    اليوم، إضراب المحامين أمام محاكم استئناف الجمهورية    أعلام فلسطيني: 4 إصابات جراء قصف الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين بخان يونس    أيمن موسى يكتب: سباق المصالح بين بوتين وترامب    دوري نايل.. موعد مباراة الأهلي أمام المصري البورسعيدي والقنوات الناقلة وطاقم التحكيم    كمال الدين رضا يكتب: إصابات نفسية للأهلي    طقس اليوم: حار نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء.. والصغرى بالقاهرة 22    السيطرة على حريق شب داخل شقة سكنية بالقاهرة الجديدة    حبس سائق توك توك تحرش بسيدة أجنبية بالسيدة زينب    سهير رمزي تكشف علاقة الشيخ الشعراوي بارتدائها الحجاب وسر رفضها ميراث والدها (فيديو)    تفاصيل تعاقد الزمالك مع أيمن الرمادي    قاض أمريكى يحذر من ترحيل المهاجرين إلى ليبيا.. وترمب ينفى علمه بالخطة    أنطونيو جوتيريش: الهجمات الأخيرة على بورتسودان تُمثل تصعيدًا كبيرًا    البابا تواضروس الثاني يصل التشيك والسفارة المصرية تقيم حفل استقبال رسمي لقداسته    الطب الشرعي يفحص طفلة تعدى عليها مزارع بالوراق    وول ستريت جورنال: أحمد الشرع طلب لقاء ترامب خلال زيارته لدول الخليج    بروشتة نبوية.. كيف نتخلص من العصبية؟.. أمين الفتوى يوضح    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. نقيب المحامين: أي زيادة على الرسوم القضائية يجب أن تتم بصدور قانون.. شرطان لتطبيق الدعم النقدي.. وزير التموين يكشف التفاصيل    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    جامعة حلوان الأهلية تفتح باب القبول للعام الجامعي 2025/2026.. المصروفات والتخصصات المتاحة    إكرامي: عصام الحضري جامد على نفسه.. ومكنش يقدر يقعدني    تفاصيل خطة التعليم الجديدة لعام 2025/2026.. مواعيد الدراسة وتطوير المناهج وتوسيع التعليم الفني    «التعليم» تحسم مصير الطلاب المتغيبين عن امتحانات أولى وثانية ثانوي.. امتحان تكميلي رسمي خلال الثانوية العامة    تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ اتجاه بحر الشرق    بحضور نواب البرلمان.. «الاتحاد» ينظم حلقة نقاشية موسعة حول الإيجار القديم| صور    ميدو يكشف موقف الزمالك حال عدم تطبيق عقوبة الأهلي كاملة    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    هدنة روسيا أحادية الجانب تدخل حيز التنفيذ    ارتفاع الأسهم الأمريكية في يوم متقلب بعد تحذيرات مجلس الاحتياط من التضخم والبطالة    محمد ياسين يكتب: وعمل إيه فينا الترند!    وزير الاستثمار يلتقي مع السفير السويدى لتعزيز العلاقات الاقتصادية    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    قبل ضياع مستقبله، تطور يغير مجرى قضية واقعة اعتداء معلم على طفلة داخل مدرسة بالدقهلية    كم نقطة يحتاجها الاتحاد للتتويج بلقب الدوري السعودي على حساب الهلال؟    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معديات الموت 97% من المعديات النيلية تفتقد معدلات الأمان ولا تصلح للاستخدام الآدمى
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 04 - 2015

تتكرر حوادث المعديات النيلية المتهالكة وغير المطابقة لمواصفات السلامة والأمان وغيرالصالحة للاستخدام الآدمى بسبب عدم وجود صيانة دورية لها والمخالفات الهائلة, دون أى رادع قانونى وإغفال الرقابة على التراخيص والقائمين عليها, وهو ما ينذر بوقوع كوارث دامية قد يروح ضحيتهاعدد لا حصر له فى مختلف المحافظات ,وعلى الرغم من علم المسئولين بما تمثله هذه الوسيلة من مخاطر على حياة المواطنين وممتلكاتهم, فإنهم يغضون الطرف عنها دون أدنى مسئولية .

