فى دراسة أجراها د أحمد الجلاد بقسم الدراسات السياحية بالمعهد العالى للسياحة و الفنادق بالعريش استعرض المشكلات البيئية التى تتعرض لها المناطق الأثرية فى القاهرة الفاطمية . حيث آوضح أن مشكلات البيئة هى نتيجة لتلاحم الكتلة السكانية بالأنشطة السياحية و الصناعية و التجارية دون أى تخطيط مسبق، فالأنشطة البشرية تلعب دورا فى تلوث البيئة و الاعتداء على المناطق الآثرية و حماية البيئة الآثرية تتطلب تخطيطا دقيقا و اجراءات قانونية لضبط استخدام الأرض و حمايتها. كما أكدت هذه الدراسة و عنوانها ( قضايا و مشكلات التنمية البيئية بالمناطق الآثرية) آن مشكلات التلوث مازالت تمثل واقعا بيئيا حيا، و اتجاهاتها المستقبلية يصعب التكهن بها، فالقاهرة الفاطمية تعانى الاهمال والتكدس السكانى ، فضلا عن الأنشطة البشرية غير المخططة التى تلعب دورا فى تفاقم العديد من المشكلات، حيث يعد التخريب البيئى و التلوث الذى حدث علي نطاق واسع فى السنوات الماضية أحد المشكلات الملحة. إذ سيظل السلوك هو العمود الفقرى للتنمية والحفاظ على البيئة الأثرية، و لهذا فان التخطيط و السلوكيات الايجابية كفيلة بخلق المناخ العام الذى يمكن أن تجد فيه البيئة الصناعية الآمنة، و لهذا أيضا يجب آن يرتبط الحفاظ على المناطق الأثرية ببرنامج شامل للوعى البيئى للمناطق الأثرية حيث تمثل المشاركة الشعبية وسيلة فعالة لتحديد أولويات التنمية الأثرية والسياحية مع ضرورة إدماج القيم المجتمعية فى العملية التخطيطية، وتحث الدراسة الحكومة على توفير المعلومات الأساسية للاعتماد علي الذات فى بعض المجالات التنمويةباستخدام التكنولوجيا المناسبة. ومن خلال الدراسة يتضح لنا ضرورة حماية البيئة من خلال التخطيط و الاجراءات القانونية للحماية، و استخدام الاساليب التكنولوجية البيئية بالاضافة إلى التوعية البيئية الآثرية ومن احتياجات المدينة التحكم فى البيئة العمرانية المحيطة بالمواقع الأثرية و الحفاظ على محيط الأثر فالنسيج العمرانى المحيط بالأثر معظمه قديم له طابع يلزم الحفاظ عليه كمحيط طبيعى للأثر الأسلامى الفاطمى لكن فى حالة انهياره يجب مراعاة التشكيل البصرى للعمران الجديد، والعلاقة بين تشكيل المبانى مع البيئة الطبيعية المحيطة بها مع مراعاة الارتفاعات والمحافظة على تخطيط شبكة الشوارع التي تلعب دورا في تحديد شخصية المدينة. كما طالبت الدراسة بالعمل على اقامة متحف للتراث الشعبي بالقاهرة الفاطمية وإعادة تشغيل والاستفادة من المبانى الأثرية فى وظائف معاصرة وانشاء بنك معلومات بالقاهرة الفاطمية للنشر العلمى على ان توثق فتوغرافيا وبالفيديو لكافة اجزاء المدينة مع بيانات تصف المدينة وتاريخ انشائها وعمليات الترميم.