حتى وقت قريب كان إخراج الزكاة والصدقات والتبرعات مصدر قلق من البعض الذي لا يعرف مصير تبرعاته هل وصلت إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين، أم تم استغلالها من بعض الجمعيات التي دأبت على اتخاذ مساجد وجمعيات ستارا لجمع الزكوات ومصدرا لتمويل أعمال العنف والتخريب. وجاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإصدار قانون لإنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ليكون جهة موثوقا فيها من جانب الذين يرغبون في أداء هذا الركن المهم من الدين. الدكتور محمد ناصر فؤاد رئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والذي يعكف حاليا على تأسيس البيت ووضع أركان جهازه التنفيذي الذي سيقوم على هذه العملية التي يعلق عليها الجميع آماله في تنظيم هذه المهمة، يكشف في أول حوار صحفي مع «الأهرام» منذ اختياره لهذا المنصب أن حجم أموال الزكاة والصدقات والتبرعات يصل سنويا إلى حوالي 6 مليارات جنيه كان يتم صرفها بعشوائية ويصل 65% منها لنفس الأشخاص المدرجين على قوائم المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، وان بيت الزكاة يستهدف تحصيل 20 مليارا سنويا للقضاء على الفقر. وأوضح أن بيت الزكاة والصدقات المصري هو جهة مستقلة منوط بها تفعيل تحصيل الزكاة والصدقات من الناس، ورفع الوعي بأهميتها وزيادة عدد من يخرجون الزكاة والتيسير عليهم في توصيلها لمن يستحق، وبناء قاعدة بيانات من مخرجي الزكاة ومستحقيها تتوافق مع كافة قواعد البيانات القومية وتنقيتها من الازدواجية. وحث الناس على أداء هذا الركن المهم من الدين والتبرع بفضل أموالهم. والى نص الحوار.. هل سيكون هناك اعتمادية منكم لجهات جمع الزكاة؟ وهل سيكون البيت منافسا للجمعيات الخيرية العاملة في هذا المجال؟ إطلاقا ستظل بدون تدخل منا فهي من أركان الدين التي لابد أن يؤديها أي مواطن أو جهة بالطريقة التي يراها صحيحة، فقط ننسق مع من يريد التنسيق معنا للخير، فلن نكون سلطة لتنظيم الخير بل شريك مع هذه الجهات، ومستعدون أيضا لجمع الزكاة لصالح الجهات المتعاونة في حالة عدم تمكنهم من التحصيل. وليس هدفنا الحصول على جزء من مجتمع الزكاة بل زيادة هذا الوعاء وتوفير جهة آمنة جديدة تحسن توجيه وإدارة هذه الأموال، ولدينا هدف بحلول 2019 أن يكون هناك أداء أفضل لكافة الجهات القائمة على الزكاة، وبالتشاور والحوار معهم سيتم هذا التنسيق. فقد يكون أصحاب عمارة سكنية واحدة تركز فى دفع الزكاة والصدقات لشخص أو عائلة واحدة تحصل على دخل من أماكن أخرى، وهناك من يستحقون مثلها لا يجدون ما يكفيهم . فأحد الكيانات التي تنظم توزيع كرتونة رمضان أرادت التوزيع بعد التنسيق مع 5 جهات أخرى وجدوا أن 65% من قواعد البيانات هي عناصر مشتركة بين هذه الجهات. وليس لدينا مانع من حصول هؤلاء على ما يكفيهم حتى وصولهم إلى حد الكفاف لكن مطلوب أيضا تحديد هذا الحد وتحويله إلى شخص دافع للزكاة وليس متلقيا لها بتحسين أحواله, وكذلك عدم تكرار أنشطة الخدمات, فمثلا لا يتم إنشاء مركز لعلاج القلب وهناك مراكز مثل المعهد القومي لأمراض القلب ومركز الدكتور مجدي يعقوب على سبيل المثال ويكون فكرنا منصبا على دعم حالات للعلاج بهذه الأماكن. وسيكون هناك جهاز متخصص لتعريف وتحديد من هو الفقير ووضع مواصفات له من 10 عناصر من تجتمع فيه يكون مستحقا لكافة الخدمات، ويحصل الباقون على الخدمات النوعية طبقا لهذا التوصيف، سواء الحصول على التعليم أو العلاج أو رسوم خدمة لأولاده ويتم التركيز على رفع المستوى وتقليل درجات احتياجه بصور منهجية. كما سيكون الصرف من خلال الرقم القومي وإدراج ما يحصل عليه في هذه القاعدة، بسرية كاملة مع الإتاحة فقط للجهات المشرفة على الصرف. وتوجيه هذه الأموال للإنفاق على المصارف الثمانية التي حددها القرآن لإخراج الزكاة، وقد نعمل في السنة على ثلاثة منها ليكون الأداء فيها أفضل، وممكن أن نعمل في ستة وتترك الأخرى لأن جهات تعمل فيها وتحقق نجاحات. هل سيتم تغيير مصارف الزكاة وإعادة توجيهها أم أن الشريعة تمنع ذلك؟ مثلا مصرف منها وهو (في سبيل الله) الذي لم يعد موجها للجيوش التي أصبحت تتكفل بها ميزانية الدولة، فقد يكون في شق الطرق أو بناء المستشفيات مثلا. ولدينا في مجلس الأمناء خبرات متعددة في كافة المجالات سواء قامات دينية أو اقتصادية أو اجتماعية. فالأبحاث والدراسات الميدانية التي تمت على 21 ألف جمعية وجدت أن 2400 جمعية يمكن أن نتعاون معها، وكانت الأبحاث تعتمد في أحد معاييرها على أن الجمعية التي بها ثلاثة في مجلس إدارتها من عائلة واحدة لا تتعامل معها، ولا يوجد لها توجه سياسي أو فكرى أو حزبي. ما هي أبرز الأنشطة التي بدأ بها بيت الزكاة أعماله؟ من المشروعات التي نعمل عليها حل مشكلات الغارمات مع التركيز على السجينات في البداية، وهو موضوع صعب وشائك وغالبيتهن بسبب تجهيز بناتهن للزواج، فثقافة هؤلاء الغارمات تعتمد على التأثر بالمجتمع وتقليد المجتمع المحيط وبما يكون فوق القدرات، فيكون هناك تعثر. وبعض الشركات التي توفر هذه السلع لهن تجبرهن على التوقيع على إيصالات أو شيكات بالثمن ومثلها على الضامن قد تصل إلى ثلاثة أضعاف السلعة، تخرج هذه المستندات في حالة التعثر، وبعضهم يقوم بقضايا في أكثر من محكمة لإنهاك المتعثر والضغط عليه. ونتوجه حاليا في هذه القضايا إلى السيد النائب العام لحل هذه المشكلات وتفعيل المخالصات في كافة القضايا والمحاكم على نفس الشخص، وهناك 19 من المتعثرات سيخرجن خلال هذه الأيام وخرج بالفعل جزء منهن، من بينهن حالة خرجت بمولودها الذي وضعته في السجن. ولدينا أيضا مشروع كبير لحل مشكلة ظاهرة ما يطلق عليهم بأطفال الشوارع وسوف يكون هناك مشروع استرشادي قابل للتطبيق من جهات أخرى. ولدينا مشروع بالتعاون مع وزارة الصحة تم تمويله من متبرع بقيمة 10 ملايين جنيه لمواجهة فيروس سى الذي يعانى منه 9 ملايين طبقا للإحصائيات والدراسات تقول إن كل مصاب بالفيروس يصيب 4 غيره خلال فترة حياته. ما هو حجم وعاء الزكاة في مصر؟ وعاء الزكاة بعض الجهات تقدره بنحو من 4 – 6 مليارات جنيه سنويا، ونحن نستهدف الحصول على 20 مليار جنيه للمؤسسات العاملة في مجال الزكاة أيا كانت تقديرات هذا الوعاء، وهو ما يمكننا خلال سنوات قليلة من القضاء على الفقر في مصر والذي يستلزم معه القضاء على أشياء أخرى أهمها الجهل. ومن الأفكار التي تحارب الأمية والجهل أننا قد نشترط أنه خلال تلقى الأسرة للزكاة وتمكنت من القضاء على أمية أفرادها سنزيد لهم المقابل الذين يحصلون عليه، ليس بأن يتقدم فقط بشهادة محو أمية و يتم اختباره كل 6 شهور حتى لا يعود للأمية مرة أخرى. ونفكر أيضا في تقديم المساعدة للسيدات في المنازل بمشروعات تدر دخلا وتحقق تنمية منهجية ومنظمة للمجتمع بعد حصولهن على تدريب في مجال هذه المشروعات وبصورة نمطية موحدة حتى يكون الإنتاج بمواصفات واحدة أيا كان نوع المنتج. البعض يخشى من دفع الزكاة للمؤسسات لأنه يظن أن جزءا كبيرا منها يحصل عليه العاملون بتلك المنظمات؟ لن يحصل الجهاز الإداري العامل على أي عائد من أموال الزكاة التي نجمعها، فهناك متبرعون بأموال مخصصة للجهاز الإداري، حتى يطمئن دافعو الزكاة أن القائمين عليها لا يحصلون منها على شىء لزيادة مساحة الثقة في أنها تصرف في الأوجه التي يعلن عنها. كيف يمكن للمتبرع أن يصل إليكم وما هي الطرق الحديثة للتحصيل التي ستعتمدون عليها؟ لدينا حساب بالبنك هو 8888، أو الدفع مباشرة في مقر البيت بمشيخة الأزهر، وجار الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية لتحصيل الزكاة من البيوت أو ما يطلق عليه بخدمة من الباب إلى الباب التي لا تزيد على 2000 جنيه حتى لا يكون هناك مخاطرة على المحصل، وستكون بمواعيد مسبقة مع دافع الزكاة على تليفون 15111، وهناك مركز خدمة اتصالات بالقرية الذكية، وسيتم التحصيل أيضا من ماكينات التحصيل الآلية وأماكن التجمعات ومواقع الإنترنت. وندرس التحصيل عن طريق الرسائل الإلكترونية مع شركات المحمول وننتظر الحصول على أفضل العروض من الشركات. كما لدينا فكرة شريك الخير الذي تقوم على تجميع التبرعات من الموظفين عن طريق جهات عملهم وتحويلها إلى حساب التبرعات، والبنوك عرضت التحصيل بدون أي مصاريف إدارية، ومن الأفكار التي سنعمل عليها هو إحياء ثقافة الوقف والصدقات الجارية. كيف يطمئن دافع الزكاة أنها أنفقت في المسارات الصحيحة؟ سيكون هناك تقرير شهري وربع سنوي وبصورة دورية عن حجم هذه الأموال وأوجه الصرف التي تمت فيها إذا كانت جهات اعتبارية أو مشروعات أو تبرعات لأفراد، مع ضمان السرية للمتبرعين لمن يرغب والمتلقين إذا لم يكن هناك سبب للإعلان عنهم. وسيكون هناك تنقية لقاعدة البيانات وتجديدها مع الأحوال المدنية ووزارة الصحة من خلال إخطارنا بحالات الوفاة أو تغيير الحالة الاجتماعية للبعض والتي تكون سببا في حصولهم على المساعدات.