لذا رصدت «تحقيقات الأهرام» مشاكل هذه المعديات وحوادثها وما يعانى منه العاملون عليها وركابها ووضعها أمام من يهمه الأمر من متخذى القرارسواء المحافظون وهيئة النقل النهرى وشرطة المسطحات المائية ومشرعو القانون إنقاذاً لنهر النيل وحياة المواطنين الكادحين وحفاظاً على المال العام والخاص فالمعديات بجميع المحافظات معظمها لا تهتم بغلق الأبواب المتهالكة التى مثل عدمها مما يسمح بسقوط السيارات ووقوع الكوارث بالمخالفة لشروط الترخيص التى تختلف بحسب حجم المعدية, وافتقاد مواصفات الأمان والسلامة المطلوب توافرها مثل تناسب أطواق النجاة وسترات النجاة وطفايات الحريق الغير موجودة فى الأساس على الواقع بالمعديات - وأفراد الطاقم مع السعة الاستيعابية للركاب فى كل معدية وغيرها.
فالمعديات بجميع المحافظات معظمها لا تهتم بغلق الأبواب المتهالكة التى مثل عدمها مما يسمح بسقوط السيارات ووقوع الكوارث بالمخالفة لشروط الترخيص التى تختلف بحسب حجم المعدية, وافتقاد مواصفات الأمان و السلامة المطلوب توافرها مثل تناسب أطواق النجاة وسترات النجاة وطفايات الحريق الغير موجودة فى الأساس على الواقع بالمعديات - وأفراد الطاقم مع السعة الاستيعابية للركاب فى كل معدية وغيرها.
ففى المنيا، اعتمدت حياة الملايين من المواطنين الذين يعيشون على ضفتى نهر النيل بالمنيا على الانتقال بالمعديات النهرية سواء الأهلية أو الرسمية كوسيلة نقل رخيصه وسريعه لقضاء حوائجهم اليومية للعمل والدراسة والتسوق والتزاور وحتى فى دفن الموتى... إلخ، مقابل جنيه للفرد, أما السيارات فتتراوح أسعار تذاكرها ما بين 5 و10 جنيهات,بعيدا عن زحام المواصلات وتوفير الوقود وأزمة المرور, لكن هذه الرحلات اليومية بين الضفتين تحفها المخاطر, فمعظم المحافظات التى لا يخدمها سوى جسرين اثنين والثالث تأخر إنشاؤه حتى وقت طويل وبدون خدمات اوغير مؤهل ، مثل محافظة المنيا تعتبر وسيلة النقل الأساسية هى المعديات النيلية القديمة والمتهالكه والتى تفتقر إلى أبسط وسائل الأمان والسلامة.
فالجسر الأول يقع عند المدينة ، عاصمة المحافظة ، افتتح عام 1982 , أما الثانى فأنشئ فى شهر أبريل عام 2012 عند ملوى، وهى كبرى المدن فى مصر، وتبعد 45 كيلومتراً عن مدينة المنيا, ويجرى العمل منذ عام 2007 على إنشاء جسر ثالث عند بنى مزار على مسافة 55 كيلومتراً شمال مدينة المنيا بتكلفة تصل إلى 300 مليون جنيه ومنذ ذلك الوقت تستمر رحلات العبور الى الموت بين الضفتين .
كما أن مئات القرى فى البر الشرقى والعشرات من المصانع والمحاجر بالجبل الشرقى يذهب إليها الآلاف من أبناء المنيا عن طريق تلك المعديات، بل تستخدمها تلك المصانع فى نقل منتجاتها إلى البر الغربى, إلى جانب وجود مدافن المسلمين والمسيحيين الأمر الذى يدفع الأهالى إلى استخدام المعديات النيلية لتسيير حركتهم ودفن موتاهم .
ويلخص عبد الله زيدان أحد أهالى مركز سمالوط مشكلته فى توقف عمل المعديات النيلية بعد الساعة العاشرة، الأمر الذى يجعل تلك القرى منعزلة عن المحافظة، ويدفع أهالى تلك القرى إلى التوجه لمدينة المنيا جنوبا بمسافة تزيد عن 35 كيلو مترا حتى يستطيعوا الوصول إلى البر الغربى عن طريق كوبرى النيل المتواجد هناك.
