استشهد صباح امس المقدم محمد سويلم رئيس مباحث قسم شرطة الجناين بالسويس فى أثناء مطاردته لعناصر إرهابية أطلقت الرصاص على كمين امنى بالقرب من منزل والدة وزير الداخلية السابق اللواء محمد ابراهيم، وعند هروبهم إلى منطقة الجناين، قامت القوات الامنية بقيادة الشهيد بتتبع تلك العناصر وتبادلوا اطلاق الرصاص معه، مما اسفر عن مقتل احد هذه العناصر الارهابية، ونجحت القوات فى القبض على إرهابى آخر شارك معهم فى الجريمة والسيارة المستخدمة فى الحادث، بينما هرب احد العناصر الارهابية إلى المنطقة الصحراوية، حيث تواصل اجهزة الامن بوزارة الداخلية جهودها لسرعة القبض على المتهم، وقد نعت وزارة الداخلية الشهيد واقيمت له جنازة عسكرية بأكاديمية الشرطة، حضرها عدد من مساعدى الوزير وزملاء الشهيد وزوجته وطفلتاه ووالدته، والذين أصيبوا بحالة انهيار شديد، وتم دفنه بمدافن الاسرة بأكتوبر، فى الوقت الذى أمر فيه اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام، بالقيام بحملات امنية مكبرة لضبط المتهم الهارب، وكذلك إجراء تحقيقات مكثفة مع الارهابى المصاب للوصول إلى باقى العناصر الإرهابية التى شاركت فى تلك العملية. فى الوقت الذى نعت فيه وزارة الداخلية الشهيد المقدم محمد سويلم، وقالت فى بيان لها إن إبنها البار الذى استشهد فى أثناء تأدية رسالته النبيلة فى حفظ الأمن والاستقرار وضبط الخارجين عن القانون، وان وزارة الداخلية سوف تواصل جهودها لاقتلاع الارهاب مهما كلفها ذلك من تضحيات، متمسكة بوقوف الشعب المصرى بجانبها، هذا وقد وجه اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، بتقديم كافة أوجه الرعاية لأسرة الشهيد البطل . وكانت وزارة الداخلية قد اصدرت بيانا اعلنت فيه قيام ثلاثة أشخاص يستقلون إحدى السيارات بإطلاق النيران تجاه الارتكاز الأمنى بمنطقة الملاحة دائرة قسم شرطة السويس، على الفور قامت القوات بتبادل إطلاق النيران معهم ومطاردتهم، حيث عثر على السيارة بمنطقة الألبان الجديدة دائرة قسم شرطة الجناين وبداخلها سلاح آلى وطبنجة حلوان وكمية من الذخيرة وآثار دماء، وفور إخطار اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن بوزارة الداخلية، أمر بتوجيه ضباط البحث الجنائى إلى مكان الحادث، حيث توجهت القوات بإشراف اللواء طارق الجزار مدير أمن السويس، حيث تم محاصرة المنطقة وتمشيطها لضبط العناصر الهاربة وتم تبادل إطلاق النيران معهم، مما أسفر عن استشهاد المقدم محمد سويلم ومصرع أحد مرتكبى الحادث ويدعى عادل يوسف محمد حمدان 49 سنة، وهو من العناصر المطلوب ضبطه على ذمة عدة قضايا وعثر بحوزته على بندقية آلية، كما تم ضبط المدعو عبدالرحمن إبراهيم محمود محمد الجبرتى 23 سنة مصاب، من العناصر المطلوب ضبطها بطلق نارى بالكتف وبحوزته بندقية آلية، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم الهارب . الجدير بالذكر أن الشهيد كان قد انتقل للعمل بمحافظة السويس فى حركة الشرطة الاخيرة، وكان قد عمل فى عدد من الاماكن بالامن المركزى والمرور، وقد خيم الحزن على زوجته وطفلتيه، الذين اكدوا انهم فقدوا سندهم الوحيد فى هذه الحياة وانهم لن يهدأ لهم بال حتى ان يتم القصاص من قاتليه، بالاضافة إلى والده وهو احد قيادات الشرطة السابقين، وشقيقه ضابط بالإدارة العامة لمباحث الجيزة، والجدير بالذكر ان الشهيد قد عاد من الحج فى العام الماضي، وآخر كلمة له على الفيس بوك " إن شاء الله استعد للحج" وكأنه كان يعلم نهايته. وكشف مدير الامن عقب تلقيه العزاء من اهالى السويس، ان الشهيد تحدث معه قبل الحادث بيومين فى أثناء مروره على الخدمات، وقال له إننى اتمنى أن أموت شهيدا من اجل البلد، وأضاف أنه نموذج للتضحية لوطنه ومن أكفأ ضباط البحث الجنائي، حيث قام بنقله عقب وصوله السويس منذ عدة شهور من قسم شرطة السويس إلى الجناين لحساسية هذا المكان، وامتداد اطرافه الصحراوية ونظرا لكفاءة الشهيد فى المواجهات، إلا أن القدر لم يمهله لاستكمال المشوار، بينما بكى زملاء الشهيد وسط إصرار على القصاص له من الإرهابيين.