المواطنون يصرخون.. المعديات قديمة ومتهالكة.. والحكومة باردة بالصور.. معديات " المعصرة- الحوامدية" غير صالحة للإستهلاك الأدمي رغم تعدد وسائل النقل التي يعتمد عليها المواطنين، إلا أن هناك وسائل تنقل باتت قديمة للغاية ورغم ذلك تعد أحد الضروريات في حياة الكثيرين، وهي المعديات، ورغم هذه الوسيلة التي قد تخدم الكثيرين إلا أن المعديات تعد من أخطر وسائل النقل التي قد تؤدي بحياة المواطنين إلى التهلكة، وهذا الأمر ما قد نجده كل فترة من تعدد حوادث المعديات وذلك لما بها من الكثير من العيوب والتلفيات التي قد لا يهتم بها المسئولين ، وغذا تم إصلاح هذه التلفيات فيكون إصلاح مؤقت . لذا حاولت شبكة الأعلام العربية" محيط" أن تتعرف على هذه وسيلة النقل، خاصة وانه قد تكررت حوادث المعديات لما قد أسماها الكثيرين بمعديات الموت، لما نجم عنها من كوارث لا حصر لها، وهل تحتوي هذه العبارات على عناصر الأمان والحماية من التعرض للغرق، وهل يوجد متخصصين على إصلاح مثل هذه وسائل النقل، خاصة وأنها عرضة للتعطل في عرض البحر. أخطر وسائل النقل قامت " محيط" بجولة لإحدى المعديات، وهي معدية" المعصرة- الحوامدية" وإلتقت خلالها بالكثير من الركاب الذين تحدثوا عن عالم المعديات، في البداية قال عبد الله السيد، موظف بإحدى الشركات في حلوان، إنه يركب يومياً المعدية، حتى يمكن أن يصل لعمله، بإعتبار أنها أنجز وسيلة نقل لعمله من ناحية الوقت، إلا أن رغم ذلك فالمعدية تعد من أخطر وسائل التنقل بالنسبة له، مؤكداً أنه يضع يده على قلبه عندما تبدأ رحلة العبور للضفة الثانية من نهر النيل. وأوضح عبد الله إن معدية، المعصرة – الحوامدية، تعد غير صالحة للإستخدام الآدمي، إذ تعد مليئة بالزبالة، هذا بجانب أنها تقوم بنقل العربات ال" كارو" هذا بجانب نقل الماشية، الامر الذي لا يتحمله الكثير من المواطنين.وطالب عبد الله الحكومة الجديدة تحت رئاسة الدكتور حازم الببلاوي بضرورة أن تقوم بإنشاء كباري بمناطق المعديات، وذلك تجنباً لوقوع أي حوادث أو كوارث قد تؤدي بحياة الكثيرين . قديمة ومتهالكة بينما قالت نهال عادل، طالبة، أنها يومياً خلال الدراسة تستقل المعدية، وذلك حتي يمكنها أن تذهب لجامعة حلوان، لافتة إلى أن المعدية تفتقد لعناصر السلامة والأمان، هذا بجانب أن معدية، المعصرة- الحوامدية، لايوجد بها أدوات إنقاذ، إذ أنه لا يوجد سوى قارب إنقاذ واحد ومتهالك للغاية. وأضافت نهال أنه لا يوجد سوى معديتين فقط، إحداهما قديمة ومتهالكة للغاية ومن يركبها يشعر وكأنه سيموت بعد بضعة دقائق، هذا بجانب أنها دائماً ما تتعرض للعطل في عرض النيل ، وتقوم المعدية الثانية بمحاولة سحبها للضفة النيل، الأمر الذي يهدد ارواح المواطنين للموت. وأشارت نهال إلى أنه في حالة تعطل إحدى المعديتين، فكل مواطن يستغرق وقتاً طويلاً في الرحلة الواحدة قد تصل لقرابة ساعة، الأمر الذي يجعل الموظفون يتأخرون على عملهم، والطلاب قد تفوتهم محاضرة على الأقل، أو قد يتأخرون على حضور الأمتحانات. وطالبت نهال وزارة التنمية المحلية بسرعة توفير قوارب إنقاذ بالمعديات، وإجراء صيانة دورية لها بصفة يومية ، ولا تقتصر الصيانة فقط في حالة تعرضها للعطل، خاصة وأن المعدية تنقل أكثر من مائتي مواطن في الرحلة الواحدة هذا بجانب الكثير من السيارات والميكروباصات ايضاً. تفتقد التكنولوجيا والصيانة بينما قال الحاج محمد ، على المعاش، إنه في أوقات كثيرة، تتعرض إحدى المعديات للعطل،وفي هذه الحالة يزداد عدد المواطنين، وعندما تأتي المعدية فيتم وضع حمولة تعد أكثر بكثير من المسموح بها، الأامر الذي يهدد حياة