تتوالى المواقف والتصريحات التى تكشف عن واقع الحال فى العراق ، لا كما يفعل الإعلام وخاصة فى منطقتنا العربية الذى يتحدث عن أمانى ورغبات الناقل ومن وراءه ، لا حال المنقول عنه، وهى تصريحات ومواقف لا تخرج من الجانب السنى ، وإنما من أطراف هى فى الأصل على علاقة ودية مع إيران والشيعة والحكومة العراقية ، أوعلى الأقل لن تكون فى صف أهل السنة . فبعد أن كشف ديفيد بترايوس قائد قوات حلف الناتو فى العراق وأفغانستان سابقا عن أن خطر إيران والمليشيات الشيعية على العراق أشد من خطر الدولة الاسلامية ، يأتى المرجع الشيعي العراقي محمود الصرخي الحسني ليؤكد على أن العراق يعيش أسوأ حالاته على الأصعدة كافة، بسبب الوجود والتدخل الإيراني في جميع شؤون البلاد . ولم يكتف الرجل بذلك ، بل وصف الجنرال الايرانى قاسم سليماني قائد ما يسمى بفيلق القدس ومن معه من مرتزقة وقادة مليشيات شيعية بأنهم قتلة متعطشون للدماء ولكل شرٍّ وفساد . واعتبر أن حلف ايران ومن يؤيدها فى العراق ما هم إلا "وسائل وأدوات تنفذ مشروع احتلال تخريبي مدمّر ". كما أطلق الشيخ محمد الحسيني المتحدث باسم المجلس الإسلامي الشيعى فى لبنان تصريحات في العاصمة الأردنية عمان فى عزاء الشيح حارث الضاري رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق تستحق التوقف والتأمل والدراسة والتفاعل الايجابى . فقد دعا لتوحد العرب ضد احتلال إيران ، وخاطب شيعة العراقولبنان قائلاً لهم : إن إيران تحتل دمشق، وبغداد، وصنعاء، ويقوم الجنرال قاسم سليماني بشرب القهوة في تلك العواصم العربية غير آبه بمن حوله. وفى اشارة إلى تصدير الخراب إلى البلدان العربية ، أوضح الحسيني أن إيران تتغلغل في الدول العربية وتحتلها ، بينما تنعم عاصمتها طهران بالأمن والاستقرار. ووضع روشتة للحل بتوحد جميع المسلمين العرب من السنة والشيعة في وجه تمدد "ولاية الفقيه"،محذرا من مصير سوريا : حيث: " نجد حسن نصر اللات عميل قاسم سليماني يدخل إلى بيوت السنة ، ويقتل أطفالهم ويعتدي عليهم، ومصير اليمن : حيث نجد عملاء إيران (الحوثيون) يحتلون اليمن، وينوون إحتلال الحرمين الشريفين البيت الحرام والمسجد النبوى". واعتبر الحسيني أن إيران تستخدم الشيعة في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن كأدوات وجسور لتعبر بهم إلى مبتغاها ، وتبسط نفوذها على دولهم دون إعطاء قيمة للشيعة العرب مهما أسدوا لها من خدمات، مؤكدا أن إيران هي من تحتل العراق وليس الشيعة. وكشف الحسيني حقيقة ما يحدث بالقول : إن المخابرات الإيرانية هي من تتحكم في مكتب المرجع الشيعي العراقى علي السيستاني، وتقوم بإصدار الفتاوى التي تصب في مصلحتها من مكتبه ودون علمه . ومع أن مقتدى الصدر زعيم مليشيا جيش المهدى التى طالما آذت أهل السنة ونكلت بهم ، إلا أنه اعترف – لسبب فى نفسه – بأن قوات الحشد الشعبي الشيعية تقوم بعمليات ذبح واعتداء بغير حق على مواطنين عراقيين لا ينتمون لأي تنظيم مسلح. ويضاف لكل هذه المواقف ما وثقته منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية لحقوق الانسان من أن المليشيات الشيعية وقوات الأمن العراقية شاركت في التدمير المتعمد للممتلكات المدنية لمواطنين سنة من بلدة آمرلي والمناطق المحيطة بها في محافظتي صلاح الدين وكركوك ، في أوائل سبتمبر 2014 ، وأنها نهبت ممتلكات المدنيين السنة الذين فروا بسبب القتال، وأحرقت منازلهم ومتاجرهم، ودمرت على الأقل قريتين اثنتين عن بكرة أبيهما. وقال 24 من الشهود، بمن فيهم شيوخ محليون وضباط من البيشمركة الكردية – التى تقاتل وهى المليشيات الشيعية نفس العدو - إنهم رأوا المليشيات تنهب 47 من القرى المحيطة ب " آمرلي " بعد انتهاء الهجوم ضد عناصر الدولة الاسلامية ، ويسرقون المقتنيات المنزلية قبل تدمير 3200 منزل لسكان سنة وإضرام النيران فيها ، وأنهم "سرقوا حتى الملابس والمساجد" والمباني العامة . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة