غريب جدا أمر بنات حواء فلم يتركن مجالا إلا واقتحمنه.. فهل فكرتى يوما فى أن تكونى كوافيرة رجالى «حلاقة»؟ وتقومى بنفس الدور الذى يقوم به الكوافير الرجالى؟.. نعم قد تكون الفكرة صادمة وقد تترددين لكن هناك من سبقن وآقتحمن هذا المجال وحققن فيها نجاحات كثيرة وإنها تجربة مجموعة من السيدات عملن كوافير رجالى.. التجربة مثيرة.. ولكنها لا تخلو من المطبات!!«عم سعيد» .. صاحب أول صالون حلاقة يستعين بالسيدات للعمل ككوافير رجالي، ومنذ أن بدأ التجربة فى منتصف السبعينات ، لم يتخيل أن النجاح سيحالفه، ولكن المفاجأة كانت فى تقبل زبائنه من الرجال للفكرة بكل ما تشمله من حلاقة للشعر والذقن والباديكير. التجربة لاتزال مستمرة بل أنه أستطاع تخريج العشرات من الفتيات اللاتى أتقن تلك المهنة. و كان يتردد عليه العديد من المشاهير فى مختلف المجالات، أبرزهم الأديب الكبير نجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وبعد وفاة «عم سعيد» لم تنته التجربة بل توارثها أبناؤه من بعده.
سهير هيكل .. أول حلاقة رجالي
بداية تقول سهير هيكل: أنا أول سيدة تعمل كوافير رجالى وكان ذلك من حوالى 40 عاما، ففى البداية كنت كوافير للسيدات ولم استمر فيه كثيرا، وقررت ترك العمل، نتيجة سوء معاملة صاحب الكوافير، فقرت أن أعمل كوافير رجالى، فذهبت إلى الكوافير سعيد صاحب صالون حلاقة رجالى وعرضت عليه العمل معه، فرحب بى وبدأت اتعلم منه أصول الحلاقة الرجالى حتى اتقتنها، ومع مرور السنوات اكتسبت خبرة فى هذا المجال بعدها قررت افتتاح صالون حلاقة رجالى خاص بى. لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورد، فقد تعرضت لانتقادات كثيرة و كانت تحد من عزيمتى لكننى لم التفت إلى ذلك، ورأيت أن النقد يسهم فى زيادة شهرتى ، مشيرة إلى أنها تعرضت فى البداية للعديد من المضايقات والتجاوزات، ولكنها قررت أن تمضى فى طريقها دون الالتفات لتلك المواقف، وتدريجيا أصبح لها زبائنها من الرجال، من بينهم مشاهير ورجال أعمال وقضاة. أما عن أكثر المواقف طرافة، هى غيرة بعض النساء على أزواجهن من ذلك حتى وصل الأمر إلى اصطحاب بعض الزبائن لزوجاتهم أثناء الحلاقة ويقمن بمراقبتها اثناء الحلاقة.
كما أن ابنتى كانت دائما ما تطلب منى ترك هذا العمل وكنت احاول اقناعها بأنه عمل شريف لكنها كانت لا تقتتع بكلامى و كانت تشعر فى البداية بالخجل من عملى ، حتى شاهدت صورتى مع زميلاتها فى إحدى المجلات، والتى نالت اعجابهن جمعيا فقالت لهم أن هذه السيدة هى «والدتى» ومنذ ذلك الحين وهى تشعر بالفخر بعملى
. وفاء.. نظرة المجتمع لا تؤكل عيش
أما وفاء محمد،45 سنة، وهى إحدى العاملات بمحل عم سعيد، فقد بدأت العمل كحلاقة للرجال منذ خمس سنوات ، وتعمل بالمحل منذ عام، وقد اتجهت فى البداية للعمل ككوافيرة للسيدات ولكنها ضاقت ذرعا من اسلوب النساء، والذى قد يصل إلى حد الإهانة. لكن عندما عملت كوافير رجالى وجدت أن المعاملة افضل بكثير كما أن العمل ككوافيرة حريمى مجهد جدا فيشمل الباديكير والمانيكير وقص الشعر وعمل استشوار وصبغة وكيرياتين وماسكات وأشياء أخرى تتطلب جهدا كبيرا وليست مجزية فى النهاية، أما فيما يخص الرجال فالأمر أسهل بكثير لا يتجاوز قص الشعر والباديكير وحلاقة الذقن وعدد قليل من يطلب عمل ماسك فقط.
أما عن نظرة مجتمعنا الشرقى لعملها فقالت: «نظرة المجتمع لا تؤكل عيش»، ففى زمننا هذا ومع صعوبة الأوضاع الإقتصادية وضيق الرزق فلا يهتم أحد بالأخر، لذا فإنها أصرت على الاستمرار بعملها رغم أنها بالفعل واجهت بعض الانتقادات فى البداية فهناك من كان يقول لها ما تفعلينه حرام أو أنك ستواجهين العديد من المضايقات والتحرشات، ولكنها كانت تثق بنفسها تماما وتعلم كيف تتعامل مع كل شخص بأسلوبه، فالمحترم سيعامل منها باحترام ومن يتجاوز فهى قادرة على وضع حدود له وعدم السماح له بتجاوزها، فكل مهنة أى أن كانت بها الصالح والطالح ، والإنسان هو من يختار طريقة.
أولادها فى البداية اعترضوا كثيرا على عملها وحاولوا بالفعل منعها من الاستمرار فيه ومع إلحاحهم فقد أعادت التفكير مرة أخرى فى عملها وهل من الممكن أن تغيره إرضاء لهم، ولكن لإيقانها وإقتناعها بأن ما تفعله لا يقلل منها فى شيء فقد تحدثت إليهم وحاولت إقناعهم بأن ما تفعله هام وضرورى لكسب الرزق خاصة أن عملها لا يتسبب لها فى أى ضرر أو مضايقات، وبالفعل تدريجيا أقتنعوا بما تعمله.
وقد كان من أبرز المشاهير الذين تعاملت معهم «الفنان الراحل خالد صالح ومدحت صالح.
بينما تقول «ماجدة محمة» أعمل فى هذا المجال منذ 15 عاما حيث جئت إلى عم سعيد صاحب صالون «حلاقة رجالي» وطلبت منه أن أتعلم أصول الحلاقة الرجالى فرحب بذلك وفى البداية قابلتنى إعتراضات كثيرة لكننى صممت على الاستمرار فى هذا المجال خاصة أنه عمل شريف ولا يعيبنى فى شيء.