الركاب. وأوضح الحاج محمد أنه مضطر دائماً لأستخدام تلك الوسيلة البدائية التي تفتقد للتكنولوجيا الحديثة والصيانة، وذلك لعدم وجود كوبري أعلى النيل، لافتاص إلى أن أهالي الحوامدية والمعصرة طالبوا من أكثر من خمس سنوات وزير التنمية السابق والأسبق بإنشاء كوبرى وبالفعل تم إعتماد ميزانية لذلك، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن دون معرفة الأاسباب وراء ذلك الأمر الذي يؤكد أن مسلسل إهدار المال العام والفساد لازال مستمر. غير آمنة بينما أكدت نجوى عبد الرحمن ، محاسبة، أنها يومياً تستقل العبارة وهي ذاهبة لعملها، مؤكدة أن أغلب المعديات بأغلب جمهورية مصر العربية، تعد غير صالحة وغير آمنة ، وهذا ما يتضح من هيئتها التي تؤكد أنها منتهية الصلاحية.وأوضحت أن هناك تقصير من قبل المسئولين على الإشراف والصيانة على المعديات" العبارات"، والدليل على ذلك تعطلها أكثر من مرة بالركاب وسط النيل، الأمر الذي يثير الخوف والرعب لدى الكثيرين، الأمر الذي يجعلهم يشعروا بالموت كل لحظة أثناء الرحلة. وأشارت إلى أنه عند تعطل إحدى المعديات ، يظهر عمل المراكب النيلية ام ما يسمي بال" لانشات" والتي لا تتعدى حملتها العشرون راكب، ولكن للأسف أصحاب هذه اللأنشات يستغلون تعطل المعديات، ويقوموا بزيادة الحمولة أكثر من طاقتها الأمر الذي يهدد حياة المواطنين. تكثيف الرقابة النهرية وطالبت نجوى الحكومة الأنتقالية بضرورة تزويد المعديات بسائل الأمان والإستغاثة، بتكثيف الرقابة علي وسائل النقل النهري ووتزويدها بأحدث تكنولوجيا الإتصال، خاصة وأنه عند تعطل المعديات نجد أن السائقين يتحدثوا لبعضهم عبر الهواء وليس عبر الهاتف المزود بالمعدية كما ينبغي أن يكون، الأمر الذي بات معدوماً تماماً، كما طالبت في الوقت ذاته إدارة الرقابة النهرية بالهيئة العامة للنقل النهري بالقاهرة بضرورة إجراء فحص دوري للمعديات لمنع وقوع أي كوارث. بينما أكد الحاج صلاح، سائق إحدى المعديات بالحوامدية، أن المعديات جميعها تخضع للرقابة والصيانة الدورية، والدليل على ذلك أنه يتم توقف المعدية يومياً لمدة نصف ساعة لإجراء الصيانة عليها، موضحاً أنه إن حدث عطل بها، فإن المسئولين بالمعدية يقوموا على الفور بالإسراع بتصليح هذا العطل ، وذلك من أجل الحفاظ على حياة المواطنين والتي يعتبرها سائق المعدية دائماً أمانة في ذمته. أطواق الأنقاذ متهالكة وقديمة وأوضح أن أكثر ما يعيب المعدية هو أن أطواق الإنقاذ والنجاة قديمة ومتهالكة، فالمسئولين طالبوا الحكومة بتحديث أطواق النجاة، وتم تقديم الكثير من المخاطبات والمراسلات بذلك، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم الرد أو تحديثها.بينما أكد الدكتور محمد الشيخ، أستاذ النقل والمرور بهندسة جنوب الوادي، أن المعديات وسيلة نقل شهيرة وتوجد بجميع دول العالم، موضحاً أن المعديات تخضع للإشراف والرقابة من قبل هيئة النقل النهري. تكلفة إنشاء كباري مرتفعة وأوضح أن المعديات تعد من الوسائل التي لجأت الحكومة لإستخدامها لحل أزمة عدم وجود كباري، مشيراً أن تكلفة إنشاء اي كوبري قد تتعدى ملياري جنيه، وهذا الأمر لا تستطع الحكومة الإنتقالية على تحمله خاصة وأن مصر تمر بأزمة أقتصادية. وأوضح أن المعديات تخضع للرقابة من قبل المحافظة التي توجد بها المعدية، هذا بجانب أن كل محافظة ترسل لجنة من الفنيين للتأكد من صلاحية التراخيص سواء تراخيص المعدية أو السائق، وإذا كان هذا لم يتم، فهذا الأمر يؤكد تقصير المحافظ المسئول عن ذلك، ولابد على الحكومة في هذه الحالة أن تقوم بإقالته وذلك لأنه يهدد حياة الألاف من المواطنين للموت.