وأكدعلاء عاشور من مركز سمالوط شمال المنيا، أن معظم معديات المركز بها عيوب فنية جسيمه، منها تكرار تعطل المواتير ووجود العديد من الفتحات نتيجة الصدأ وتأكل وتهشم أجزاء من المعديات تحت مرأى ومسمع أصحابها الذين لا يقومون بتصليحها بسبب الجشع وعدم وجود رقابة حكومية عليهم، مشيرا إلى زيادة حوادث المعديات النيلية فى شهر مايو من كل عام، وذلك بسبب الإقبال الكبير من الزوار والسائحين لدير جبل الطير احتفالا بمرور السيدة العذراء بتلك المنطقة، والذى يتوافد عليها أكثر من مليونى زائر سنويا.
بينما يشير أحمد مسعد أحد أهالى بنى خالد مركز سمالوط إلى قيام أصحاب المعديات بتحميل المعدية فوق طاقتها، حيث يقوم أصحاب المعديات بنقل العشرات من المواطنين وسيارات النقل وعربات الكاروالمحملة بالطوب والردش فى نقلة واحدة، مما يؤدى إلى اختلال توازن المعدية وغرقها بقاع النيل.
والكارثة الكبرى يؤكدها سائق معدية رفض ذكر اسمه ، قيام عدد كبير من الأطفال أبناء أصحاب المعديات بقيادتها بدلاً من تشغيل سائق محترف ، مما يؤدى إلى وقوع حوادث المعديات،خاصة وأن معظمها تعمل بالطريقة اليدوية فيقوم السائق بتثبيت «مدور المعدية» بعصا في اتجاه معين و يتركها ويذهب بعيدا إلى أن تصل المعدية للبر الآخر دون أى توجيه آخر منه.
الرقابة والمتابعة
فى حين ترى عزة على صحفية من المنيا أن غياب الرقابة والمتابعة على هذه المعديات سواء الأهلية او الحكومية يؤدى لتفاقم الكوارث وزيادة ضحايا الإهمال فلا بد من الرقابة على مدى صلاحية المعديات التى تحمل الكثير من الأرواح وافتقادها لمعايير السلامة والأمان بالمرسى و المعديات وإصلاحها وتطويرها والتراخيص والحمولات وقائديها وأوقات التشغيل وفرض العقوبات الرادعة للمخالفين مثل الحبس وإيقاف المعدية والتحفظ عليها ومنعها من العمل وليس كما يحدث عقب كل حادث تشكيل لجنه لحصر عدد الضحايا وأسباب الحادث وكتابة تقرير يوضع بمكاتب المسئولين الذين يصدرون قرارات للاعلام من اماكنهم بالاصلاح والصيانه ومعاقبة المتسبب فى الحادث لتهدئة الرأى العام لتتكرر هذه الحوادث اسبوعيا ولا عزاء لأهالى الضحايا غرقى نهرالجشع والفساد والاهمال وتتساءل الصحفية عن أسباب عدم تخصيص مدافن للمسيحيين والمسلمين ليقوا الأهالى من العبور بموتاهم عبرعبارات الموت المحقق واستغلال أصحاب العبارات للظروف الصعبة التى تمر بها الأسر للدفن بسمالوط والقرى المجاورة لها .
كما أكد عدد من أهالي مركز سمالوط بالمنيا،أن ضحايا حوادث غرق العبارات والسيارات بسمالوط لاتنتهى إلا بالقرارات التنفيذيه الحاسمه , والالتزام بإجراءات السلامة والأمان والإنقاذ في العوامات والعبارات النهرية وشدد الأهالي علي حاجة مركز سمالوط لكوبري يعبر النيل , للحد من تكرار الحوادث المماثلة و قلة عدد فرق الإنقاذ التي تعمل علي انتشال جثث الضحايا
المعصرة والحوامدية
.وبمنطقة المعصرة علي طريق كورنيش النيل يوجد مشروع العبارة الوحيد الذي يتبع الدولة ويشرف عليها مجلس مدينة الحوامدية لنقل السيارات والمواطنين من المعصرة إلي الحوامدية في مدة لا تزيد علي ربع الساعة والعكس، في حين أن الوقت الذي نستغرقه لقطع هذه المسافة برا علي الطريق لا يقل عن ساعة زمن إذا كان هناك سيولة في حركة المرور بين المعصرة والحوامدية، ومن خلال تجربة حية واقعية لعبور النيل بالعبارة رقم 2الحوامدية نلاحظ وجود العديد من السلبيات والمشكلات التي تحيط بها بداية من الطريق المؤدي لمرسي العبارة من كورنيش المعصرة يصل إلي 400 متر تقريبا ترابي، وغير ممهد تماما مملوء بالحفر والمطبات والقمامة علي الجانبين، حيث يقف اكثر من 30 سيارة في انتظار العبارة بين سيارات نقل ونصف نقل وملاكي وتوك توك ودراجات بخارية وعجلات وعربات كارو إلي جانب أن الرصيف الفاصل بين طريق الصعود إلي العبارة والخروج منها مهدم ومنخفض تماما ويسمح للعربات الكارو تعدي الرصيف لتخطي دورها في الانتظار واصطدامها بالسيارات الملاكي، وغيرها لدخول العبارة بدون التزام وبدون أي نظام.
