سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأوقاف والإفتاء: تجديد الخطاب الدينى يشكل قاسما عربيا مشتركا مختار جمعة: مؤتمر وطني بمشاركة رجال الفكر والثقافقة والإعلام
شوقى علام : إعلاء القيم الإنسانية ينشر السلام فى المجتمعات
أكدت وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، أن تجديد الخطاب الدينى أصبح الآن واجبًا قوميًا ويشكل قاسما وهمّا عربيا مشتركا. وطالبوا جميع مؤسسات الدولة الدينية والتعليمية والعلمية والثقافية والإعلامية بالاستجابة إلى دعوة الرئيس، التى أطلقها خلال القمة العربية بأن نعود من جديد إلى الإفصاح عن الوجه الحقيقى للإسلام وانه دين الرحمة والمحبة والتسامح والسلام، وانقاذ الشباب من الفكر المتطرف، وتصحيح الكثير من المفاهيم التى تم تشويهها، وتقديم الإسلام الصحيح للعالم، وبيان ضلال فكر المتطرفين الذين يسعون إلى إضعاف الأمة وإفساد البلاد والعباد. وفى استجابة لتوجيهات القمة العربية، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الوزارة ستعقد مؤتمرا وطنيا عاما مطلع مايو المقبل لبحث آليات تجديد الخطاب الديني، وذلك فى إطار الحوار المجتمعى الذى تديره الوزارة فى هذا الشأن، بمشاركة نخبة متميزة من العلماء والمفكرين والمثقفين والأكاديميين والتربويين والإعلاميين، يناقش البعد الدعوى والثقافى والتعليمى الإعلامى فى تجديد الخطاب الديني. كما يناقش المؤتمر دور البحث العلمى ودور النشر حركة الترجمة والبعثات والمؤتمرات المحلية والدولية ودورهما فى تجديد الخطاب الديني، وفى تجديد الخطاب الديني. وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى افتتاح القمة العربية تمثل إدراكا واعيا لحجم المخاطر والتحديات التى تواجه أمتنا العربية وتهدد وجودها، مع رؤية واعية لحجم المشكلات وطرق معالجتها، وحجم تطلعات الشعوب العربية وآمالها فى هذه القمة. وأوضح جمعة إن أكثر الكلمات الرسمية، والحوارات التى دارت على هامش القمة، تناولت بصورة أو بأخرى تجديد الخطاب الديني، وتصويب مساره وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه، مما يشكل هاجسا وهمّا عربيا مشتركا، فى مواجهة تلك الجماعات التى تتاجر بالدين أو تتخذه وسيلة للقتل والإرهاب، وترويع الآمنين أو مطية لتحقيق أغراض نفعية، أو مكاسب مادية أو سياسية، مما يحتم على جميع المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والتعليمية فى العالم العربي، أن تكون على مستوى المسئولية فيما يتصل بتجديد الخطاب الدينى وتصويب الأخطاء والمفاهيم الخاطئة التى علقت به. وقال إن وزارة الأوقاف المصرية بعلمائها وخطبائها ستبذل أقصى طاقتها وكل ما فى وسعها فى تصحيح المفاهيم الخاطئة والإسهام بقوة فى تجديد الخطاب الدينى وتصويب مساره، وذلك بالتعاون مع رجالِ الفكرِ والثقافةِ والإعلامِ والتعليم والذين عليهم واجبا عظيما تجاهَ أوطانِهم. وحول دعوة الرئيس السيسى رجال الفكر والثقافة والأعلام الى الأسهام فى تجديد الخطاب الدينى قال الدكتور محمد مختار جمعة، إن بعض الناس قد يفهم قول نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ): » إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ، فهما غير دقيق بقصر معناه على صورة العالم أو الفقيه مجدد، والحقيقة أن الأمر أوسع من ذلك، فالمجدد قد يكون عالما فقيها، وقد يكون حاكما عادلا، أو رئيسا أو قائدا، وقد يكون هيئة أو مؤسسة أو منظمة ، أو هؤلاء مجتمعين، وهو ما نؤمله، إذ نطمح أن يسرى التجديد المنضبط بضوابط الشرع والحفاظ على ثوابته فى دمائنا جميعا، فتصبح الرغبة فى التجديد والوعى بأهميته سمة بارزة ومميزة وراسخة فى النفوس. وأضاف: إن الله عز وجل لم يخص بالعلم ولا بالفقه ولا بالاجتهاد قوما دون قوم ولا زمانا دون زمان ولا مكان دون مكان، فقد دعا ديننا إلى التأمل والتفكير وإعمال العقل. من جانبه قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن تجديد الخطاب الدينى أصبح الآن واجبًا قوميًا لتصحيح الكثير من المفاهيم التى تم تشويهها، وتقديم الإسلام الصحيح للعالم، وبيان ضلال فكر المتطرفين الذين يسعون إلى إضعاف الأمة وإفساد البلاد والعباد. وأضاف المفتى أن تجديد آليات الخطاب الدينى أصبح أمراً ضرورياً، وذلك عبر استخدام الآليات والوسائل الحديثة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من شرائح وأفراد المجتمعات المختلفة، عن طريق شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وغيرها لمواجهة الفكر المتطرف على الإنترنت، والذى يستهدف شريحة كبيرة من الشباب. وأشار مفتى الجمهورية إلى أن دعوة الرئيس السيسى وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية لترسيخ القيم الإنسانية والتراث وقبول الآخر، من الأمور التى حثت عليها الشريعة الإسلامية، وذلك لأن نشر ثقافة التعايش وإعلاء القيم الدينية والإنسانية ونبذ الكراهية من شأنه أن ينشر السلام فى المجتمعات ويجعلها صفًا واحدًا فى مواجهة أى فكر منحرف أو متطرف.