بلاد تضج بالحياة. كل شىء حى فيها البشر والشوارع والشواطىء والأسواق. الغابات والجبال والأنهار. تحدق تحت قدميك فترى كائنات تمشى حلزونات وعصافير ونمل , وتحدق أبعد فترى غربان وقنافذ وأسماكا وضفادع. بشر فى كل مكان. بشر يأكلون ويبيعون ويشترون, يشربون ويغنون ويرقصون ويعملون. عصريون وتقليديون, معا يصنعون ما يمكن أن يجلب لهم قوتهم. أشياء يدوية , عربات أطعمة, وتدليك. التدليك رأس مالهم الكبير وأكثر اليافطات المنتشرة فى مدنهم السياحية وجزرهم وعاصمتهم.فى كل زاوية, فى كل شارع, ستجد محلات للتدليك ونساء يروجن لبضاعتهن وكأن التدليك الطبيعة الثانية لهم بعد التنفس. المعابد فى كل مكان, وكذلك بوذا, والقرابين التى تقدم لبيوت الأرواح عند كل بيت وشارع وزاوية. زرت تايلاند عدة مرات فى التسعينات والألفية واليوم.تجولت فى تشيان غمى وبوكيت وبانكوك وآيوتيا وكوسو ماوا.فى التسعينات أحببتها أكثر فقد كانت أقل صخبا وأكثر ودا وتقليدية.فى الألفية أصبحت تجارية سياحية، أما الآن, وبعد أكثر من عشرة أعوام غيابا عنها, أرى التغيير الجديد. مازالت سياحية وتجارية لكن الجيل الجديد , جيل ما بعد التسونامى مختلف عن من سبقه ويشبه أجيال العالم الأخرى المعاصرة أكثر. هناك قلق يعتريه, وربما الكثير من التعب. تضخمت بوكيت بمبانيها وإزداد زحام شوارعها. زرت الفيلة وبوذا الكبير وبوكيت القديمة والمعابد.تجولت فى حى شاطىء باتونغ السياحى الشهير بحاناته ومطاعمه ومحلاته والرجال المتحولين إلى نساء. كل البضائع, تقريبا, صينية .على الشاطىء الموتوسيكلات والكلاب والبشر. الفقراء والأغنياء والسياح. مصطبات المساج, وبائعى الأسماك والدجاج المقلى والنودلز والفواكه والمياه والمشروبات. بحر الآندمان, ذلك الذى إبتلع بوكيت فى عام 2004, مزدحم بالسواح رغم أنه لا يضاهى البحر الأحمر والمتوسط جمالا ولا حتى يقترب منهما. لكنه السلام والمتعة ربما والبساطة وشعور الناس بالأمان. كل شىء يلتهم أموال السائح بسرعة الفنادق والتكاسى والرحلات السياحية والبضائع الرخيصة والمطاعم. لكن الناس تدفع ولا تمانع فهى تشعر أنها وسط شعب مسالم وخدوم وغير مؤذ. لا أحد يقرأ هنا.لم أرى الثايلاندين يحملون كتبا بين أياديهم.وحتى فى المكتبات التى تبيع الكتب الإنجليزية لم أجد أدبا ثايلانديا. سألت البائعة فقالت إنه ليس لدينا أدب فى ثايلاند ولا كتاب عظيمان.ومن يكتبون بالثايلاندية غير مهتمين بترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى. إنه شعب يعشق الحياة اليومية العادية والطعام والتجوال والطبيعة والعمل والضحك لا أكثر ولا أقل!