وبالفعل تأتي العبارة كل ربع الساعة فهما عبارتان تعملان بالتناوب من الساعة 6 صباحا حتي الحادية عشرة مساء أي تعملان 17 ساعة يوميا عملا متواصلا دون راحة, مما يؤدى الى استمرارتعطل احداهما فيكون الضغط على عبارة واحدة
وكانت أول ملاحظة داخل العبارة (الحوامدية 2) إنها متهالكة ومنخفضة تماما عن المرسي نتيجة انخفاض منسوب المياه، وعدم عمل الاحتياطات اللازمة لذلك في جسور وقوف المعدية والعبارة بها حواجز غلق بدائية عبارة عن سلاسل ضعيفة، وعدم وجود حواجز وموانع علي جانبي العبارة لتمنع انزلاق أي سيارة حال وقوفها علي ظهرها مع عدم التنبيه علي قائدي المركبات بالاحتياطات الامنية سواء غلق الموتور أو رفع فرامل اليد أو غيرها، فلا يوجد بها صدادات خشبية أو حديدية لوضعها خلف وأمام إطارات السيارات تمنعها من التحرك أو الانزلاق أثناء وجودها علي ظهر المعدية لاي سبب ما.
وسط السيارات
ومن المدهش، والغريب أن الاطفال والصبية والشباب يتجولون بالعبارة ويقفون علي حوافها، ويجلسون علي ظهور المقاعد الخشبية، ومنهم من يتجول وسط السيارات ليبيع المناديل والذرة المشوي والترمس، بل الاغرب والاعجب من ذلك سيارة نصف نقل محملة بالفطائر المشلتتة والبيض والجبن القديم والقريش والعسل فوق المعدية تبيع للمواطنين من قائدي السيارات والدراجات والمترجلين، وبالفعل أبحرت المعدية في النهر نحو 7 دقائق فقط لا غير ووصلنا للجانب الثاني، وهو الحوامدية وتكرر المشهد بالكامل، حيث استغرق تفريغ الحمولة من العبارة وملؤها نحو 8 دقائق لتسير في النهر من جديد، وقد رفض رئيس البحارة أو قائد العبارة التحدث معي عن مشكلات العبارة قائلا لقد سبق، وأن تحدثت مع أحد الصحفيين عن كل شىء، ولم يحدث شيء، ولم يتم الإصلاح أو حل أي مشكلة فلا داعي ولا فائدة من الكلام، ويبدو أن المشكلات كثيرة بالعبارة أو عنده، وقد فقد الأمل في الإصلاح أو تعديل الوضع ففضل الصمت عن الكلام.
