وحياتك يابابا ودينا القناطر ... ده العيد النهاردة ..إوعى تكونش فاكر...وحياتك يابابا يابابا يابابا أفراح العيد هلة ...ولبسنا جديد والله ..والإيد فى الإيد يا الله. هاتان الأغنيتان كانتا تبعثا البهجة فى نفوسنا ونحن اطفال وكنا نغنى مع الثلاثى المرح بعد أن سلب منا رمضان فى غمضة عين ولم نكد نفرح به وبتلك الأغنيات المبهجة " أهو جه ياولاد " و " سبحة رمضان " وإفرحوا يا بنات يالله وهيصوا " و " وحوى ياحوى " . بهجة وفرحة وسعادة فى رمضان والعيد وكل أيام السنة أصوات تغرد فى سماء صافية بلا غيوم أو سحابة سوداء كلمات تصدح تزغرد وموسيقى تخطف القلوب والأفئدة مازلنا نعيش تلك الأيام بمباهجها رغم ماكنا نعانيه من آلام وويلات النكسة التى قضت على طفولتنا ونحن نرى الدموع متحجرة فى عيون الآباء وتلك الأمهات الثكلى والأرامل المتشحات بالسواد , لكن كنا نسرق السعادة ونخطفها ونحن نصنع الكعك بالسمن البلدى مع الامهات والجيران ونحمل الصاجات " كده وكده" وهى فارغة حتى لا تثقل علينا امهاتنا لكى يشعرونا اننا نساعدهم ونحن فى الحقيقة نلهو مع من هم أكبر منا سنا , ثم نذهب إلى الأفران والمخابز فرحين برائحة الكعك والبسكويت و البيتى فور والغريبة وعندما يحين موعد أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت الشجى الأخاذ الذى يخطف القلوب ويسكرها وننتظر كلمة " مدفع الإفطار إضرب " [ بوم ] وبعد الآذان ونحن نلتهم ما لذ وطاب نستمع إلى تواشيح الشيخ سيد النقشبندى وهو يترنم بصوته العذب " الله ...الله ... يارب ... يارب " وبعدها فوازير آمال فهمى ثم المسلسل الإذاعى لفؤاد المهندس وشويكار وعندما يحين موعد فوازبر رمضان لثلاثى أضواء المسرح إخراج محمد سالم فى التليفزيون , نجد كل أبناء وبنات الحى والجيران وجيران الجيران يشاهدون التليفزيون الأبيض والأسود الوحيد فى المنطقة ونكاد نمشى على أطراف أصابعنا داخل شقتنا دون غضب أوتبرم بل كنا سعداء جميعا فالبعض يستمع للإذاعة مع "سيد مع حرمه فى رمضان " لسيد الملاح وسناء جميل ويوم الجمعة الله برنامج عالم الحيوان فى التليفزيون ثم البرنامج الدينى لأحمد فراج ويقول ضيوف أبى من الجيران كويس قوى الشيخ الجديد ده اللى إسمه الشعراوى , ويقول آخر يا شيخ حرام عليك وده ييجى ايه جنب الشيخ عبدالحليم محمود ولا محمد الغزالى ويقول أخر ولا الباقورى , وتمضى الأيام ونصحو على فاجعة موت عبدالناصر , وجدت ابى يبكى وكأن والده قد مات " طبطبت عليه وخدته فى حضنى "وقلت له لماذا تبكى ؟ أجابنى الراجل ده كان شايل عنا بلاوى كتيرة .... مضت الأيام والفرحة بقت غيرالفرحة ثم مات أبى فى مايو 1973 وكان عمرى 7 سنوات قبل أن يفرح بنصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان ويستمع لصوت شباب الدفاع المدنى " طفى النور ياست " . نعم عبرنا القناة لكنى لم أستطع تجاوز صدمة موت أبى فقد اطفئت بالفعل شموع فرحة اسرتى ..... وللحديث بقية .