حبس العالم أمس أنفاسه انتظارا لمصير المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية فى مدينة لوزان السويسرية قبل ساعات من انقضاء المهلة النهائية للتوصل لاتفاق إطاري، فى الوقت الذى كشف فيه مسئولون غربيون عن أن إيران والقوى الست الكبرى تستعد لإصدار بيان عام ينص على موافقتهم لاستمرار المحادثات فى إطار «مرحلة جديدة» تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل بحلول نهاية يونيو المقبل. وقال مسئولون لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن البيان سيكون عاما نظرا لاستمرار الخلافات حول بعض القضايا العالقة حول البرنامج النووى الإيراني،وأشار مسئول إلى أن البيان المشترك سيتم إرفاقه بوثائق إضافية توضح نقاط التفاهم التى تم التوصل إليها بين الطرفين بما يسمح لمرحلة جديدة من المحادثات، موضحا أن الوثائق ستكون تقنية وسيتم نشرها خلال ساعات.وأوضح مسئولون أن وفود مجموعة 5 +1 -التى تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا- وضعت اللمسات الأخيرة على تلك الوثائق ولكن الجانب الإيرانى لم يوقع عليها بعد.ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أنه ينوى العودة إلى لوزان لمواصلة المفاوضات النووية التى تتمتع فى رأيه بفرص جيدة للنجاح، وكانت موسكو قد أعلنت فى وقت سابق أن لافروف الذى شارك فى المباحثات أمس الأول لن يعود إلى سويسرا إلا إذا تحقق تقدم فى المفاوضات.وكان وزارء خارجية وخبراء وفود القوى الست الكبرى وإيران قد واصلوا أمس محادثاتهم الماراثونية حتى وقت متأخر من الليل فى لوزان، مشيرين إلى أن إمكانية التوصل إلى اتفاق لاتزال ممكنة ،ولكنهم اعترفوا باستمرار الخلافات.وفى وقت سابق، صرح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لقناة سى إن إن الإخبارية الأمريكية مساء أمس الأول الإثنين بأنه "لا يزال هناك نقاط صعبة، نبذل جهدا كبيرا لحلها، سنعمل فى وقت متأخر ليلا وغدا بهدف التوصل إلى شيء ما"، وقالت مارى هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "ليس لدينا أى فكرة عما سيحصل إذا لم نتوصل إلى اتفاق، علينا أن نمعن النظر فى المرحلة التى بلغناها ونتخذ قرارا فى شأن ما سيجرى لاحقا، لا أريد أن أتوقع شيئا".
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن مسألة رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران ومدة الاتفاق النووى وآلية التحقق من تنفيذ طهران لالتزاماتها التى سينص عليها الاتفاق هى أبرز القضايا الخلافية التى تعرقل إبرام الاتفاق الإطاري، وأشار المفاوضون من الجانبين إلى أن الفشل فى التوصل إلى اتفاق لا يعنى تلقائيا القطيعة ونهاية كل المفاوضات إذ إنه محطة أساسية من أجل مواصلة المحادثات سعيا للتوصل إلى اتفاق تاريخى كامل يحسم كل التفاصيل الفنية بحلول نهاية يونيو المقبل، غير أن الجميع متفق على أن الوضع سيكون أكثر تعقيدا وصعوبة بكثير، ولا سيما بسب ضغوط المعارضين للاتفاق فى الولاياتالمتحدةوإيران.
وفى غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو أن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى من شأنه ترسيخ إفلات طهران من العقاب على ما وصفه ب"عدوانها" فى اليمن، بحسب بيان صادر عن مكتبه،وقال بيان صادر عن مكتب نيتانياهو إن "الدول المعتدلة والمسئولة فى المنطقة، خصوصا إسرائيل ودولا أخرى عديدة، ستكون الأولى التى ستعانى من عواقب هذا الاتفاق".
وفى سياق متصل، أعرب غالبية الأمريكيين فى استطلاع حديث للرأى عن تأييدهم لإبرام اتفاقية نووية مع إيران، وقال 59٪ من الذين شملهم الاستطلاع الذى نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ومحطة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية التليفزيونية، إنهم يؤيدون إبرام اتفاقية تنص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل تحجيم البرنامج النووى الإيراني.