ويقف للرقابة على تحصيل التذاكر رئيس وردية ومحصل وملاحظان، ويتم تحميل العبارة بنحو 15 أو 16 سيارة من نوع واحد، وليكن ملاكي، أما إذا كانت هناك سيارات نقل ونصف نقل فعدد السيارات التي تصعد العبارة يكون أقل وقد يصل إلي 12 سيارة مثلا بجانب الدراجات والأشخاص، وعلي العبارة يعمل رئيس بحري قائد المعدية و2 ميكانيكية ومساعد و3 بحارة وهؤلاء العاملون في المشروع يعملون ورديتين أو فترتين من 6 صباحا حتي 3 ظهرا، ومن 3ظهرا حتي 11 مساء وبسؤال رئيس الوردية الذى رفض ذكر اسمه عن عمر هذا المشروع يقول إن هذا المشروع بدأ في 1988/1/1 أي منذ نحو 22 عاما، وهو يتبع الآن محافظة 6 أكتوبر والمرسي الرئيسي هو الحوامدية وتشرف عليه رئاسة المدينة بالحوامدية، وهم موظفون بالمجلس، وهذا العمل يعتبر عملا إضافيا لهم يتقاضون اجرا يوميا مقابل عمل إضافي 8 ساعات في اليوم، وتعتبر هذه العبارة سواء العبارة 1 أو 2 الحوامدية مرفقا حيويا ورئيسيا، حيث يخدم أكثر من 30 ألف مواطن يوميا وحمولة العبارة الواحدة نحو 180 طنا بالسيارات والأشخاص، وهذه العبارة تستغرق نحو من 7:5 دقائق إبحار و10 دقائق تفريغ الحمولة وتحميل غيرها، وتأتي العبارة كل ربع الساعة وهما عبارتان فقط، الأولي في الحوامدية تحمل، والثانية تحمل من المعصرة، وهكذا بالتناوب وإذا حدث لا قدر الله أي عطل في احداهما وهو يتكرر دائما تحدث كارثة وزحام، وضغط شديد لحين الإصلاح برغم أن كل عبارة تعمل بمحركين إذا تعطل محرك تحركت بالآخر، ولكن الأمر يستلزم وجود عبارة ثالثة احتياطي تكون جاهزة للابحار في أي وقت يحدث فيه عطل، فهناك بالفعل عبارة ثالثة ولكنها مجرد قطع غيار تالفة لا فائدة لها، وبالرغم من أن العبارة مشروع ومرفق حيوي مهم يتبع وزارة المالية، وله مجلس إدارة قائم بذاته، ومشرف مالي وفني وأعضاء مجلس إدارة فإنه مشروع مهمل لم ينظر إليه أحد من المسئولين.
بالإضافة لضرورة وجود نقطة شرطة في المكان لحماية العاملين والمواطنين العاملين بالمشروع الذين يحملون يوميا أكثر من ثلاثه آلاف جنيه في الوردية الواحدة من تحصيل الأجرة.
اشتراكات مخفضة
ويؤكد احد المحصلين رغم أن أجرة الراكب رمزية ، فإن البعض يرفض دفعها ويحاول القفز عنوة لصعود المعدية بدون أجر إلي جانب أن هناك اشتراكات مخفضة للنقل بالعبارة للطلاب والتلاميذ بالمدارس تستخرج من رئاسة المدينة بالحوامدية بتخفيض 50% بالشهر أو ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية، ويتم الاشراف علي المشروع الخاص بالعبارة الحوامدية، واحد واثنين من رقابة النقل النهري والمسطحات المائية والمحافظة ومجلس المدينة، ويتم التفتيش اليومي علي العبارة، فهي العبارة الوحيدة الموجودة بالمعصرة حكومية ومدعمة، فهناك معديات خاصة ملك اشخاص ، كما أن هناك عبارة خاصة من ركن فاروق بحلوان إلي البدرشين، ومن هنا لابد من الاهتمام بها ودعمها لانها مرفق اساسي وحيوي وبديل لكوبري المرازيق المتهالك، والذي يبعد عن عبارة الحوامدية بنحو 800 متر وتتسبب اعطاله الدائمة في تكدسات مرورية وضغط شديد علي العبارة.
ويطالب العاملون بمشروع العبارات باهتمام الدولة بتمهيد الطريق إلي المرسي وإنارته ووضع نقطة شرطة بها مجند وأمين شرطة وضابط لحفظ الأمن والنظام والامان للعاملين والمواطنين، وزيادة مرتبات العاملين في المشروع وإعطائهم بدل مخاطر مهنة وبدل وجبات، ، ولم يحدث في تاريخ عبارة الحوامدية منذ إنشائها عام 88 أي حوادث أو كوارث تذكر بفضل الله، بالإضافة إلي وجود قارب إنقاذ في كل عبارة ونحو 300 طوق وصديري للنجاة علي كل عبارة قد لا يزيد عدد الاشخاص فيها علي 200 فرد.
