قبل 48 ساعة من انتهاء المهلة المحددة للتوصل لاتفاق نووي، كثف الرئيس الإيرانى حسن روحانى من جهوده الدبلوماسية تجاه الدول الكبرى المشاركة فى المفاوضات مطالبا إياهم بتخطى الخلافات من أجل التوصل للاتفاقية بحلول نهاية مارس الجاري. وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن روحانى بعث رسالة إلى نظيره الأمريكى باراك أوباما وزعماء الدول الخمس الأخرى المشاركة فى المفاوضات بشأن البرنامج النووى الإيراني، وأوضحت الصحيفة أن روحاني، الذى لم يكشف عن مضمون الخطاب بالكامل، أعرب عن اعتقاده أنه يمكن للمحادثات أن تؤدى إلى التوصل لاتفاق من شأنه رفع العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيرانى حال قبولها بالقيود الرامية إلى منعها من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية. وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض رفض التعليق على مضمون هذا الخطاب لكن دون أن ينفى روايته، مشيرة إلى مجىء هذا الخطاب فى أعقاب استئناف المفاوضات بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف صباح أمس الأول. على الصعيد ذاته، أجرى روحانى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، حيث أعرب الزعيمان عن "التزامهما بالتوصل إلى اتفاق" نووى واتفقا على أن المحادثات التى تجرى فى سويسرا تشكل "فرصة تاريخية"، وذلك وفقا لما ذكره المتحدث باسم كاميرون فى بيان.وجاء فى البيان البريطانى أن كاميرون "أكد أهمية أن تظهر إيران مرونة فى القضايا العالقة من أجل التوصل إلى اتفاق". وفى وقت سابق، تحدث روحانى أيضا مع زعماء فرنسا والصين وروسيا فى مسعى فيما يبدو للخروج من المأزق الذى يعوق التوصل إلى اتفاق نووى بين طهران والقوى العالمية الكبرى. من جانبها، أعلنت فرنسا وبريطانيا وروسيا إجراء مكالمات هاتفية مع روحانى الذى أكد بدوره تلك المعلومة فى تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قال فيها:"ينبغى رفع كل العقوبات الظالمة عن الشعب الإيراني"، على حد وصفه، وأضاف:"رفع كل العقوبات هو المسألة الرئيسية التى ستساعدنا فى التوصل لحل نهائي، هذه فرصة فريدة ستعود بالنفع على المنطقة والعالم وينبغى استغلالها".يأتى ذلك فى الوقت الذى يعتزم فيه كل من لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى ونظيره البريطانى فيليب هاموند التوجه اليوم السبت إلى مدينة لوزان السويسرية للمشاركة فى المفاوضات. ومع ذلك فقد أقر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع إجراء غير ملزم يدعو إلى فرض عقوبات فورية على إيران فى حالة انتهاكها لأى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وفى فيينا، أعلن يوكيل أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا أن الوكالة أحرزت تقدما محدودا فى تحقيقها فى الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووى، وأضاف أمانو أن الوكاله ما زالت غير قادرة على الجزم بما إذا كانت كل المادة النووية فى إيران تستخدم للأغراض السلمية أم لا.