فى ندوة أدارها الدكتور السيد فضل قدم عبد الرحيم العلام بحثا بعنوان "كتابات السجن في المغرب" فتحدث عن مجموعة من العوامل المتضافرة فيما بينها ساهمت في تنامي الكتابة عن تجارب الاعتقال و السجن في المغرب، منها وقوع انفراج سياسي في البلاد وحدوث اتساع نسبي في مجال حقوق الإنسان، ، منذ تسعينيات القرن الماضي، ما وفر للكتاب المغاربة مجالاً مناسباً للكتابة والتعبير. وخص بالحديث السيرتين الذاتيتين "مجنون الأمل" لعبد اللطيف اللعبي، و"كان وأخواتها" لعبد القادر الشاوي، باعتبارهما نصين سرديين مؤسسسين لنوع جديد من الكتابة الأدبية عن السجن في المغرب بتفاصيلهما الجريئة و الجديدة بالنسبة للمرحلة.ثم قرأت دكتورة عزة بدر بحثها عن "القمع و الحرية في أدب فتحي غانم" قائلة : غانم من أبرز الرموز الأدبية المعاصرة في الثقافة المصرية, وقد أسس رؤيته المتميزة للواقع فأنتج فنا راقياً و أدباً روائياً مهموماً بقضايا لم تزل تفرض نفسها حتى الآن.و كان فتحي غانم قد عالج قضية علاقة المثقف بالسلطة في أكثر من رواية فهو في رواية"قط وفأر في قطار" يصور أزمة المثقف الذي يبدو متأرجحاً بين ضميره وولائه، وبين مسؤوليته الاجتماعية وعلاقته بالسلطة لدرجة أن بطل هذه الرواية يذهب في رحلة خيالية لمقابلة الزعيم في العالم الآخر!وفي رواية "حكاية تو" يكشف الستار عما كانت تمارسه السلطة من قهر على نخب المثقفين. ثم ناقشت الروائية و الناقدة المصرية سلوى بكر بحثها عن رواية الحب والصمت "المرأة من منظور المرأة" قائلة: أن في عام 1967 صدرت رواية"الحب و الصمت" للكاتبة عنايات الزيات و لسوء حظ الأدب فإن الرواية, التى كانت نسوية بامتياز بل هي رواية مؤسسة بالفعل لتلك الكتابة المعبرة عن رؤية المرأة لذاتها والعالم، رحلت صاحبتها رحيلاً مفجعاً، إذ أنها ماتت منتحرة دون الثلاثين من عمرها، و هكذا ضاعت الرواية و مؤلفتها في زحمة الأحداث. وفى جلسة أخرى أدارتها الدكتورة منى طلبة قدمت زينب العسال بحثا بعنوان "آليات القمع و استشراف الحرية في الرواية العربية" مؤكدة أن لا حاجة بها أو بغيرها للتذكير بأن الرواية العربية – منذ رواية زينب – شغلها الواقع، و كشف المستور وتعريته ، كأحد أهم مشاغل الروائي العربي.و كان كسر الصمت عن ممارسات بعض النظم العربية من وحشية، و انهيار منظومة قيم الحرية، وهي القيم التي ظن الإنسان العربي أنه سينعم بها بعد سنوات طويلة من استبداد المستعمر، لكن هذه الأنظمة خيبت آماله، بحيث عانى العربي من الظلم و القهر و تكميم الأفواه.فظهرت بل انتعشت رواية القمع ورواية السجن التي صورت حال المثقف العربي في عدائه للنظم الديكتاتورية, مثل لطيفة الزيات في رواية "حملة تفتيش أوراق شخصية" و محمد جبريل في رواية "أسوار" وغيرهم من الأدباء. وقدمت عزة كامل بحثها المقدم بعنوان ( السجن و الحلم في رواية "فرج") فبينت كيف أن الكاتبة الراحلة "رضوى عاشور" هي ابنة حقبة بدأت بإقبال جيلها على الحياة و انتهت بالهزيمة و الانهيار و التشتت ، لذلك ظل مشروعها الروائي يجمع بين رؤية سياسية و أخرى إبداعية..و في بحث ندى حجازي تلميذة رضوى عاشور بعنوان "رضوى عاشور...حين يتحول النص إلى سلاح المقاومة" قالت إنها تعد مصدراً مهماً للتأريخ ضد مصادر تهديد التاريخ المتعددة من أدوات الأعلام المختلفة و مناهج التعليم المضللة أحياناً, فهي تحكي التاريخ كما يجب أن يكتب من خلال سرد حكايات الأفراد وتفصيلات حياتهم, فتتحرر من قمع الاحتلال داخلياً كان أم خارجياً من خلال نصوصها.