فى الوقت الذى اعلن المسئولون باسيوط العام الماضى تحديث وصيانة العبارات والقطع النهرية التابعة لمشروع العبارات النهرية بالمحافظة بتكلفة 7 ملايين و500 ألف جنيه
وفى اسيوط يشكو احمد محمد موظف من جميع وسائل النقل النهرية التي تستخدم السولار الملوث للبيئة فى تشغيلها الى جانب الزيوت الثقيلة التي تخرج عوادمها ومخلفاتها في مياه النهر وتتسبب في الحاق الضرر الشديد بالثروة السمكية فمعظم العاملين عليها يقومون بالتخلص من نفايات وعوادم اعمال الصيانة اليومية (التى قلما تحدث) لهذه المركبات المائية في مياه النهر.
وتضيف سعدية محمود ربة منزل ان هذه المعديات تشكل خطرا حقيقيا يهدد ارواحنا في كل لحظة بسبب لجوء القائمين عليها بتحميلها اكثر من طاقتها الفعلية وحمولتها القانونية المقررة فهي تحمل على متنها كل شىء بدءا من البشر ومرورا بالسيارات الملاكي وسيارات النقل الثقيل وانتهاء بالمواشي والدواب بمختلف انواعها وكاننا داخل غابة حقيقة كما ان العاملين بهذه العوامات يخالفون رسوم اجرة الركوب المقررة نظرا لانها الوسيلة النهرية الوحيدة لدينا .
ويرصد شاب بمركز ناصر ما يحدث بالمعديات قائلا يضم المركز ثلاثة عوامات نهرية اثنتان منها تعملان عند حدود قرية اشمنت والثالثة تعمل داخل قرية الشناوية مع العلم ان العوامة الاخيرة حمولتها 30 راكبا وتتخطى حمولتها ما بين 300 الى 400 راكب ولا يوجد بها طفايات حريق كما ان مسئولى المعديات لا يلتزمون بتعريفة الركوب.
واكد انها تفتقد لكثير من وسائل الامان من اطواق النجاة وطفايات حريق وقوارب انقاذ وان المواطنين يصابون بالذعر في حالة حدوث أي اهتزاز من العوامة وطالب بمتابعة وتشديد الرقابة عليها واجراء صيانة دورية على العوامات وقال انه لابد من وجود ميكانيكي طوال ساعات العمل اليومية خوفا من حدوث أي اعطال .
بينما اشار احد سائقى معدية باسيوط ان هناك شروطا لقيادة العوامات النهرية فلابد ان يحصل السائق على تصريح من المسطحات المائية لقيادة العوامة وقال ان بعض المعديات بمركز ببا لا يوجد بها سور فاصل عند اطرافها لحماية الركاب او السيارات المنقولة من السقوط في مياه النهر فقد سقطت احدى سيارات النقل الثقيل في مياه النهر بسبب الفرامل وتم العثور عليها بعد 10 ايام .
مستوى الخدمة
ويقول الدكتور المهندس عماد الدين نبيل استشارى الطرق والنقل
إن مشكلة المعديات تعد واحدة من المشاكل الهامة التى لابد و ان يتم حلها حيث تعانى من التهالك و القدم بسبب سوء الصيانة و من اهم المشكلات:
تهالك العبارات و سوء مستوى الخدمة ودخول عبارات غيررسمية و غير محكمة المستوى حيث تُظهر إحصاءات شرطة المسطحات المائية أن 178 معدية تعمل فقط فى نيل المنيا منها 32معدية حكومية و146 معدية خاصة.
ويرى الدكتور المهندس عماد ان الحلول لمشاكل المعديات وكوارثها تنحصر فيما يلى:
منع المعديات ذات العمر الافتراضى اكبر من 10 سنوات من العمل بمجرى النيل، واخضاع جميع المعديات لبرامج صيانة دقيقة فى برنامج الاحلال ووضع شروط ومواصفات جديدة للمعديات فيما يخص السيارات إضافة إلى منع انتقال الركاب من خلالها وعمل خطوط اتوبيس نقل نهرى، وفى حالة ان زاد طلب السيارات على المرور النهرى عن 750 عربة /اليوم يتم التفكير فى عمل كبارى علوية بديلة حتى و لو يتم تجميع مساري معديات على كوبرى واحد والابقاء على المعدية فقط فى الاماكن التى بها الطلب ضعيف الى متوسط مع وضع خطوط ملاحية محددة لها
وأخيرا منح القطاع الخاص فرصا فى العمل بشرط استيفاء جميع شروط و مواصفات النقل النهرى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.