جنب بيتنا عاملين فرح بنت الجيران.. بكرة الفرح والليلة حنة عاملين لها أكبر صوان.. زغاريد وهيصة.. شمع وصوانى وحنة جاوى وعيال بتلعب عالكراسى وأسطوانة فيها أجمل غناوى.. وراجل بيقول أجمل تماسى.. قولوا لمأذون البلد ييجى يتمّم فرحتى.. ماتزوّقينى يا ماما، وماما فاضية ومغروسة.. وأبو العروسة فرحته هاتنط من العينين.. أصل المحروسة وحيدة جابها من بعد الشوق والحنين.. فتحت الشباك عالضلفتين أتفرَّج، لقيت الصوان كبير من أول الشارع لآخره.. مليان كهارب وبيارق ومعازيم لآخره.. المغربية تحت بيتنا مَكَنة نور للصوان دايرة.. سمعت صوت غريب، بصّيت عالشمال لقيت نعش عالكتاف متشال.. وجنازة بالمشيعين سايرة.. أبو العروسة وقّف الأسطوانة، والكل يسكت، مافيش نفس لحد ما الجنازة تمر.. قُلت سبحانك ما دايم إلا وجهك.. زمان ستى قالتلى الفرح مابيدخلش كل البيوت، لكن الموت على كل البيوت حتمًا يمر.. أبو العروسة عينه دمَّعت بس دمعته اتحجَّرت.. عدّت فى باله حاجات وحاجات وملامحه اتغيَّرت، وسَرَح.. فاق على إيد تتمد على كتفه تقولّه الجنازة خلصت يلَّا عندنا حنَّة وفرح.. عدِّت الجنازة ورجع فرحنا لأصله، ما هو ده الإنسان دايمًا بينسى إن التراب أصله.. وهيَّصوا المخاليق ونسيوا حالة الضيق.. ونص الليل رجع السُكات من تانى، وروَّح المعازيم، وراجعين بكرة الفرح تانى.. وقفت المَكَنة اللى دايرة وانطفى معاها نور الفرح وسكتت وياها الأغانى.. نامت عيون الناس وقبل الفجر بشوية شق صمت الليل صوت صراخ وعويل.. فتحت الشباك بسرعة ونزل الجيران.. الصوت منين؟ يا ربّى ده من بيت العروسة؟! هرج ومرج وناس بتجرى، إيه اللى كان؟ وقَّفت واحد من الناس اللى جاية ورايحة، سألته..؟ قالّى أبو العروسة قلبه ماتحمّلش الفرحة، ومات، ضربت كف بكف.. ترك الدنيا وفات.. وفات للعروسة من بعد الأبيض سواد.. افتكرت ساعة الجنازة نظرته ودمعته المتحجّرة.. كان قلبه حاسس يا ترى؟ ماكانتش دمعة فرحة كانت دمعة فراق.. وفى الصباح خرج هو وساب الحبايب معزيين، كلهم متجمعين.. وعند المغربية نفس الصوان، بدل الفرحة والمعازيم اتملى أحزان، ومكنة النور تدور، لكن الأسطوانة شغَّلت قرآن.. عجب يا دنيا ويا دنيا العجب.. الفرح مهما طال ثانية بيعدّى.. والموت واحد وباقى ولو كان له مليون سبب..