أعلنت سنغافورة أمس حالة الحداد العام لمدة سبعة أيام، وخيمت حالة من الحزن على أرجاء تلك الدولة "المدينة" الواقعة في جنوب شرق آسيا، وشوهد مواطنون يذرفون الدموع، بعد الإعلان عن وفاة لي كوان يو أول رئيس لوزراء البلاد في وقت مبكر من صباح أمس عن 91 عاما، وهو الذي ينسب له الفضل في تأسيس سنغافورة الحديثة. وأعلن مكتب رئيس وزراء سنغافورة في بيان: "رحل السيد لي بهدوء في المستشفى العام بسنغافورة". وظهر على شاشات التليفزيون رئيس الوزراء السنغافوري الحالي لي هسين لونج - وهو ابن لي - وهو يغالب دموعه أثناء تلاوة خبر وفاته في خطاب لشعبه باللغات الثلاث: الملايو والمندرين والإنجليزية، ووصف والده بأنه "بنى دولة، وصنع الفخر لمواطنيه، ولن نرى شخصا مثله أبدا". وأضاف : "لي كوان يو كان سنغافورة". وقد نعت الحكومات الآسيوية أمس الأب المؤسس لسنغافورة الحديثة رئيس الوزراء الأسبق لى كوان يو، فقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن "لي كان رجلا صاحب استراتيجية وقيم شرقية ورؤى دولية". وقالت الوزارة أيضا إن لي - المنحدر من أصول صينية - كان رجل دولة له "تأثير فريد من نوعه" في آسيا. وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق: "أود أن أثمن نجاح السيد لي كوان يو في تطوير سنغافورة من دولة جديدة إلى المدينة الحديثة والديناميكية التي نراها اليوم". وقال نجيب إن "إنجازاته كانت عظيمة، وإرثه مؤكد". وكانت ماليزيا قد تشكلت عام 1963 من اتحاد الملايو وسنغافورة وغيرهما من المناطق، قبل أن تصبح سنغافورة مستقلة بعد عامين، في لحظة سجل التاريخ أن "لي" نفسه وصفها بأنها "لحظة مؤلمة". وفي مانيلا، قالت وزارة الشئون الخارجية الفلبينية إن "ثباته وإرادته السياسية وحكمته ستظل مصدر إلهام طوال السنوات المقبلة". كما قال الرئيس التايواني ما يينج جيو إن الصداقة القوية التي جمعت بين لي والزعيم التايواني الراحل تشيانج كاي شيك كانت "الأساس الأكثر تماسكا للصداقة بين بلدينا". وفي كانبيرا، قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت : "اليوم، ننعى رحيل عملاق من منطقتنا".